توتر تركي – إسرائيلي جديد من بوابة رجال الأعمال

الرياضة 2019/04/27
...

اسطنبول / فراس سعدون
 
 
طالب اتحاد الجاليات العربية في تركيا السلطات الإسرائيلية بالإفراج الفوري عن جمال الدين كريم، رئيس جمعية آرتياد لرجال الأعمال التركي الفلسطيني الأصل، إثر اعتقاله في القدس، الأسبوع الماضي، عقب ترؤسه وفدا من رجال الأعمال الأتراك لزيارة الأراضي الفلسطينية. 
 
وقفة أمام القنصية الإسرائيلية
ونظم اتحاد الجاليات العربية في تركيا، مساء الجمعة، وقفة رمزية ومؤتمرا صحفيا، أمام مقر القنصلية الإسرائيلية في اسطنبول، لاستنكار وإدانة اعتقال كريم، والمطالبة بإطلاق سراحه فورا.
وقال الاتحاد، في بيان له، إن “اتحاد الجاليات العربية في تركيا يستنكر ويدين ما قامت به السلطات الإسرائيلية منذ أيام باعتقال تعسفي غير أخلاقي لرجل الأعمال التركي الفلسطيني جمال الدين كريم”. وتابع ان “هذا العمل يؤكد استمرار النهج العدواني لحكومة إسرائيل تجاه قضية الحرية، وقضية العدالة، وقضية السلام في المنطقة، وتجاه قضية حقوق الإنسان”.
وزار كريم الأراضي الفلسطينية، بين 13 و16 نيسان الحالي، على رأس وفد من رجال الأعمال المنتسبين لمجلس العلاقات الخارجية الاقتصادية التركي “ديك”، وجمعية رجال الأعمال والصناعيين الأتراك “موصياد”، ومجلس رجال الأعمال الأتراك “تيم”، قبل أن تقدم السلطات الإسرائيلية على اعتقاله في الفندق الذي يقيم فيه، يوم الثلاثاء الماضي 23 نيسان، من دون توجيه اتهامات له.
وذكر بيان اتحاد الجاليات العربية أن “ما قام ويقوم به السيد رجل الأعمال جمال الدين كريم، ورجال الأعمال العرب والترك والأحرار في كل مكان؛ هو مد يد العون للشعب الفلسطيني المحاصر والمحروم من حقوقه التي كفلتها له الشرائع السماوية، والقرارات الدولية، وحقوق الإنسان، والتي تخالفها وتنتهكها إسرائيل بوقاحة وصلف كل يوم وكل ساعة، من تدمير للبيوت، واعتقال للناس، ومصادرة وضم أراضي الغير بالقوة، ومحاصرة البشر، وهذه تعتبر جرائم ضد الإنسانية”.وطالب اتحاد الجاليات حكومة إسرائيل بـ”الإفراج الفوري عن السيد جمال الدين كريم، ووقف أعمالها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني وأنصاره من أحرار العالم كافة”.
وعدّ الاتحاد قضية كريم “قضية كل حر وشريف. قضية الإنسان، وقضية حقوقه وكرامته في كل زمان ومكان”.
وقال نورس العرفي، الناشط والإعلامي، في المؤتمر الصحفي، إن “جمال الدين كريم اعتقل بشكل تعسفي، وهكذا تفعل إسرائيل ليس لجمال فقط، بل لنساء وأطفال لا ذنب لهم”. وتساءل “أين حقوق الإنسان؟ أين تلك الحقوق التي تنادي بها إسرائيل والتي تدعي أنها تحفظها؟”.
ونوه العرفي “رفعنا صورة جمال الدين كريم إلا أننا لا نتحدث عن جمال فقط، بل عن المئات والألوف من الأطفال الذين يقبعون في الزنازين بمعاملة شنيعة”، مشيرا إلى أن “من يقتل الأطفال والنساء في الشوارع لا يعامل المعتقلين معاملة جيدة في سجونه”.
وجدد الناشط والإعلامي المطالبة بالإفراج عن جمال وجميع المعتقلين في السجون الإسرائيلية.
الاعتقالات: رسائل مبطنة
ويأتي اعتقال رجل الأعمال كريم في سياق سلسلة اعتقالات تطول أشخاصا مرتبطين بتركيا داخل الأراضي الفلسطينية، بينهم مصطفى خاروف، مصور وكالة الأنباء التركية الرسمية. وقال عمر شحرور، مدير المكتب الإعلامي لاتحاد الجاليات العربية، في تصريح خاص لـ”الصباح”، إن “إسرائيل تريد من خلال اعتقال كريم، ومن خلال اعتقال بعض الشخصيات؛ أن توجه رسالة إلى تركيا بأن علاقاتنا تقف على حافة الانهيار”. وخاض الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الشهر الماضي، حربا كلامية وصف فيها أحدهما الآخر بالطاغية والدكتاتور، في إطار حملتين انتخابيتين، وظفا فيها القضايا الخلافية. 
ووجد شحرور أن “موقف نتنياهو من القيادة التركية، ومن الشعب التركي، موقف سيئ، لأن من يحكم إسرائيل حاليا هو اليمين الإسرائيلي بقيادة نتنياهو المدعوم من الحركة الصهيونية العالمية”.
وذهب إلى أن “الحكومة الإسرائيلية الحالية تحاول أن تلعب دور الشرطي في المنطقة، وأن تحجم الدور التركي، وتعيقه، وتحاربه، بعدما أخذ يتعاظم، لأنها لا تريد دولة ديموقراطية، بل تريد أن تمارس سياسة الإرهاب، كما معظم الدكتاتوريات العربية”.
ونبّه المتحدث باسم اتحاد الجاليات العربية إلى أن “الحكومة الإسرائيلية تدخل في عداء ضمني مع الشعب التركي، غير أنها لا تستطيع أن تنشر هذا العداء علنا، لأن تركيا تحوي عشرات الألوف من اليهود الذين يعيشون في كرامة منذ مئات السنين”. وازدادت العلاقات التركية – الإسرائيلية سوءا في أعقاب اعتراف الولايات المتحدة الأميركية بالقدس عاصمة لإسرائيل، وبالجولان إقليما تابعا لها.وتحدث شحرور عن رسالة أخرى تبعثها السلطات الإسرائيلية عبر اعتقال كريم هي “إخافة رجال الأعمال لمنعهم من مد يد العون إلى الشعب الفلسطيني المحاصر، إن كان في غزة أو الضفة الغربية، والذي تمنع إسرائيل عنه أسباب التطور والتقدم، بل تدفعه إلى الهجرة وتهجره من القدس، خاصة بعد قرار ترامب إعلان المدينة عاصمة 
لإسرائيل.