كيف يؤثر انقراض حيوانٍ واحدٍ في كوكب الأرض؟

علوم وتكنلوجيا 2023/06/26
...

 بي بي سي

إنَّ فقدان البيئة المناسبة التي تعرف بالموائل، فضلاً عن تغير المناخ، يؤثر كلاهما بشدة في مختلف أنواع الحيوانات في جميع أنحاء العالم.
على سبيل المثال، تعاني السلاحف البحريَّة من خسارة الشواطئ التي تضع عليها بيضها بفعل عوامل التعرية، بينما تتعرض الأفيال الأفريقيَّة لتهديد الصيادين والمزارعين. وكلاهما يلعب دورًا مهمًا في النظام البيئي الخاص بهما.
ويساعد سلوك السلاحف والأفيال حيوانات أخرى تعيش بجوارهما على البقاء. وفقدان هذه الكائنات، وغيرها من التي يبحثها هذا الموضوع، قد يكون له تأثير مدمر في النظام البيئي العالمي.

الحيتان
لأكثر من 200 عام، قضى صيد الحيتان على أعدادها في العالم. لكنَّ إجراءات الحفاظ على الطبيعة في الآونة الأخيرة ساعدت على استقرار أعداد الحيتان المستنفدة. هذا مهم للغاية؛ لأنَّ الحيتان تساعد الكوكب على أنْ يكون مكاناً أفضل يتمتع بصحة جيدة بطرق عدة، إحداها البراز.
فعندما تصعد الحيتان لسطح الماء وتتعرض للهواء، تطلق أعمدة برازيَّة ضخمة تغذي المحيط وتساعد في دعم السلسلة الغذائيَّة. حتى نفوق هذه الحيتان، يساعد البيئة أيضاً، فهذه المخلوقات الضخمة طويلة العمر، تخزن أجسامها كميات هائلة من الكربون، تأخذها من الغلاف الجوي، وعندما تنتهي حياتها، يستقر هذا الكربون في قاع المحيط، ثم تغذي جثة الحوت العملاقة نحو 400 نوع من الحياة البحريَّة.

الطيور
إذا كان دور الطيور فقط هو أنْ تكون مصدراً للجمال في العالم لكفانا، لكنها تفعل ما هو أكثر من ذلك، إذ إنَّ لها العديد من الفوائد البيئيَّة، في القطبين والغابات المطيرة والصحاري، وفي كل بيئة ستكتشف أنَّ الطيور تلعب دوراً حيوياً فيها.
الطيور مهمة للتلقيح. فقد يتبادر إلى الأذهان أنَّ الحشرات كالنحل والفراشات، تقوم بالجزء الأكبر من عملية التلقيح، لكنَّ الطيور تسهمُ في تلقيح 5 في المئة من النباتات التي يستخدمها الإنسان في الغذاء والدواء. وتسهمُ الطيور أيضاً في عملية الزراعة من خلال نثر البذور. فالحبوب التي تأكلها تخرج عن طريق الفضلات، ما يوفر أسمدة صحيَّة. وعندما تهاجر الطيور، فإنَّها تنثر هذه الحبوب في جميع أنحاء العالم. حتى الطيور البحريَّة، فضلاتها أيضاً هي مصدرٌ غذائيٌّ حيويٌّ للشعاب المرجانيَّة في العالم، ما يساعد على إبقائها على قيد الحياة.
علاوة على ذلك، تتخلص الطيور من الكثير من الآفات المزعجة، إذ تلتهم ما يصل إلى 500 مليون طن من الحشرات سنوياً، ما يوفر خدمة حيويَّة لعملية الزراعة.

الخفافيش
للخفافيش فوائد بيئيَّة عظيمة، وتلعب كذلك دوراً مهماً في عمليَّة التلقيح. ولأنها كائنات ليليَّة بالأساس، فإنَّها تعمل على تلقيح النباتات التي لا تمر عليها الطيور والحشرات، مثل الأنواع النادرة من الصبار.
وهناك أكثر من 500 نوع من النباتات، من بينها المانغو والموز والأفوكادو، تعتمد على الخفافيش في عملية التلقيح. وتلعب الخفافيش أيضا دوراً مهماً كالطيور في عملية نثر البذور، وهو أمرٌ تبرز أهميته في الغابات المطيرة، التي عانت من عمليات الإزالة الجائرة وفقدان الموائل.
ويعدُّ براز الخفافيش سماداً أكثر خصوبة من روث البقر، ويوفر العناصر الغذائيَّة التي تحتاجها أنظمة الكهوف التي يمكن أنْ تستغلها الكائنات الأخرى. كما أسهمت الطبيعة المذهلة لهذا المخلوق في التقدم البشري، فنظام تحديد الموقع بالصدى أثناء تنقل الخفافيش، استوحى منه البشر ابتكارات تكنولوجيَّة مثل السونار أو المسبار الصوتي.

فهد الثلوج
تعيشُ الفهود الثلجية في المناطق الجبليَّة الوعرة القاسية في وسط وجنوب آسيا، وهي من أكثر السنوريات غموضاً على هذا الكوكب. نعرف القليل عنها، لكننا نعلم أنَّ أعدادها آخذة في التناقص؛ فربما لم يتبق منها سوى 4000 في العالم. تواجه هذه الفهود تهديدات مختلفة؛ ففراؤها الجميل السميك العازل للحرارة يجعلها هدفاً للصيادين، كما تتعرض لعمليات القتل الانتقاميَّة على يد الرعاة عندما تهاجم الفهود قطيع الماشية.
وتساعد فهود الثلوج على تحقيق التوازن البيئي في المناطق التي تعيش فيها وتصطاد فيها. فافتراسها الحيوانات التي تتغذى على الأعشاب كالأغنام والماعز، يضمن ألا تجور تلك الماشية في غذائها على الأراضي العشبية، ما قد يؤدي إلى نقص في الحيوانات الأخرى التي تليها في السلسلة الغذائيَّة.