ثنائيَّة القهر والتمرد في أفلام {مخرج الغلابة}

ثقافة 2023/07/10
...

  محرر سينما
من الأخبار السارة صدور الطبعة الثانية (الالكترونية) من كتاب الناقد السينمائي البحريني حسن حداد المعنون  "ثنائية القهر والتمرد في أفلام المخرج عاطف الطيب" عن موقع سينماتك ضمن سلسلة "كتاب سينماتك" في تموز 2023 .
أهمية هذا الكتاب تتمثل بأنه تناول واحداً من أهم المخرجين الذين أسهموا في بلورة تيار سينمائي جديد يمكن وصفه "بالواقعية الجديدة" بصحبة جيل من المخرجين الشباب الغاضبين على آثار هزيمة 1967، أبرزهم محمد خان، وخيري بشارة، وعاطف الطيب، وهؤلاء نقلوا كاميراتهم إلى الشارع، وصار همهم التعبير عن هموم المواطن المصري، وربما كان عاطف الطيب الأكثر صدقاً في التعبير عن كل هذا حتى من دون الاهتمام كثيراً باللغة السينمائية.
 وهذا ما أكده الزميل الناقد حسن حداد في مقدمته للطبعة الثانية، إذ يقول: "بالرغم من مرور أكثر من ربع قرن على رحيله، ما زال عاطف الطيب وأفلامه حاضرة بقوة ويحتفى بها في الكثير من المناسبات. فهذا الفنان آثر إلا أن يعبر عما يجيش في قلوب وعقول الجماهير، من لوعة وحسرة وانكسار. أفلامه دائماً ما تحمل في أفكارها وموضوعاتها قضايا اجتماعية وسياسية تهم المواطن البسيط، المهموم بقوت يومه، منذ صحيانه في الصباح، حتى ذهابه للنوم في المساء.
اختار حداد ثيمة "ثنائية القهر والتمرد" في أفلام الطيب(1947-1995) مدخلاً فطنا ً لدراسة قهر السلطة والقانون والمجتمع، مقابل التمرد والرفض من الفرد تجاه السلطة والمجتمع في أفلامه، فمن وجهة نظر صاحب "أفلام لا تغادر الذاكرة": "كان عاطف الطيب حريصاً، على أن يقدم أفلاماً، تسعى دائماً إلى الصدق الفني، وتتطرق إلى مشكلات الواقع، وتهتم بالمواضيع التي تعبر عن الإنسان البسيط". ويضيف الناقد حسن حداد أن صاحب "دماء على الاسفلت" وجد صدىً لأفكاره ورؤاه في الانشغال بهموم الناس وتطلعاتهم والنظر بغضب لبروباغاندا نظام عسكري مزدوج المعايير، عند كتاب سيناريو بارزين وممانعين في الوسط السينمائي منهم: وحيد حامد، وبشير الديك، وأسامة أنور عكاشة، ومصطفى محرم، وهؤلاء سيشكلون عينة السينما المصرية المعاصرة فيما بعد .
تضمن الكتاب بطبعته الثانية فصلين: الأول حلل فيه المؤلف 20 فيلماً من أهم أفلام عاطف الطيب وأكثرها تأثيراً، أبرزها: "ليلة ساخنة"(1995)، و"كشف المستور"(1994)، و "دماء على الاسفلت"(1993)، و"كتيبة الاعدام"(1989)، و"البريء"(1995)، و"الحب فوق هضبة الهرم" (1984)، و "سواق الاتوبيس"(1982)، بينما تضمن الفصل الثاني دراسة وتحليل أفلامه واستخلاص رؤية فنية إبداعية جسدها في أفلامه، وأهلته لأن يكون واحداً من أبرز صناع السينما المصرية، وذلك من خلال تنظيم جدول لمجمل أفلامه يشمل أهم عناصر العمل السينمائي من حيث الموضوع، والسيناريو، والحوار، وزمن الحدث، ومكان الحدث، فضلاً عن بقية عناصر اللغة السينمائية.
واختتم المؤلف كتابه الرصين بالتوصل إلى إشكالية مهمة بالنسبة إلى تجربة المخرج عاطف الطيب التي ملخصها: "أن مشكلته كمخرج تكمن في أسلوبه الإخراجي المبسط إلى درجة كبيرة، وذلك من خلال اعتماده على الموضوع والموقف الجريء، على الرغم من وجود كم كبير من الشعر والرمز والموسيقى في أفلامه، إضافة إلى الأفكار، والعناصر(الأدوات) التقنية، إلا أنها تفتقد لتلك الرؤية الإخراجية الخاصة، التي بإمكانها توظيف كل ما ذكرنا للانطلاق بالعمل الفني إلى آفاق فنية وإبداعية تثير الإعجاب وترتقي بالمستوى الفني للفيلم.
 وهذا الإصدار، هو العاشر في السيرة المهنية لهذا الناقد الزاهد، فبعد كتابه الأول "آلام المسيح.. التهام الأساطير"(2004)، جاء كتابه الثاني "العملاق براندو"، لتتوالى كتبه: "الامبراطور احمد زكي"، و" سينما داود عبد السيد واقعية بلا حدود"، و"أفلام لا تغادر الذاكرة"، و"مدفع الدراما"، و"صلاح أبو سيف أستاذ الواقعية"، و"ثنائية القهر والتمرد" الجزء الأول، والناقد السينمائي البحريني حسن حداد، رفد المشهد الثقافي الخليجي بمقالاته ودراساته، فضلاً عن عطائه السينمائي من خلال موقعه الشهير "سينماتك".