شعر: كزال ابراهيم خدر
- 1 -
بهدوء، بهمس غامر
ندفة، ندفة
تتناثر حبّات الثلج الناصعة
من صدرِ سماء صافية
وتتساقط مموسقة فوق (أناي)
هل يمكن أن تكون السماء أُمَّاً؟
وتنزل من ثديها الحليب الساخن..!
- 2 -
الثلج بكى
وقال بزفير ضبّب وجه سؤاله
:أُريدُ أن أبيضّ حليبا
طوال فصول التوق.
كي يأخذني العرسان
عرسان وطني... باقة ودٍ
- 3 -
لا ترميني بكرات الثلج
لا أتحمّل تلك الهشاشة الطيبة
لأنّي ما زلتُ طفلة صغيرة زنّانة
ألحُّ كثيرا.. وأدقّق في الأشياء كلها
دعنا نتركها.. لتذوب بعيدا... ولنعلب بكرات الوهم.
- 4 -
هل الثلج يشبهك؟
أم أنت تشبهه؟
أنا لا أعرف كيف تتجسّد أنت
في ليلة ثلجيَّة..
قمرا منيرا.. أم رغيفا يسخن تحت كفٍّ دافئة.
- 5 -
تفرح الأشجار كثيراً
مع كل ندفة تتحسّس اللحاء الساغب
وتبيضّ خصلات شعرها
ألَم تقل أنت.. ذات عاصفة ومطر
إنّ شعرك يشبه غابة ناصعة.
- 6 -
صدق بابا نوئيل
عندما قال
إنَّ الثوب الأحمر
يتناسق مع لون الثلج
لأنه يشبه لون خديك
عندما تنضج فيهما حبّات العنب والعتاب
- 7 -
جبل (أزمر) بمعطفه الناصع
ينتظر مشيتك متبختراً
هو لا يعلم أن العاشق هكذا
يضيع نفسه للأبد
بين خصلات شعري البيضاء
- 8 -
شجرة الزيتون التي تظلل بيتنا
أصبح لونها أبيض
وأضاعت خضرتها
بالله عليك
غيري أنت أيضا لونك
لأنني لا أحب السواد
- 9 -
قل للثلج أن يتساقط
لا أريد أن أرى عينيك
تتسمران على ذهولي
الثلج جملة غامضة قد تشغلك عني.
- 10 -
أنت مرآتي..
أرى صورتي.. صورتي التي تشبه ذاتي فقط
هل أنت بيضاء في سجل السلالات
أم أنت لعبة ثلج... لعبة قد لا تذوب أبدا.