اختيار الأسماء.. فعلٌ مجتمعيّ خاضعٌ للأمزجة والتوجّهات المختلفة

ريبورتاج 2023/06/18
...

   رحيم رزاق الجبوري
لسنا متأكدين بالضبط بأن هذه الفعل المجتمعيّ المروي من أفواهِ آبائنا وأجدادنا؛ قد غادرته بعض الأسر العراقيّة، أم لا؟ حيث عمدت تلك الأسر على إطلاق أسماء غريبة وغير مألوفة -بعضها يحمل صفات وتراكيب لفظيّة من لهجتنا الدارجة- على المولودين الجدد، الذين يأتون بعد موت شقيقهم أثناء الولادة؟ أو بعدها بوقت قريب أو بعيد. سواء بمرضٍ أو غيره. ظنا منهم، بأن هذا الفعل سيقي أو ينقذ هؤلاء المولودين من الموت! وينتهي مسلسل الفواجع المتكرّر لديهم! وتسجّل الوقائع والشواهد على استمرار العديد منهم في الحياة. وكتب لهم بأن يعيشوا بعد موت أشقائهم. كما عاصرنا العديد منهم وقد حملوا تلك الأسماء الغريبة، وأصبحوا في مواقع ومراكز مهمة في المجتمع.
يقول الدكتور جميل التميميّ (استشاريّ الطبّ النفسيّ)، في هذا الصدد: "إنَّ ظاهرة الأسماء الغريبة وإنْ خفَّتْ عن السابق؛ ولكنَّها ما زالتْ موجودة والأسباب معروفة، ولكنِّ نتائجها قد يجهلها الكثيرون".
ويضيف: "أتذكّر في تسعينيّات القرن المنصرم، كان هناك برنامجٌ، اسمه: (اسمك.. عنوانك) يشرح فيه مقدّم البرنامج معنى الاسم للدلالة على أهميّته ووقعه بين المجتمع.. فتخيّل أن يكون شخصًا اسمه (زبالة)؟
على سبيل المثال، هذا يعني أن عنوانه ومكانته بين المجتمع هو مكان ينفر منه الجميع.
ولذلك قطعًا سيترك أثرًا نفسيًّا كبيرًا عليه بين المجتمع، فيحاول تجنّب الاندماج مع المجتمع، وربّما يدفعه للعزلة أو (الرِّهَاب الاجتماعيّ) وحتّى قد يصاب بالاكتئاب".
ويشير التميميّ، بالقول: "إنَّ هناك أسماءً تحمل عناوين ومعنى قد تبدو للطائفيّين والمتطرّفين أمرًا آخر.
وربّما ينفرونهم أو حتّى يصل الأمر إلى التجاوز عليهم بسبب الاسم نفسه! وأحداث الطائفيّة الّتي مرَّتْ بالعراق تعيد إلينا مشاهد الكثير من الأبرياء الّذين دفعوا ثمن حياتهم بسبب أسمائهم لا غير".
ويختم حديثه: "لذلك على الإنسان أن يضع نصب عينه كل هذه الأمور، إضافة إلى البيئة الاجتماعيّة؛ قبل أن يطلق اسمًا على مولوده الجديد، لأنّه سيتحمّل ذنب إنسان بريء، لا يعلم ما سيجري له لاحقًا من تداعياتٍ نفسيّة واجتماعيّةٍ قد تهدّد وجوده".

التراث الإسلاميّ، وما تتناوله الأُلسن
يُروَى في التراث الإسلاميّ حديثًا نبويًّا شهيرًا، تتناولهُ الألسن بكثرة يتحدّث عن اختيار الأسماء وأفضلها، والّذي يقول نصّه: (أحبّ الأسماء إلى الله ما عُبّد وحُمّد).
وقد نفاه الألبانيّ والسيوطيّ.
ومع نفي العلماء له، لكنّه يحمل من المضامين والأُسس والثوابت الرصينة الّتي زرعها الإسلام الحنيف لدى المسلمين، وذلك باعتماده على سياقٍ رصينٍ وواضحٍ على اختيار أجمل الأسماء، الّتي يتّصف بها الخالق (تبارك شأنه)، وهو يترك الرضا والقبول والنقاء في القلب والسريرة لدى حامله وعند السامعين أيضًا.

تعدّدُ الخيارات المطروحة
يدخلُ الوالدانِ في بحثٍ عميقٍ، وحيرةٍ ومداولةٍ -وفي أحايين كثيرة الشجار والزعل وغيرها- حينما يرزقون بمولودٍ جديد، ذكرًا كان أو أنثى.
فتتقاذفهم الآراء والميول والاتّجاهات حتّى يصلوا إلى برِّ الأمان، ليخرجا بعد جهدٍ جهيدٍ؛ باسمٍ مُتّفقٍ عليه يطلقانه لمولودهما الجديد، مُلقينَ هذا الثقل الكبير عليه، ومُحمّلينَه تبعات ما ينتظره في المستقبل.

تأثّيرُ الواقع السياسيّ على التسميات
كما معروف للجميع، أنَّ بلادنا شهدتْ موجات متعدّدة من الأسماء التي أطلقها أولياء الأمور، وكان بعضها يتناغم مع الواقع السياسيّ الّذي تفرضه عليهم تلك الفترة، بدوافع سياسيّة أو اجتماعيّة أو ماديّة أو غيرها.
والأمثلة على ذلك كثيرة، فعند البحث في سجلّات الأحوال المدنيّة العراقيّة، ستجد العديد ممّن غيّر اسمه باسمٍ آخر، بسبب التحوّل السياسيّ الّذي طرأ على البلاد، فتغييره أصبح ضرورة مُلحّة؛ لتلافي الدخول في دهاليز وتأويلات لا طائل منها.
وهذا الأسلوب والطريقة، لم يغادرها بعض الناس، ففي إحدى ليالي رأس السنة وعلى الهواء مباشرةً، قدّمَ أحد مُلّاك فضائيّة عراقيّة، لكلّ المولودين في بداية هذه السنة مبلغًا من المال.
احتفاءً بهذه المناسبة.
لكنَّ إحدى النساء بادرت بتسمية حفيدها على اسم صاحب القناة؛ تيمّنًا بصفاته ومواقفه الإنسانيّة.
ليأتيها الردّ بعد دقائق بمنحها مبلغًا كبيرًا جرّاء موقفها هذا!.

أخطاء إملائيّة في هويّة الأحوال المدنيّة
وليس بعيدًا عن موضوع الأسماء، تعالوا معي لنمضي معًا في هذا الموضوع الواسع وقصصه ومآسيه وصوره المتعدّدة الوجوه والأشكال، حيث تختزن ذاكرتنا بالعديد من الأحداث المريرة والمؤلمة، الّتي يرويها لنا أحد المواطنين وهو غير مصدّق ما يذكره من تفاصيل وأحداث، سيبقى حبرها لا يجفّ لأمدٍ طويلٍ.
يقول علاء فيصل (34 عاما) واضعًا يده على قلبه، مُستذكرًا بمرارةٍ وأسًى، ما مرَّ به أثناء اشتداد الأحداث الطائفيّة، وكيف كاد أن يفقد حياته ذات يومٍ، حينما طالبته إحدى الجماعات المُسلّحة لتبيان شكل ورسم النقاط الموضوعة على اسم عشيرته، حيث راحَ يؤكّدُ لهم ويقنعهم بالخطأ، الّذي وقع فيه كاتب هويّة الأحوال المدنيّة! ولا يستطيع أن يستوعب بأنَّ "نقطتين" أو سواهما؛ كانتا كفيلتين بأن تُودي بشخصٍ إلى الهلاك؟ (وموضوع كتابة الأسماء والتواريخ من قبل موظّفي الدوائر المُختصّة بإصدارها، يشتكي الكثير من المواطنين منه بسبب رداءة الخطّ؛ نظرًا للزخم الّذي يتعرّضون له، ممّا يسبّب إرباكًا لهم ليلقي بظلاله على جودة رسم حروف الاسم، وبالتالي يتحمّل هذا الخلل المواطن المسكين، ليدخل في متاعب لا تعدّ
ولا تحصى).

محنة المواطن العراقيّ المغدور هاملت
لمْ يعلمْ - للأسف الشديد- أستاذ اللّغة الإنگليزيّة العراقيّ، الذي يقطن في إحدى ضواحي بغداد، والّذي تعرّض ابنه للقتل على يد إحدى العصابات الإجراميّة، الّذين لمْ ولنْ يدركوا معنى الاسم الّذي يحمله ابنه الشابّ؛ بأن كلّ شيء قد تبخّر.
وأصبحت غايته بأن يرى ابنه يعيش ويترعرع على هذه الأرض سوى كابوس مزعج، حينما أسماه (هاملت)، عشقًا وتيمّنًا بهذه الشخصيّة! حيث تشابكت محنة "الأمير هاملت" مع محنة "أبي هاملت الأستاذ"، ليكملا معًا فصلًا جديدًا من مسرحيّة لا تنتهي أحداثها الغريبة في هذه البلاد العجيبة!  

الدراما التلفزيونيّة وتأثيرها
في النفوس والعقول
كما يعلم الجميع الدور الكبير والحيويّ، الّذي تتركه الدراما التلفزيونيّة وتأثيرها في نفوس وعقول المشاهدين باتّجاهاتهم المختلفة - فعلى سبيل المثال لا الحصر- نرى تأثّرهم بالمسلسل الإيرانيّ الشهير (يوسف الصدّيق) الّذي يحكي قصة نبي الله يوسف (ع)، وذهاب البعض لتسمية أبنائهم باسم (يوزر سيف)، الذي ينحدر من أصول وجذورٍ عبريةٍ توراتيةٍ، لكنّه انتشر انتشارًا كبيرًا في مجتمعنا، وكذلك اسم (كيان)، الشخص الّذي ظهر مرافقًا ومُقرّبًا من الشخصيّة التاريخيّة (المُختار بن يوسف الثقفيّ)، وبعيدًا عن كون الاسم الّذي يعني الوجود، أو القيمة، والذات والهيئة والبنية، إِلّا أنّه انتشر بسبب تلك الشخصيّة، الّتي سلبت عقول المُتتبّعين لهذا المسلسل، الّذي يروي قصّة هذا الفارس الشجاع والعظيم في تراثنا الإسلاميّ، مع أن بعض المؤرّخين ينفون وجود شخصيّة تحمل هذا الاسم رافقتِ المختار في حياته!

مشكلاتُ الأسماء الثنائيّة والثلاثيّة
ولعلَّ تشابه الأسماء الثنائيّة والثلاثيّة، يعد من أكثر المواضيع الخطرة الّتي تلقي بظلالها على حامليها، كونها تعرّضهم لمصاعب ومشكلات هم في غنىً عنها.
وخصوصًا إعمامات السلطات الأمنيّة على السيطرات وغيرها، للقبض على المطلوبين للعدالة، فترى معظم الشبّان يشعرون بالخوف والرهبة، حينما تعرض أسماؤهم في حواسيب السيطرات الأمنيّة، بالرغم من وجود اسم الأم الذي يعد وجوده ضامنًا حقيقيًّا لحامل الهويّة، ومع ذلك يقع الكثير في دائرة الشكّ ويتيه في هذه الدوّامة الّتي يضطرّ بعد الخروج منها سالمًا، بالذهاب إلى القضاء وتغيير اسمه، كما فعل الكثير تلافيًا لهذا المأزق المتكرّر.
ويشار إلى أنَّ قضية الأسماء والألقاب كثيرًا ما خضعتْ في العراق إلى الوقائع والأحداث السياسيّة، إذْ كان النظام السابق قد شجّعَ في بداية حكمه، على حذف اللقب؟ ثم عاد ليتراجع عن ذلك في وقتٍ لاحقٍ، كما وَلّدتِ الأسماء مشكلات ومصاعب عانى منها المواطن إبان ما يعرف بالحرب الطائفيّة سنوات 2005، وما تلتها من سنين غابرة.

استجابة لطلبات المواطنين ومناشداتهم
ومن الجدير بالذكر، أن وزارة الداخليّة، قد وافقت في وقتٍ سابقٍ، على استئناف العمل بترويج دعاوى تبديل الأسماء والألقاب، وأن هذا الإجراء يأتي بناء على "الطلبات والمناشدات" الّتي وصلت إليها عبر موقعها الإلكترونيّ والخط الساخن للوزارة.
وجاءت هذه الموافقة استنادًا إلى أحكام المادة (21) من قانون الأحوال المدنيّة رقم (65) لسنة 1972 المعدّل بالقانون رقم (9) لسنة 1974".
حيث جرى إعمامها على مديريات الجنسية والأحوال المدنيّة كافّة، إثر مخاطبات عديدة من قبل المواطنين إلى دائرة شؤون المواطنين والعلاقات العامّة مع وزارة الداخليّة.
علمًا أنَّ المادّة (21) من قانون الأحوال الشخصيّة العراقيّ كانت قد أُلغِيَتْ في عام 1974، واُستُبدِلَتْ بالنص الأتي: تقام الدعوى لتبديل الاسم المجرّد أو اللقب في محكمة الصلح المختصّة بناءً على طلب تحريريّ من صاحب القيد أو من ينوب عنه قانونًا لإجراء هذا التبديل، على أن تكون هناك أسباب مقنعة تدعو إلى ذلك.
وأنَّ طلب تبديل الاسم حقّ لكلّ شخصٍ ولمرّةٍ واحدةٍ في الحياة على أن تكون هناك أسباب تدعو إلى ذلك، كأن يكون الاسم مُعيبًا من الناحية الاجتماعيّة.
وهذا يشمل الإناث والذكور على ألا يتعدّى ذلك إلى اسمي الأبوين والجدّين، وذلك بموجب المادة (20) من قانون الأحوال المدنيّة رقم 65 لسنة 1972المعدّل، ولا يجوز لمن صحّح اسمه أو لقبه العودة إلى الاسم نفسه واللقب المُصحَّح عن طريق التبديل المنصوص عليه في الفقرة (1) من المادة الحادية والعشرين".

أسماء مشهورة بدلالاتٍ لا يعرفها أصحابها
في مجتمعنا، هناك الكثير من الأسماء المشهورة لكن يجهل الكثير منهم معناها المعجميّ، أو يخطؤون برسمها؟
وبالطبع أنهم غير قاصدين ذلك.
يحدثني أحد الأصدقاء، بأنه كان يشاكس في إحدى المحاضرات، لينتبه إليه الأستاذ ويدنو منه طالبًا منه التعريف باسمه؟
فأجابه باسمه الذي هو اسم شائع.
فردَّ عليه الدكتور المحاضر: "اسم على مسمًّى"! فلم ينتبه الطلّاب لمعنى ومغزى الأستاذ، إلّا صاحبنا الّذي بَدتْ على مُحيّاه الغضب والحنق على أستاذه، لأنّه يعلم بأنَّ المعنى المعجميّ لاسمه، هو "الثور الوحشيّ"!
وهو المعنى الحقيقيّ لاسم (لؤي)! وفي السياق ذاته، يبادر الكثير بتسمية بناتهم باسم شائع، وهو "شذى" -بألف مقصورة- وهم يجهلون معناه الحقيقيّ، فهو اسم علم مؤنّث عربيّ، وهو الريح الكريهة وما شابه! بينما اسم "شذا" - بألف ممدودة- وهو الريح الطيّبة والتعطّر بالمسك! ويظهر الفرق واضحًا بالمعنى من حيث رسم الألف على كلا الاسمين.
ويبدو ذلك جليًّا بقول الأَصمعيّ: "الشَّذا من الطيب يكتَبُ بالأَلف".
وأَنشد: ذكيُّ الشَّذا والمندليُّ المطيَّرُ!".

تجارب لدول عربيّة في السياق ذاته
تمرُّ العديد من الدول في مشكلات عديدة، وتدرسها وتضع حلولًا من اجل تلافي توسّعها وتجنّب انتشارها في المجتمع.
ومن اجل وضع حدٍّ للمواطنين، الّذين يسمّون أبناءهم بأسماء غريبة.
حيث اعتمد التونسيّون على بعض التشريعات، والّتي من خلالها قاموا بمنع إطلاق بعض الأسماء، كونها ليست عربيّة، أو إسناد اللقب كاسم، أو اعتماد ألقاب الزعماء أو أسمائهم وألقابهم في آنٍ واحدٍ.
وتنصُّ هذه التشريعات على عدم تسمية المواليد بأسماء مستهجنة ومنافية للأخلاق أو محل التباس وغيره.

أحاديث ودراسات ليست معيارًا
هناك مقولة، تدور في فلك الكتب والقصص والأحاديث والحكايات، تقول: "لكلِّ امرئٍ من اسمه نصيب".
وكذلك نطقتها العرب قديمًا.
هذه الفرضيّة الّتي يصعب تصديقها، جاءتْ دراسة حديثة لتثبت صحّتها، بناءً على برمجيات إلكترونيّة نجحتْ في التنبّؤ بأسماء أشخاص اعتمادًا على شكلهم.
وتوصّل باحثون من عدّة دول إلى أنَّ الناس يشبهون في الغالب الصورة المرتبطة بأسمائهم.
مؤكّدين أن المشاركين في الدراسة على سبيل التطوّع، صنّفوا الأشخاص المجهولين بالنسبة لهم حسب اسمهم الصحيح، بمعدّل مدهش.
أي أنّهم توصّلوا لاسمهم الصحيح على سبيل التخمين، اعتمادًا على ما يوحي به شكلهم.
ولكنَّ هذه الدراسة ليست معيارًا، ولا تصيب الهدف.
فقد كان في أيّام الدراسة الابتدائيّة طالبٌ في صفِّنا، اسمه (ذكاء)، لكنّه كان في قمة الغباء والكسل! وقد تشاهد آخر يحمل اسم (جمال)، وهو بعيد كل البعد عن الوسامة والنضارة والحسْن والقبول.
 وآخر اسمه (شجاع) لكنّه أجبن الجبناء وأوّل المهرولين حين اشتداد المواقف؟ ثمَّ ماذا كانوا سيصنعون ويتنبّؤون بشخص اسمه (كلاشنيكوف) العسكريّ الروسيّ المخترع لآلة السلاح الرشّاش المعروفة باسمه؟
هل سيخمّنون بأنّه سيكون رجل سلام ويخدم البشريّة باختراعه الفذّ!

قيمة الاسم بالفعل والصفات والعمل
يقول المفكّر المصريّ الراحل أحمد خالد توفيق، بتعليقه على الأسماء، وتأثيرها في المجتمع، قائلاً: "ما قيمة الأسماء عندما لا تختلف عن أيّ واحد آخر؟
ويضيف: لولا أن مؤلِّف هذه المسرحيّة هو شكسبير؛ لألقيتها في الزبالة أو استبدلتُ بها خمس مجلّات ميكي من عند عمّ أحمد.. حقًا إنَّ لبعض الأسماء رهبة!".
وفي حديثه تفصيلة مهمّة لا تحتاج لتفسير أو ترجمة أو بيان! ولتأتي المطربة الراحلة ذكرى، لتعطينا انعطافة والتفاتة أخرى من دروس الحياة، عبر رائعتها الّتي غنّتها بأداءٍ مثاليٍّ وفريد:
"الأسامي هيّا هيّا ...   والقلوب اتغيّرت
والسنين رايحة وجايّة ...  والأماني اتبعثرت"

حيث أغنتنا الراحلة عن وضع خاتمة ملخّصة لموضوعٍ يبقى مفتوحًا على مصراعيه، ومرتبطًا بعوامل اجتماعيّة ودينيّة وأثنيّة وسياسيّة وغيرها.. لكنّه يبقى متجدّدًا وحيويًّا، في كلّ السنين وفي كلّ الظروف، بينما يظلّ المعنى الحقيقيّ لكل إنسانٍ هو ما يحمله من صفاتٍ وأخلاقٍ وجيناتٍ طيّبةٍ؛ هي وحدها كفيلةٌ بوضعِ اسمه جانبًا والالتفات لما يصنعهُ من خيرٍ وصلاحٍ وسلامٍ وأثر!.