«طريق التنمية».. الفرص والتحديات لبناء نظام إقليمي متكامل

العراق 2023/07/17
...

  بغداد: هدى العزاوي

 

تشكل الأهمية الستراتيجية والمستقبلية لمشروع "طريق التنمية"، هدفاً جوهرياً لتوفير أسباب التكامل الاقتصادي لدول الشرق الأوسط حيث يقع العراق في القلب، وبما يوفر فرصة جدية للاستثمارات وضمان المصالح المشتركة والشراكات الاقتصادية والسياسية والتعاون في مجال الطاقة ومواجهة تحديات البيئة والجفاف والأمن الغذائي.

وقال مدير "المركز العراقي للدراسات الستراتيجية"، الدكتور غازي فيصل، في حديث لـ"الصباح": إن "المشروعات الاقتصادية والبنية لمشروع طريق التنمية ستُشكّل قاعدة جوهرية لبناء التعاون الاقتصادي المستدام، مايُسهم في التكامل الصناعي والزراعي الإقليمي" .

وأشار إلى أن "المشروع يوفر تشكيل فضاء ستراتيجي اقتصادي للتكامل والتعاون، ويحقق طموح العراق للتحول إلى طريق تجاري حيوي لتجارة ونقل البضائع بين بلدان الشرق الأوسط والخليج العربي ودول الاتحاد الأوروبي والهند"، وبيّن أن "جميع المؤشرات تدل على أن المشروع يقدم فرصة حيوية لإنعاش الاقتصاد العراقي، وتطوير التجارة الإقليمية والدولية، بجانب الاستثمار في مشاريع الطاقة المتجددة في العراق" .

إضافة لما تقدم، يرى مدير "المركز العراقي للدراسات الستراتيجية"، بأن "مشروع (طريق التنمية) يمكن أن يتحول إلى شريان حيوي للاقتصاد، من خلال إنشاء مدن صناعية ومدن سكنية تحيط بالطريق، فضلاً عن دوره الأساسي الذي أنشئ لأجله، وهو ربط ميناء الفاو الكبير بتركيا والدول الأوروبية وربط التجارة التركية والأوروبية من خلال ميناء الفاو ببلدان الخليج العربي وآسيا خصوصاً الهند والدول الاقتصادية المتطورة، من خلال الطرق الحديثة الذي تستوعب آلاف الشاحنات القادمة من 25 دولة أوروبية والذاهبة باتجاه الخليج العربي، وبالمقابل استيعاب السلع التي تأتي من الصين ومن الهند وشرق آسيا باتجاه أوروبا" .

مؤكداً على أن "المشروع يمثل فرصة مهمة لتحقيق التكامل الاقتصادي بين دول الشرق الأوسط، حيث يحتاج المشروع لمجموع الموانئ البحرية في المنطقة، لاستيعاب حركة النقل، عبر ميناء جبل علي بالإمارات، وبندر عباس في إيران، ومبارك في الكويت، والميناء الأساسي ميناء الفاو الكبير في العراق" .

الكاتب والباحث في الشأن السياسي، الدكتور قاسم بلشان التميمي، بيَن في حديث لـ"الصباح": أنه "قبل أن يكون لـ(طريق التنمية) تأثير اقتصادي إيجابي على العراق وحتى على بعض دول المنطقة ودول العالم؛ أيضاً له تأثير سياسي واضح وصريح باعتبار هكذا طريق ستراتيجي وحيوي يبعث رسالة واضحة وصريحة أن العراق حاضر وبكل قوة في المنطقة، وأقصد بالقوة الثقل الكبير للعراق سواء كان ثقلاً سياسياً أو اقتصادياً،  لذلك نجد أن أكثر دول العالم وخصوصاً دول الجوار والجوار الإقليمي هرولت إلى العراق من أجل المساهمة والمشاركة في هذا الطريق الذي سيكون عاملاً مساعداً  في تقوية النهضة التنموية للعراق في جميع المجالات" .وأشار إلى أن "التأثير السياسي لمشروع (طريق التنمية) يكمن في العلاقة  مابين الاقتصاد والسياسة، وأن اغلب الدول تحاول أن تبني اقتصاداً قوياً من خلال علاقات سياسية قوية ومتطورة مع الدول الأخرى، وهذه الدول غير مستعدة لأن تضعف اقتصادها بل على العكس من ذلك تماماً، لذلك رأينا كيف توافد مسؤولو وأمراء الدول إلى العراق من أجل تقوية العلاقات السياسية حتى ينعكس ذلك إيجابياً على وضعهم الاقتصادي، ومن هذا المنطلق ساعد (طريق التنمية) على تعزيز السياسة الخارجية العراقية" .


تحرير: محمد الأنصاري