بغداد: حيدر الجابر
في غضون أسبوع واحد فقط، زار رئيس الوزراء بلداً عربياً واستقبل زعيم بلد آخر في بغداد، وكلا الزيارتين كانت اقتصادية بالدرجة الأولى، وإن لم تخف الجوانب السياسية التي تشي بتغيُّر المواقف واتجاه المنطقة نحو التهدئة.
وأجرى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الأسبوع الماضي، زيارة إلى مصر، للمرة الثانية خلال 100 يوم، مستهدفاً بالأساس تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين بغداد والقاهرة، والاستفادة من الخبرات المصرية في مشروعات إعادة الإعمار.
ووصف المتحدث باسم الحكومة زيارة السوداني إلى القاهرة بالمهمة، موضحاً أنها "تهدف إلى بحث العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين" .وبحسب الصحفي والشاعر المصري، إبراهيم المصري، فإن العراق بلد عربي مهم، ودولةٌ وازنة جغرافياً وحضارياً، داعياً إلى زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.وقال المصري لـ"الصباح": إنَّ "العراق ذو أهمية كبيرة للعالمِ العربي، والعكسُ صحيحٌ أيضاً، والمجالُ الحيوي لهذه الأهمية، أن ينمو باضطراد كلُّ ما من شأنه سياسياً واقتصادياً وثقافياً وإعلامياً، أن يوثقَ العلاقات بين العراق والعالم العربي"، وأضاف أنَّ "العراقُ دولةٌ وازنة جغرافياً وحضارياً في المنطقة العربية، وإن كانت أحداث الأعوام العشرين الماضية، قد أثَّرت بشكلٍ أو بآخر في علاقة العراق بمحيطِه العربي، فأعتقد أنَّ العمل باتجاه المستقبل يتطلبُ جهداً أكبر من الجميع" .وأوضح، أنه "على سبيل المثال، بلغ حجم التبادي التجاري بين العراق ومصر، حتى عام 2022 نحو 500 مليون دولار، وهذه قيمة متواضعة، لما يمكن أن يصل إليه حجم التبادل التجاري بين بلدين لديهما قدرات كبيرة"، ولفت إلى أنه "ربما تعمل زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الأخيرة للقاهرة، على تعميق العلاقات بين بغداد والقاهرة، وهو ما يجب أن يكون كذلك بين بغداد والعواصم العربية" .
ودعا المصري الدول العربية إلى المساهمة في تطوير علاقاتها بالعراق، في أطر تهتم بالمستقبل في جميع المجالات.إلى ذلك، اختتم أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، زيارة رسمية إلى العراق، هي الأولى لزعيم عربي منذ تشكيل الحكومة الجديدة والثانية له، عقد خلالها مباحثات مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تناولت علاقات البلدين ومجالات التعاون والقضايا المشتركة.وشهدت الزيارة توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين في مجالات البنية التحتية والسياحة والصحة بهدف توسيع التعاون الاستثماري والتجاري بين البلدين.
من جهته، أشاد بالانفتاح العربي على العراق، بابكر خليل عثمان، وهو طبيب سوداني ومدوّن مهتم بالشأن العربي، مؤكداً أنَّ أمن العراق واستقراره هو مفتاح أمن الخليج ودوله العربية.
وقال عثمان لـ"الصباح": إنَّ "الانفتاح العربي على العراق مطلوب، والشعب العراقي الكريم يستحق الدعم والمساندة لبناء دولته الوطنية متعددة الأعراق والمذاهب على نحو يجلب الاستقرار والنماء لبلاد الرافدين"، وأضاف أنَّ "أمن العراق واستقراره هو مفتاح أمن الخليج كله، وهذه حقائق جيوسياسية غير مختلف عليه" .
وبيّن عثمان، أنَّ "إدراك العرب مؤخراً لخطأ مقاطعة العراق جعلهم يتحركون بجدٍّ لتلافي أخطاء الماضي، والعراق الآن في حاجة ملحَّة للدعم من كل جيرانه لكي ينهض مجدداً ويأخذ موقعه الريادي الحضاري المهم والمعروف" .
وغيّرت الجماهير العراقية الانطباع السلبي في الإعلام العربي وذلك خلال بطولة "خليجي 25" في البصرة، والتي أثارت دهشة الوفود المشاركة، وحتى المشاهدين العرب.وقال الكاتب اليمني عبد الرقيب طاهر لـ"الصباح": "كنت أشاهد أعلام دول الخليج العربية ترفرف في ربوع البصرة، في (خليجي 25)، وقد أيقنت أنَّ العراق عاد لمكانته بعد عزلة دامت أكثر من 3 عقود"، وأضاف أنَّ "عودة العراق بطيئة وحذرة إلا أنها خطوة نحو الاتجاه الصحيح" .
وأضاف، أنَّ "الشعب العراقي بكل طوائفه المختلفة وكل تياراته السياسية يتطلع إلى إعادة دور العراق الريادي في المنطقة، وهو الدور الذي يعرفه العالم منذ فجر التاريخ" .
تحرير: محمد الأنصاري