الامتحانات المدرسيَّة

آراء 2023/06/18
...

 د. حميد طارش

لم ينته موسم الامتحانات المدرسية، وما زلنا ننتظر ذروة الموسم عند بدء الامتحان الوزاري للصفوف المنتهية للمرحلة الإعدادية.
الامتحان لا يعد وسيلة مثالية، وانما هو الوسيلة المتاحة، لذلك تعتريه عدة عيوب دفعت الوزارات التعليمية والتربوية، في بعض الدول، إلى معالجة البعض منهاأو تقليصها.
ومن الخطايا الكبرى للامتحانات أثارتها للقلق والتوتر والخوف لدى الطالب مما يُضعف كثيراً من قدرته العلمية، أو تدفعه للحفظ دون فهم، سرعان ما ينساها وربما تخذله في اكمال امتحانه.
وقد تشكل تلك البيئة الامتحانية حافزاً للغش، الذي يهدد مستقبله بضياع سنة دراسية كاملة أو رقن قيده الدراسي، فضلاً عن انتهاك العدالة بين الطلاب عند تمرير غشه.
ولا ننسى هنا قلق وخوف ذوي الطلبة، خاصة في الامتحانات الوزراية التي تعد مفصلية في مسيرة الطالب العلمية وتحديد مستقبله الدراسي.
نتيجة الامتحان ليست بالضرورة انعكاس لمستوى الطالب، فهناك العديد من العوامل المؤثرة، ولعل أهمها ما يحدث للطالب ليلة الامتحان من إرهاق أو مرض أو حادثة ما، لذلك يؤكد المختصون بعدم مثالية تلك الآلية، وأن العجز عن إيجاد وسيلة أكثر عدالة وإنصافا، أبقى عليها طيلة هذه السنين.
كما أن القيّم السائدة في المجتمع ستأخذ دورها في ذلك، أي في مجتمع يسوده التمييز بين المرأة والرجل سيهدر العدالة في وقت الاستعداد للامتحان، وهكذا الفوارق الطبقية بين الأغنياء والفقراء، لن تجعلهم عند مستوى شروع واحد.
واذا كانت وسيلة الامتحان، في أحسن حالاتها، غير مثالية وغير منصفة، فما بالك عندما تظهر الأخطاء في الأسئلة، أو تسرب الأسئلة لبعض الفئات من الطلبة، كنتاج للفساد الذي ضرب المجتمع، أو ترى الأسئلة وكأنها تحدي الطالب : أنجح إن استطعت!، أو كما يتم تشويه بعض أسئلة الاختيارات بتشابه غير مجد، تلك الاسئلة التي أقرتها الدول المتقدمة لتحقيق عدالة الامتحانات باعتمادها مقياس فهم المادة ومساعدة الطالب في تذكّر الجواب.
واما حرارة الجو وانقطاع التيار الكهربائي ورداءة الصفوف والمرافق الأخرى في المدرسة، فهي الأخرى ستهدم العدالة الامتحانية.