حسين علي الحمداني
تشكل عمالة الأطفال ظاهرة عالمية تقلق المجتمع الدولي وفي مقدمة ذلك الأمم المتحدة، التي أدركت مخاطر هذه الظاهرة وخصصت يوم 12 حزيران من كل عام كيوم عالمي لمكافحة عمالة الأطفال. وهذه الظاهرة لها أسبابها الرئيسة، وفي مقدمتها الحروب الداخلية التي من نتائجها وجود أطفال أيتام، وأيضا من نتائج هذه الحروب التهجير من منطقة إلى أخرى مما يؤدي إلى تسرب الأطفال من المدارس قسريا، ووجود الحاجة لعملهم من أجل إعالة أسرهم، أما السبب الآخر يتمثل بزيادة معدلات الفقر إلى ما تحت خط الفقر وعادة ما تنتشر هذه الظاهرة في البلدان الفقيرة المحدودة الموارد، السبب الثالث يكمن في فشل الحكومات في إدارة موارد بلدانها مما يسبب صناعة ظاهرة الفقر، التي تؤدي إلى ظهور عمالة الأطفال، وهذا الفشل الحكومي أما يكون عن غياب الرؤية والتخطيط السليم، أو بسبب تفشي ظاهرة الفساد التي من شأنها أن تؤدي لبروز الكثير من الظواهر الخطرة في المجتمع.
وعمالة الأطفال تأخذ أشكالا كثيرة، أبرزها العمل اليومي المعتاد، سواء في الورش الصناعية أو المعامل الصغيرة أو البائع المتجول، الذي نراه يوميا في الشوارع والجزرات الوسطية في الصيف والشتاء
معا.
في العراق هذه الظاهرة موجودة في كل المدن العراقية لأطفال يمارسون العمل لساعات طويلة، وهذا يعني تسربهم من المدارس وانخراطهم بشكل مبكر في الشارع، وما يترتب على ذلك من مخاطر كبيرة ليس عليهم فقط بل على المجتمع الذي يعيشون فيه، جراء اكتسابهم العديد من السلوكيات الخاطئة والمنحرفة، وبالتالي فإنهم يتحولون إلى قنابل موقوتة، لا أحد يعرف متى تنفجر، سواء عبر انخراطهم في عصابات سرقة وإجرام أو يتم استخدامهم وسائل للترويج للمخدرات، مستغلين حاجتهم للمال وضعف إدراكهم لمخاطر أفعالهم.
إن القضاء على هذه الظاهرة في بلد مثل العراق يتمتع بقدرات مالية كبيرة وحالة استقرار في السنوات الأخيرة، ليس بالأمر الصعب والمستحيل ويتطلب تفعيل القوانين الموجودة، والتي تمنع عمالة الأطفال من جهة، ومن جهة ثانية دعم الأسر التي تحتاج لذلك، وأيضا متابعة انتظام دوام التلاميذ في المدارس وعدم التهاون عند تسربهم منها.