سرور العلي
يستخدم هشام طاهر مفردة الكرسي في أعماله، والتي لها دلالات كثيرة، وقد تناولها في معرضه الذي حمل عنوان (cheers)، فسعى إلى إيصال رسالة أن هذا الكرسي الذي يتصارع الأغلبية عليه هو فانٍ ولن يدوم، فهذا الصراع الدموي، وهذا الكم من التسويف لحقوق الشعب والتضحية بها من أجل الحصول على الكرسي، هو صراعٌ عارٍ من أيِّ نوع أخلاقي، وهي رسالة احتجاج، مؤكداً "عملتُ على محاولة إيصال هذه الرسالة عن طريق اللوحات، مستخدماً تقنيات وخامات مختلفة، كما أنّني دائم العمل على الموضوعات التي تُثيرني من الداخل".
اقتحم هشام عالم الفن التشكيلي منذ سنٍّ صغيرة، فمنذ طفولته يمارس الرسم، وشغوفاً بالألوان والورق، وكانت أول لوحة له هي رسم نماذج لشخصيات من أفلام الرسوم المتحرّكة، وكان الأطفال يشترونها منه بمبلغ مادي بسيط، أو يجرون معه تبادل بالصور للفيلم الكارتوني نفسه.
وهشام هو عضو في جمعية الفنون التشكيلية العراقية، وعضو نقابة الفنانين العراقيين، وحاصل على بكالوريوس فنون تشكيلية من كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد، وماجستير فنون جميلة، جامعة لبنان للعام 2022.
وأشار إلى أنّه مهتم جداً في عملية البحث عن الذات في خضم هذا العالم المزدحم، وأن الفنان في أمس الحاجة للشعور بالحرية، والتحرّر من القيود التي تواجهه في معترك الحياة، لذلك تعمّد العمل في مهن مختلفة مع استمراره في المجال الفني، وذلك لاكتساب تجارب جديدة تضيف الخبرة لمساره الفني التشكيلي، فهو يعتبر الحياة المعلّم الكبير له، وهي بمثابة ساحة كبيرة تضيف لنا دائما كل ما هو جديد.
وتأثر بالمدرسة التعبيرية، لكن بحسب قوله "لا توجد اليوم مدرسة خاصة للعمل الفني، إذ أصبح أكثر الفنانين يحاولون البحث عن كل ما هو جديد، مما أدى إلى انصهار أكثر المدارس الفنيَّة مع بعضها، لا سيما في خضم هذا الكم الكبير من التطور السريع الذي يصعب مواكبته".
ويرى أنَّ الفنان هو نتاج البيئة المحيطة به، كذلك معاصرته لعنصر التطور والتكنولوجيا، وكيفيَّة عكسهما في النتاج الفني، وهنا يتحقق عنصر الإبداع، ففضلا عن دور الأكاديمية في تطوير تقنية الفنان وحتى أسلوبه، لكن تبقى هنالك حواجز يجب أن يخترقها ويتخطاها، فالبيئة عنصر مهم جدا لإلهام الفنان، وعملية مواكبة التطور التكنولوجي، والذي بدوره ينعكس على كل المجالات ومنها الفن، وهي عملية مهمة للتطوير وللعمل الفني.
وبشأن رأيه في الحركة الفنية العراقية يوضح هشام: تنقسم إلى قسمين، هما فنانون داخل العراق، وفنانون مهاجرون خارجه، وفي الداخل يحتاجون إلى بيئة حاضنة تحتويهم وتدعمهم، فلدينا كثيرون متميزون، لكن المشكلة تكمن في البيئة، وهنا استطيع القول وهي قاعدة ثابتة في الحياة على ما أعتقد أن أي مشروع إذا أردنا تطويره ونبدع فيه، فيحتاج إلى رعاية ودعم، ومهما كانت المشكلات التي فيه سوف تتم معالجتها، وتقويمها بوجود الراعي الذي يحتضن هذا المشروع، فالفن كذلك هو مشروع نهضوي بالأمة يحتاج لرعاية ودعم كبير، لكي تتم عملية التطوير والإبداع فيه، أما الفنانون خارج الوطن فهم في عمل دؤوب، ومستمر في إنتاج كل ما هو جديد ومعاصر، لما يجري على الساحة الفنيَّة العالميَّة، وهم أسماء ونجوم لامعة في الساحة الفنيَّة العربيَّة والعالميَّة.
شارك هشام بالعديد من المعارض الفنية داخل العراق وخارجه ومنها، المعرض الثالث لجمعية الأكاديمية الجديدة/ بغداد 2003، ومعرض ذكريات ورقية/ كلية الفنون الجميلة/ بغداد 2004، ومعرض (الرجاء الأخضر) صالة العقاد/ بغداد 2005، ومعرض (الحب في بيروت) جاليري أونسكو/ لبنان 2015، معرض الفن الحديث في كوردستان الموسم الاول 2017، ومعرض مشترك في المركز الثقافي الفرنسي - الموصل 2022، فضلاً عن العديد من المعارض المشتركة في تركيا وسوريا ومصر والأردن، ومعرض فردي في لبنان بعنوان (cheers) كالري عايدة شرفان – ستاركو \ 2023.
ونال العديد من الشهادات التقديريَّة ومنها، في مهرجان بغداد العالمي الثالث/ بغداد 2002، وشهادة تقدير في حفل تذكار أم كلثوم/ لبنان/ 2015، وشهادة في المعرض الثاني للفن الجديد في كوردستان العراق/ أربيل 2018.