التهديدات السيبرانيَّة المرتبطة بالإرهاب

آراء 2023/07/16
...

  سيف ضياء
يعيش العالم اليوم في عصر رقمي متقدم، اذ تتطور التكنولوجيا بمعدل مذهل، وينمو الاعتماد على الإنترنت في شتى جوانب الحياة اليومية، ومع هذا التقدم التكنولوجي الهائل، ظهرت أيضًا تحديات جديدة ومخاطر تهدد استقرار المجتمعات والأمن الدولي
 أحد التحديات هو الإرهاب الإلكتروني، الذي يمثل خطرًا متزايدًا على الأمن السيبراني، ويُعرف الإرهاب الإلكتروني بأنه استخدام التكنولوجيا ووسائل الاتصالات الرقمية في تنفيذ أعمال إرهابية أو التهديد بها، اذ يشمل الإرهاب الإلكتروني مجموعة واسعة من الأنشطة الخبيثة، التي تستهدف البنية التحتية السيبرانية والأنظمة المعلوماتية والشبكات الحاسوبية حيث تشمل هذه الأنشطة الاختراقات الإلكترونية، والتجسس، والاحتيال الإلكتروني، وانتشار البرمجيات الخبيثة، والهجمات الضخمة المنسقة المعروفة بـ “الهجمات الجماعية المنظمة”، والتي تستهدف المؤسسات والحكومات والأفراد، ومن أبرز أمثلة الإرهاب الإلكتروني البارزة كانت هجمات “واناكراي”، التي تعرضت لها دول عديدة في العالم في عام 2017.
كما شهدنا في عام 2020 هجمات “رانسوموير”، التي تعرضت لها بعض المستشفيات والمؤسسات الحكومية، حيث تم تشفير بياناتها وطلب فدية مالية لفك التشفير.
هذه الأمثلة تُظهر تأثيرات الإرهاب الإلكتروني المدمرة، على الأنظمة والمجتمعات، فهي تؤدي إلى فقدان البيانات الحيوية، وتعطيل الخدمات الحيوية مثل الرعاية الصحية والنقل والطاقة، وتعرض الأفراد للاستغلال والابتزاز الإلكتروني، اذ يتسبب الإرهاب الإلكتروني في تفتيت الأمن السيبراني للدول والمؤسسات، حيث يتعين عليها الاستعداد والتصدي لهذا النوع الجديد من التهديدات، ولذلك تُعزز الحاجة إلى تطوير الوعي والتثقيف السيبراني لدى المستخدمين والمؤسسات وتطوير السياسات والإجراءات القوية لحماية البيانات والبنية التحتية الحيوية، وإن من أهم الخطوات التي يجب اتخاذها لمكافحة الإرهاب الإلكتروني هو تعزيز التعاون الدولي والتبادل المشترك للمعلومات والخبرات في مجال الأمن السيبراني، كما ويجب على الدول والمؤسسات التعاون في تبادل المعلومات حول التهديدات الإلكترونية والتقنيات الدفاعية المبتكرة، للتعرف على أنماط الهجمات وتحديد الثغرات الأمنية واتخاذ إجراءات لمواجهتها، إضافة إلى ذلك، يجب أن تعزز الدول قدراتها الدفاعية السيبرانية عبر تطوير القوانين واللوائح السيبرانية، وتعزيز الهياكل والأجهزة المختصة بمكافحة الإرهاب الإلكتروني، وأن تكون هناك ستراتيجيات واضحة للتعامل مع التهديدات السيبرانية وتوفير التدريب المناسب للكوادر الأمنية وتحديث التقنيات المستخدمة للكشف عن الهجمات
واحتوائها.
علاوة على ذلك، ينبغي توعية المستخدمين بأهمية السلوك السيبراني الآمن والتدابير الوقائية، لحماية معلوماتهم الشخصية وحساباتهم على الإنترنت.
يجب على الأفراد تجنب الوقوع في فخ الرسائل الاحتيالية والروابط المشبوهة، وتحديث برامج الحماية وتطبيق الإجراءات الأمنية القوية مثل استخدام كلمات مرور قوية وتشفير الاتصالات.
وفي النهاية، يتعين على المجتمع الدولي أن يتحد في مكافحة الإرهاب الإلكتروني، فالتعاون والتنسيق الدولي يعدان أساسيين لمكافحة هذا التهديد المشترك.
يجب على الدول والمؤسسات والأفراد أن يعملوا معًا لحماية الأنظمة السيبرانية وتعزيز الأمن الرقمي.