«التكسي النهري» يواجه عقبة انخفاض مناسيب دجلة

العراق 2023/06/20
...

 بغداد: هدى العزاوي

منذ أن تم إطلاقه قبل سنوات، واجه مشروع "التكسي النهري" التابع لوزارة النقل في العاصمة بغداد، عشرات العقبات التي جرى تجاوزها تباعاً، فلقد أزيلت عقبات تخصيص مساحات للمراسي المتعددة واستحصال الموافقات الأمنية والفنية وغيرها، إلا أن المشروع الذي جرى تعميمه في عدة محافظات يواجه في العاصمة عقبة من نوع آخر تتمثل بعمق حوض نهر دجلة وانخفاض مناسيب المياه في النهر، الأمر الذي يقع ضمن مسؤولية وزارة الموارد المائية.
مدير المكتب الإعلامي في وزارة النقل، ميثم الصافي، أوضح في حديث لـ"الصباح": أن "الموافقات الأمنية لم تقف حائلاً أمام تشغيل مشروع (التكسي النهري) في بعض المناطق، ولكن انخفاض مياه نهر دجلة كان سبباً من أسباب تلكؤ هذا المشروع فضلاً عن التنسيق مع وزارة الموارد المائية".
ونوّه بأن "وزارة النقل شرعت بوضع خطط بديلة لتشغيل التكسي النهري في نهر الفرات وكذلك في شط العرب ومناطق أخرى بمحافظة البصرة إضافة لمناطق أخرى".وأكد أنه "برغم الأسباب - التي ذكرت آنفاً - والتي كانت سبباً في تلكؤ المشروع، إلا أن خطط وزارة النقل لم تتوقف وسيتم استئناف العمل بمشروع التكسي النهري في بعض المناطق التي تكون فيها نسب المياه عالية، وتسعى الوزارة إلى استحصال الموافقات الأمنية لمرور الزوارق في المناطق القريبة من المؤسسات الحكومية الأمنية".
وبشأن تكدس زوارق التكسي النهري على ضفتي دجلة وعدم استحصال الوزارة لموافقات بشأنها قبل شرائها، أوضح الصافي أن "عمل وزارة النقل في هذا المشروع لم يكن وليد اللحظة، لأنه مشروع قديم، وتوقف عمل المشروع في بعض المناطق للأسباب نفسها التي ذكرت سابقاً". ونوّه بأن "التكسي النهري يعمل حالياً في الحلة والنجف والبصرة وفي منطقتي الكاظمية والمتنبي ببغداد، وسنشهد تشغيل هذا المشروع داخل بغداد، كما أن هناك خططا للشركة العامة للنقل البحري باتجاه تطبيق المشروع في المحافظات الشمالية، وتسعى لتشغيل التكسي النهري في صلاح الدين ونينوى".وكان مدير الشركة العامة للنقل البحري في وزارة النقل أحمد جاسم نعيم الأسدي، أوضح في حديث سابق لـ"الصباح": أنَّ "شركته أتمت تجهيز خمسة مراس حتى الآن على حوض نهر دجلة ضمن مشروع التكسي النهري، هي الجادرية، الكاظمية، الأعظمية، باب المعظم، إضافة إلى مرسى خضر الياس بمنطقة الكرخ، من خلال 12 زورقاً أعدت للمشروع، بسعتين (16و32) راكباً".
وأوقف المشروع في سنة 2018 بسبب انخفاض مناسيب نهر دجلة، نتيجة شح المياه، لكون الزوارق بحاجة إلى غاطس محدد لكي تتمكن من السير بشكل طبيعي، وأشار الأسدي إلى وجود تعاون كبير مع أمانة بغداد ووزارة الموارد المائية بهذا الشأن، من خلال تشكيل لجنة بالأمر الديواني الخاص بتشغيل التكسي النهري وتنفيذ عمليات الحفر بالكراءات في المناطق المخصصة لمرور الزوارق ورفع التجاوزات والنفايات، فضلاً عن الحصول على الموافقات الأمنية للعبور أمام المنطقة الرئاسية.
ويهدف المشروع إلى فك الاختناقات المرورية وتسهيل نقل المواطنين بين المناطق الرئيسة في العاصمة التي تشهد ازدحامات كبيرة، وتخفيف الضغط عنها، وبمدة زمنية لا تتجاوز الـ20 دقيقة في النهر، مقابل مدة قد تصل إلى ساعتين للمسافة ذاتها وسط شوارع بغداد المزدحمة.
تحرير: محمد الأنصاري