بغداد: نوارة محمد

يعدُّ الشاعر والمترجم هاتف الجنابي الذي ولد في مدينة النجف عام 1952 واحداً ممن أسهموا في النشر والترويج للأدب البولندي والثقافة البولندية حيث ترجم لأهم الكتاب البولنديين.
بعد أن درس اللغة العربيَّة وآدابها في جامعة بغداد توجّه نحو بولندا، لإكمال دراسته إذ حصل على الماجستير في اللغة والأدب البولندي والدكتوراه من جامعة وارسو - بولندا. ومنذ ذلك التاريخ، يعيش الجنابي في بولندا. كما أصدر عدداً كبيراً من الدواوين الشعريّة المكتوبة باللغتين العربية والبولندية، فضلا عن ترجمته المستمرّة بين اللغتين.
حاز الشاعر والكاتب هاتف الجنابي مؤخراً جائزة ترانساتلانتيك البولنديّة في دورتها التاسعة عشرة وقد أقيم له حفل في متحف (مانغا) للفنون والتكنولوجيا اليابانية في مدينة كراكوف وسط حضور نخبوي لشعراء وكتاب وإعلاميين، لاقى دعما واسعا وعدّتهُ لجنة تحكيم الجائزة المكوّنة من نقاد وكتاب ومترجمين وأكاديميين من الولايات المتحدة الأميركية واليابان وإيطاليا وبرئاسة مدير معهد الكتاب البولنديين، امتزاجاً لهويات وثقافات مختلفة.
في هذا السياق يقول الجنابي: “تعكس هذه الأعمال المترجمة الجهد الإضافي الكبير لما صدر لي بالعربيّة وما لم يصدر. وأجد أنّها تشكّل حالةً خاصةً في المشهد الثقافي العربي لأنَّ اللغتين مختلفتان تماماً ومعقّدتان إلى حدٍّ ما.  وجدت نفسي بين كمّاشتين لغويتين معقّدتين لا رابط بينهما، وبدا الجهد بنقل الثقافات البولنديّة والعربيّة مضاعفاً مع  مواجهة غربة اللغة “القاسيةً للغاية في عالمٍ متعدد الأقطاب والرؤى والمصائر والانتماءات”.
ويتابع: “أود أن أشكر لجنة التحكيم على منحها جائزة ترانساتلنتيك لي بالإجماع ومعهد الكتاب البولنديين، اليوم أدركتُ أن الترجمة بدت جزءاً من وجودي وعملي اليومي الأدبي والفكري، وهي ممارسة خاصة في مجال فهم الآخر والتعريف به بغية تجسير الهوة بين المبدعين وسواهم بغض النظر عن الأصل والانتماء.
ولولا الضوء البولندي في داخلي لما واصلت عملي في الترجمة من الأدب البولندي حتى اليوم”.
هذه الجائزة التي تأسست سنة 2005 هدفها هو تكريم الإنجازات الاستثنائيّة في الآداب وهي تهتم بالتعريف بأهم منجزات الأدب البولندي في جميع أنحاء العالم.
وهي شاملة لمختلف الفنون والآداب. شاركت في نسخها السابقة دول مثل ألمانيا وأميركا وبريطانيا وروسيا وفرنسا واليابان والصين والسويد وإسبانيا وإيطاليا.