لبنان : أ ف ب
شكّل دوران الدراويش على أنغام الأناشيد الصوفية وسط الأعمدة الأثرية لقلعة بعلبك، واحتفاء الموشحات والقدود بالحب والشجن، مشهد الليلة الثانية من مهرجانات بعلبك الدولية العريقة التي تحفل ببرنامج متنوع حتى 16 تموز الجاري.
وعلى أدراج معبد باخوس في القلعة الواقعة شرق لبنان، توزعت حفلة فرقة الكندي الآتية من مدينة حلب السورية إلى قسمين: الأول خُصِص لموشحات غناها السوري عمر سرميني، والثاني لأناشيد صوفية أداها رئيس المنشدين في الجامع الأموي في دمشق حامد داود ورافقه خلالها ثلاثة دراويش.
وأنشد سرميني على أنغام الناي والدف والقانون والعود والرقّ، موشحات وقدوداً حلبية تعبّر عن الحب والشجن، طعّمها بأغنية "يا قلبي لا تتعب قلبك" التي تتغنى بـ"مدينة الشمس"، كتحية الى فيروز وتاريخ مهرجان بعلبك.
كما قدّم سرميني موشح "يا بهجة الروح" من ألحان سيد درويش. وأطرب الحاضرين بانشاده قصيدة "جاء الحبيب الذي أهواه في سفر" للشاعر السوري بطرس بن إبراهيم كرامة.
وصفّق الجمهور بحرارة لبيت من موشّح "قالوا تسلّى عن المحبوب" جاء فيه: "فشارب الخمر يصحو بعد سكرته وشارب الحب طول العمر سكران". وردّد الجمهور مع سرميني كلمات "مالك يا حلوة مالك" التي عُرفت بصوت الفنان الحلبي الراحل صباح فخري.
وخيّمت على القسم الثاني من الحفلة الأجواء الروحانية من خلال الأدعية وأناشيد التسبيح والابتهال التي أشاعت مناخات صوفية ما لبثت أن جسّدتها أيضاً رقصة الدراويش.
واستهل المنشد حامد داود وصلته بالآذان المتّبع في جامع بني أميّة الكبير في دمشق.
وتزامناً مع ترداد "لا إله الا الله"، انضمّ إلى المسرح ثلاثة دراويش تناوبوا في ثنائيات وثلاثيات على الدوران التأملي حول أنفسهم باثوابهم البيض وأيديهم المرفوعة بأكفّ مفتوحة نحو السماء.
وأنشد داود المدائح النبوية الدينية، من بينها "بحمدك يا إلهي بدأت قولي"، و"صلاتنا على النبي الهاشمي"، و"يا إله الكون يا سندي". وتضمنت الوصلة عزفاً انفرادياً على الناي والعود والقانون، فالعزف على الناي "يناجي الروح" بحسب داود.
وفي توشيح "يا إله الكون يا سندي" وأنشودة "طلع البدر علينا" و"الصلاة على المظلل بالغمامة"، اجتمع الدراويش الثلاثة في لوحة واحدة، وأدى كل منهم التحية للآخر قبل الشروع في الرقصة.
البريطانية إميلي وورتون المتزوجة من لبناني فعلّقت "أذهلني النمط الموسيقي الشرقي غير المألوف بالنسبة لي. شعرت بعمق مضمون الأناشيد مع أنني لم أفهم كلماتها".
وقال المدير الفني للفرقة إن الهدف من انشاء الفرقة التي أطلق عليها اسم الكندي تيمناً بعالم الرياضيات والموسيقى أبو يوسف الكندي، يتمثل في "نشر الثقافة والحضارة العربية في العالم الغربي".