بغداد: الصباح
أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية، أحمد الصحاف، أمس الاثنين، أن العراق أرسل مذكرة رسمية إلى الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي يؤكَّد فيها رغبة الحكومة العراقية باستضافة اجتماع "طارئ رفيع المستوى" في بغداد لمناقشة موضوع تدنيس وحرق القرآن الكريم في السويد.
من جانبها، ذكرت وزارة الخارجية، في بيان، أمس الاثنين، أن "العراق يؤيد، ما جاء في بيان منظمة التعاون الإسلامي في اجتماعها لمناقشة أهمِّ المواقف المتوخّاة للمجموعة بشأن حادثةِ الإساءة للقرآن الكريم، التي وقعت في ستوكهولم مؤخراً".
وأضاف، أن "الحكومة العراقية جددت موقفها بأهمية منح المواقف المُنَددةِ بهذه الظواهر مساحةً أوسع، للتصدّي ومنع المظاهِر الاستفزازيّة، التي تُنعِش بيئة التطرف وتفتح المجال لردود أفعالٍ لا يمكنُ حصرها". وأشار البيان إلى، أن "موقفَ العراق جاء مُؤَسِّسَاً لنسقٍ جديد في التعاطي الدوليّ مع الظواهر الشنيعة التي تلحق بأتباع الدين الإسلاميّ ومقدساتهم حول العالم، إذ صار لِزاماً توحيد الخطاب بشأنها؛ حفاظاً على سلميّة التعايش الإنساني".
وحمّل العراق في وقت سابق السلطات السويدية مسؤولية تأجيج مشاعر المسلمين بسماحها لأحد المتطرفين بحرق القرآن، محذراً من أن هذا العمل المليء بالكراهية يجر لمستنقع الإرهاب والتطرف مجدداً.
وطالبت الخارجية العراقية المجتمع الدوليّ "بتحمّل مسؤولياته لوقف مثل هذه الأعمال المرفوضة، ونبذ جميع أشكال الكراهية والتطرُّف ومحاسبة مرتكبيها".
وأثار سماح السلطات السويدية لأحد المتطرفين بحرق نسخة من المصحف الشريف أمام مسجد ستوكهولم المركزي الأربعاء الماضي في أول أيام عيد الأضحى، رفضاً وشجباً واسعاً على المستوى الدولي.
بدوره، اعتبر بابا الفاتيكان فرنسيس أن السماح بحرق المصحف يعد أمراً "مرفوضاً ومداناً"، وعبّر البابا في مقابلة مع صحيفة "الاتحاد" الإماراتية نشرت أمس الاثنين، عن غضبه الشديد من تصرفات مثل حرق المصحف. وقال: "أشعر بالغضب والاشمئزاز من هذه التصرفات، فأي كتاب يعتبر مقدساً من أصحابه يجب أن يُحترم احتراماً للمؤمنين به"، مضيفاً: "لا يجب أبداً عدم استغلال حرية التعبير كذريعة لاحتقار الآخرين، والسماح بهذا مرفوض ومدان".
وأضاف، أن "التسامح سيصبح حقيقة واقعة عندما نتعلم احترام الاختلافات واعتبارها غنى وليس خطراً"، مردفاً: "ليكن الدين عاملاً من عوامل السلام والتعايش والإخوة، وليس أبداً من عوامل التصادم والكراهية والعنف".
تحرير: محمد الأنصاري