القاهرة: اسراء خليفة
أقامت وزارة الثقافة المصرية/ الإدارة العامة للنشاط الثقافي والفكري ندوة ثقافية عن شخصية العام الثقافية 2023 وهي الشاعرة نازك الملائكة، وذلك في دار الأوبرا المصرية بالقاهرة. قدمت الندوة وادارتها الشاعرة عبير زكي، وتحدث فيها كل من الأديب والكاتب مدحت الجيار استاذ النقد الأدبي بكلية الآداب بجامعة الزقازيق، والشاعر العراقي  عصام البرام والندوة من إعداد وإشراف الفنان أمين الصيرفي والإشراف العام خالد داغر  .
وقالت الشاعرة عبير زكي إن سيرة نازك الملائكة مشرفة ترفع لها الهامات، أضافت لنا الحاضر والمستقبل، فلن ينساها التاريخ، إنما هي صنعته نفسه، فهو أبقى لها، ولن ينساها أبناؤها من الشعراء والأدباء العرب، فهي نشأت في بيت الشعراء فالأب شاعر وكاتب نحو، والأم مثقفة كبيرة، فخرجت الابنة الصغيرة في نشأتها الأولى، فقرأت كثيرا وتعلمت وحاولت وقتها أن تبدأ ببناء القصيدة الجديدة   والشعر الحر وتجديد الثقافة العربية، فلن تكتفي ابنة العاشرة بكتابة القصائد الشعرية التقليدية العمودية، إنما ذهبت لكتابة الشعر الحر الجديد، التي  ساهمت بإرسائه، ويعتقد البعض أنها سنّت فنًا جديدًا،  وفي سيرتها أنها انشأته، وهو من المؤكد شيءٌ جديدٌ، الذي أصبح اليوم يمتلك منهاجا كبيرا، يكتب به الشعراء العرب، كما يعد الشاعر بدر شاكر السياب هو أيضا من كتب به، وهما الاثنان من ابتدعاه وأصبح اليوم من أهم مدارس الشعر .
من جانبه شكر  الشاعر العراقي المقيم بالقاهرة عصام البرام وزراة الثقافة المصرية، التي أحيت ذكرى نازك الملائكة المئوية، وعدّها شخصية العام 2023، وقال أنا ابن بغداد وأحيائها القديمة، التي تشبه كثيرا القاهرة، التي عشت بها طفولتي وشبابي وهي المناطق نفسها، التي عاشت بها نازك الملائكة وهي (الحيدرخانة والرصافي)، وهي التي عاش بها باشوات بغداد، وكان الجميع يتحدث عن نازك الملائكة، وهي تنتمي إلى أرقى الأسر، التي تسكن في الحارة، وشاء القدر أنني أعمل قنصلًا عامًا في سفارة العراق بالقاهرة، والتقينا ولدها وعلمت أنها مقيمة هنا، ولكنها تسكن في بيتها كئيبة، ولا تقبل أن ترى أحدا، وحاولنا التواصل معها بحيلة ما .
وقال البرام إن نازك الملائكة هي شاعرة كبيرة وتستحق هذا الاحتفال، وقد كتب عنها الكثيرون من العرب، وحتى في الغرب، فهي درست في أمريكا وتأثرت بالقائد الشعرية الأمريكية، وقد اختلف الكثيرون بينها وبين السياب في أول من كتب قصيدة الشعر الحر، وأنا أختارهم هما الاثنان، ولكن اطلاع نازك الملائكة على التراث الأدبي العربي والغربي، جعلها أن تكون كنزا من المعلومات، واستطاعت أن تزاوج بين الأدب العربي والغربي، وانفردت بقصيدة التفعيلة، وهي لديها حس موسيقي رفيع، وتعشق الموسيقى، لذلك تميزت بأن تكون شاعرة مهمة في عالمنا العربي، وتستحق أن نطلق عليها شخصية العام 2023 .
من جانبه قال استاذ النقد الأدبي مدحت الجيار إن تاريخ القصيدة العربية مرَّ بمراحل عديدة، ونازك الملائكة احتفظت لنفسها لونا جديدا من القصيدة، وأصبح الحرف العربي يهزُّ كلَّ شيء، وهي أيضا اهتزت مع من اهتزوا، وكان هناك  من وقف ضدها ومنع تطوير النموذج العربي في الشعر، وقد برز في حينها بدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي ونازك الملائكة ونزار قباني، وهنا في مصر كان عبد المعطي حجازي وصلاح عبد الصبور والكثير الذين كتبوا وتأثروا بالقصيدة العربية المعاصرة، ومن هؤلاء انطلق الشعر العربي الحر إلى الأمام، وأصبح سهلا في تذوقه وكتابته، وكل الشعراء الذين كتبوا شعر التفعيلة، كانت لهم طموحات وأفكار لتطوير القصيدة العربية، وهذا النوع من التطور للشعر، خدم المسرح الشعري العربي، الذي تقدم كثيرا، ومن هنا نقول إن نازك الملائكة، لم تكن بدعة في وقتها، وإنما مترابطة. مع التطور العام .
وأضاف الجيار بأن حبها لمصر كان حبًا فنيًا، وهذا الحب الكبير انتهى بها أن يحفر قبرها في مصر، ونازن الملائكة، هي ليست مجرد قصيدة وتفعيلة، بل هي تحديات حياة الشعر والحرية والقدر أشاء أن تقرأ القصيدة العربية في العراق ومصر .