الصدفة والغباء

ثقافة 2023/07/04
...

  كاظم الحسن

ربما، هناك اعتقاد، بأن كل ما يحدث على الأرض وعلى الصعيد السياسي والعسكري، مخطط له ومدروس والقوى العظمى لا تفشل في ذلك ويعتنق أصحاب نظرية المؤامرة هذا المفهوم.
وفي هذا الكتاب لمؤلفه اريك دورتشميد، الصادر عن دار المدى والذي يتحدث فيه عن الصدفة والغباء ودورهما، في تغيير مجرى التاريخ، من خلال وقائع وأحداث، يرويها الكاتب ليؤكد، ما ذهب اليه في العنوان الغريب، الذي وضعه لهذا الكتاب.
ومن الصدف هي عملية اختيار المدن اليابانية، هيروشيما وناكازاكي، التي سوف تقصف بالقنابل الذرية الاميركية، في الحرب العالمية الثانية.ويروي عن ذلك : "عندما حلق تيبت وطاقمه المكون من اثني عشر رجلا، كان مزودا بأربعة اهداف محتملة. ان القاء القنبلة الخاصة على هدف يتوقف على جودة الأحوال الجوية، ويجب رميها على احد الاهداف التالية: (نيجاتا، كوكران، هيروشيما، ناكازاكي).وهنا تلعب الصدفة دورها، بينما كان تبت يحلق على ارتفاع 26 ألف قدم فوق المحيط الهادئ، تلقى رسالة مشفرة من طائرة الاستطلاع التي سبقت طائرته بثلاثين دقيقة، مفادها أن أحد الاهداف تحجبه الغيوم، الثاني لا يكاد يرى. لكن ثمة هدف واضح جدا.وبنزوة من الطبيعة اختيرت مدينة لقدرها. فكانت هيروشيما، أول مدينة تقصف وعن حرب الخليج العام 1991 قال الجنرال ماك بيك قائد اركان القوة الجوية "لأول مرة في التاريخ ينهزم جيش بري امام قوات جوية.
يتجلى الغباء في هذه الحرب في أن طاغية العراق المقبور قرأ نوايا الغرب بشكل خاطئ. ويصف المؤلف هذا المشهد بالقول "ارتكب صدام خطأ قاتلا في قراءته لنوايا الغرب فقد تصور خطأ، كما تبين لاحقا، أن المواطن الاميركي والاوروبي لن يقبل أن تشن دولته حربا صليبية من اجل البترول ".
وسبق ذلك، اللقاء الشهير بين بيكر وطارق عزيز حيث سلم الأول، الثاني رسالة قاسية اللهجة، لدرجة أن عزيز، رفض أن يستلمها، تركها على طاولة الاجتماع وغادر عائدا إلى غرفته".
يقال أن بيكر ابلغ عزيز أنه في حال استخدم العراق الاسلحة الكيمياوية، فأن اميركا، سوف تقصف بغداد بالسلاح النووي.لكن ما لم يقله بيكر لعزيز حسب قول الكاتب، أن البارجة ويسكونسون الرأسية في الخليج تحمل على متنها ثلاثة صواريخ توم هوك، تحمل رؤوسا نووية.
ومن القرارات الغبية والمهلكة، التي اتخذها هذا الطاغية هي غزو الكويت واتخذ عنوانا لها وهو محل سخرية العراقيين "ام المعارك" وسميت تندرا ام المهالك.