مقدمة في انثروبولوجيا الوعي

ثقافة 2023/07/11
...

 نوارة محمد 

الوعي البشري محكوم داخل نطاق مغلق على نفسه من القدرات، التي لا تستطيع ادراك ما يقع خارج مساحة عملها، وكل منها يكل حدا لا يتعداه الوعي ولا تطوله المعرفة. وكنا نعتقد أن مواضيع ما وراء الطبيعة هي التحدي الوحيد، الذي يعجز قدرات وعينا عن انتاج المعرفة، لكننا اليوم نواجه تحديا مشابها تفرضه مواضيع طبيعية كالمواضيع التي تبحثها الفيزياء النظرية وهو تحد يوشك أن يجعل المعرفة التي تنتجها هذه الفيزياء أقرب إلى المعرفة الدينية منها إلى المعرفة العلمية. وفي هذا السياق تأتي انثروبولوجيا الوعي لتبحث في مساحة الثقة، التي يجب أن نوليها إلى معرفة توصف بأنها علمية، رغم أنها تضطر الوعي إلى تجاوز حدوده، وسلوك الطريق الذي أوصله إلى الدين.

هو إعلامي وباحث في الأنثروبولوجيا كتب  (هتك الأسرار: تحولات فكرية في العلاقة بالدين والمقدس) و(كتاب النحث على صخرة الموت) و(أثر اللاشعور على اضطهاد المرأة في المجتمع الريفي العراقي)، (أوثان القديسين: جدل الوعي والحضارة والوجود)، وفي حقل الرواية كتب ضُمد (حكاية الثلاث كلمات الساحرات) و(مدونات الضمير أنا). 

سعدون محسن ضمد، الذي ولد عام 1969 حاصل على ماجستير في الأنثروبولوجيا، وبكالوريوس بالتخصص نفسه وقع كتابهُ الأخير (دائرة الوعي المغلقة)، الصادر عن دار نابو في جلسة ثقافية أدارها الكاتب والاكاديمي الدكتور علي المرهج. ضمد وهو يتحدث عن كتاب (دائرة الوعي المغلقة) لـ(الصباح) يقول: 

"كتاب (دائرة الوعي المغلقة:  مقدمة في انثروبولوجيا الوعي)، هو في الأصل أطروحة دكتوراه قدمت إلى قسم علم الاجتماع في كلية الآداب بجامعة بغداد، بعنوان: (صورة الإله في الديانتين المندائية والبهائية، دراسة في انثروبولوجيا الوعي). 

والكتاب على هذه الأساس يدرس الوعي البشري من وجهة نظر انثروبولوجية، ويبحث في علاقة الثقافة بالوعي وتأثير الحواس فيه والمحيط، ثم يسلط الضوء على غايات الوعي وأهداف المعرفة التي يُنتجها، وهل أنها، كمعرفة واقعة في سياق إدراك الواقع بالحال التي هو عليها، أم أنها واقعة في سياق تعزيز فرص الإنسان في البقاء؟.

وخلال ذلك يطرح الكتاب مجموعة من الفرضيات في ما يتعلق بنشوء الفكر الديني، وفي ما يتعلق بعلاقة الوعي بالطبيعة، وفي ما يتعلق بقدرات الوعي على تحقيق معارف بخصوص مواضيع لا تستطيع الحواس أن تجمع عنها أي بيانات. 

كما أنه يناقش مجموعة من النصوص المقدسة في الديانتين المندائية والبهائية، سعيا إلى الكشف عن الكيفية التي عالج بها الوعي صورة الإله.

ينقسم الكتاب إلى سبعة فصول، يتناول الفصل الأول مناقشة الإشكاليات وتحديد المفاهيم الأساسيَّة.

أما الفصل الثاني فيبحث في تأسيس انثروبولوجيا الوعي، انطلاقاً من أهمية هذا الاتجّاه البحثي وأغراضه وقضاياه، وصولا إلى مرتكزاته المنهجية. بينما يناقش الفصل الثالث الفرضية الأساسية، وهي "فرضيَّة دائرة الوعي المغلقة".

"الفصل الرابع مكرَّس لتناول نشوء الأديان وسياق تطورها، تمهيداً لطرح الفرضية الثانية في هذا الكتاب، وهي فرضية نشوء الأديان، والتي تمَّ بحثها في الفصل الخامس، ليتم في الفصل السادس تطبيق الفرضيتين على الأديان، وفي النهاية سيُخصّص الفصل السابع لتطبيق فرضية دائرة الوعي المغلقة على فيزياء 

الكوانتم".