العراق والاقتصادات الناجحة

اقتصادية 2023/07/22
...

ياسر المتولي

بتعريف بَسيط يقصد بالاقتصادات الناجحة تلك الدول التي يكون حجم تأثير الأزمات المالية والاقتصادية فيها قليلاً ويكاد يكون معدوماً في بعض الدول .
وهنا المعيار يحدد على وفق الدول التي تعد ناشئة أي أن معدلات نموها سريعة في قطاعاتها الاقتصادية المتنوعة.
وأغلب هذه الاقتصادات الناشئة تلك التي تحولت من نظامها الشمولي الى الاقتصاد الحر وترك دولها إدارة الأنشطة الإنتاجية والاقتصادية للقطاع الخاص كما أن تأثيرها في الاقتصاد العالمي أيضاً قليل .فيما الدول ذات الاقتصادات المتقدمة يكون حجم تأثيرها عند مرورها بأزمات مالية أو اقتصادية كبيراً على الاقتصاد العالمي كالاقتصاد الأميركي والأوروبي والياباني .
أما الاقتصادات الناشئة فإن حجم أزماتها المالية فيكون تأثيرها أقل بكثير في الاقتصاد العالمي ما عدا الصين إذا تعرضت لأزمة اقتصادية فإنها تؤثر في المحيط الدولي بأكمله نظراً لحجم التعامل مع الصين ولاحظنا آثار أزمة كوفيد ـ19(كورنا) كم كان تأثيرها شديداً في الاقتصاد العالمي .
وللأهمية نذكر أن الدول الناشئة هي التي تاريخ نموها قريب وليس بعيداً والصين من ضمنها .
أما الاقتصادات الهشة والضعيفة إذا تعرضت لأي أزمة فلا تأثير لها في الاقتصاد العالمي وكذلك فإن الدول  الناشئة إذا تعرضت إحدى دولها فبالامكان انتشالها من قبل الدول الأخرى الناشئة باستثناء الصين كما أشرت .
وأكبر مؤشر على تعرض الاقتصادات الكبيرة وكان  تأثيرها في الاقتصاد العالمي مدمراً حيث لازالت الأزمة المالية العالمية في العام 2008 آثارها باقية ومؤثرة وكانت درساً استفادت منه الدول الناشئة في تعاطيها وتعاملاتها واعتمادها على نفسها لذلك تعد الدول الناشئة ضمن الاقتصادات الناجحة
إن سر نجاح الاقتصادات الناشئة يكمن في نموها والذي يقاس في معدلات وحجم الناتج المحلي الاجمالي لها ويكون اعتمادها على قطاعاتها الإنتاجية وعدم الاعتماد كلياً على الاستيراد أي يكون ميزان مدفوعاتها ترجيح الصادرات على الاستيرادات .
ما يهمنا أين موقع العراق من هذه الاقتصادات  ؟ للأسف  فإن الاقتصاد العراقي لم يصنف من الاقتصادات الناشئة على الرغم من امتلاكه لثروات متنوعة وهائلة لكنها غير مستثمرة بالشكل الصحيح .وأكبر مؤشر على ذلك أن ميزان المدفوعات مشموه يميل لكفة الاستيرادات على حساب الصادرات  باستثناء صادرات النفط وهي سر تأخر تصنيف العراق الى الدول الناشئة والذي يجعل العراق مقاوماً للأزمات ولكن هنا  تكمن الخطورة وما ننبه عنه دائماً من مخاطر تذبذب الأسعار لأن ليست التوقعات تأتي دقيقة في كثير من الأحيان إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار المتغيرات الدولية وتحدياتها الاقتصادية .
هذا المقال يدخل ضمن محاولاتنا في نشر الثقافة الاقتصادية والاستفادة من التحليلات والتجارب العالمية عسى أن تصل رسالتنا .متى سيكون العراق من بين الدول ذات الاقتصادات الناجحة؟ حين إعادة النظر بواقع القطاعات الإنتاجية والاعتماد على قدراتها وتفعيل دور القطاع الخاص فيها .