هشام داوود
وزير الخارجية الاوكراني (ديمتري كوليبا) يزور باكستان بشكل طارئ لمناقشة أزمة الغذاء كما أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية، وهذا محض هراء وأن الغرض الحقيقي من الزيارة هو التسليح ومساعدة أوكرانيا.
انتشرت تقارير تزعم أن باكستان سلحت أوكرانيا عبر جسر جوي بإشراف المملكة المتحدة وبواسطة بلدان ثالثة، وتنفي إسلام أباد ذلك رغم وجود الأدلة.
باكستان هي «حليف رئيسي من خارج الناتو» وتسعى لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة منذ خلع رئيس وزرائها عمران خان.
وحرب الاستنزاف بين الناتو وروسيا التي اعترف بها الأمين العام للناتو تتجه لصالح روسيا بسبب مكاسبها التدريجية في الواقع، وكذلك فشل الهجوم المضاد المدعوم من الناتو في كييف، حتى أن بايدن اعترف في مقابلة مع «CNN” بأن السبب الوحيد وراء تفويضه بشحن الذخائر العنقودية إلى أوكرانيا، هو أن الذخيرة تنفد و”نحن منخفضون فيها”.
بالرغم من أن فرنسا وألمانيا وامريكا أعلنت المزيد من الأسلحة لأوكرانيا، إلا أنه لا يمكن تجديد المخزونات المستنفذة بسرعة كافية مما سيؤدي على الأرجح إلى استئناف محادثات السلام بحلول نهاية العام.
لا يزال الناتو يريد الحفاظ على استمرار الهجوم المضاد لكييف حتى الشتاء، ولذا فإنه يبحث بشدة عن الأسلحة من جميع حلفائه في العالم مثل باكستان وكوريا الجنوبية، التي كانت موضوع جدل بشأن ما إذا كانت ستوافق على ذلك. البلدان يمتلكان مخزونات هائلة يمكن أن تساعد في الهجوم المضاد المدعوم من الناتو في كييف، ومن المرجح أن يحاول كوليبا الاستفادة منه أكثر خلال “زيارته الطارئة” المخطط لها إلى باكستان. من المتوقع أن تمتثل إسلام أباد لطلبات الوزير الاوكراني، كونه معتمدا من الناتو ولأنها مديونة لصندوق النقد الدولي، خصوصاً أن القرض ذو ٣ مليارات دولار لا يكفي لإنقاذ الاقتصاد الباكستاني، وهذا يعني أن باكستان ليس لها سوى قبول كل ما يطلبه الغرب. لكن هناك أمرا مهماً يتمثل في صفقة نفط (باكستان- روسيا) وقد يتوصلان إلى صفقة نفط طويلة الأجل حيث إن من مصلحة باكستان إبرام صفقة طويلة الأجل مع روسيا، من أجل تخفيف بعض الضغوط المالية على ميزانيتها المثقلة بالديون لأن جميع المصادر البديلة أكثر تكلفة.ومع ذلك تبقى هذه الصفقة غير مؤكدة والسبب أن شروط صندوق النقد الدولي، الذي يسيطر عليه الغرب لا تسمح لهذه الأموال ان تخصص لشراء النفط الروسي، لذلك تبحث إسلام أباد الآن عن طريقة مقبولة للتراجع عن محادثاتها مع موسكو حول هذا الموضوع.
إن اعتراف بايدن الصريح بأن الولايات المتحدة “منخفضة”، وفي اليوم الذي سبق “زيارة كوليبا الطارئة” إلى باكستان يعد أمراً مشبوهاً، وجعل كل المبهمات تبدو مفهومة، فلربما من الجيد أن تكون المساعدات المالية لباكستان مشروطة بشكل غير رسمي لتمويل صفقة نفط طويلة الأجل مع روسيا، لأن هذا سيؤدي إلى زيادة صادراتها غير المباشرة من الأسلحة إلى كييف بشكل أكبر. بطبيعة الحال لن يضيع كوليبا وقته في السفر إلى باكستان لمجرد التحدث عن التعاون الزراعي، الذي يمكن إجراءه عن بعد، بينما يجري هو نفسه محادثات مع بلدان أخرى حول السلاح. وهذا هو الغرض الحقيقي من الزيارة والتي سيتم خلالها وضع اللمسات الأخيرة على شروط صفقة الأسلحة مع باكستان، من أجل الحفاظ على استمرار الهجوم المضاد لكييف حتى فصل الشتاء، لأن حلف شمال الأطلسي يحتاج بشكل عاجل إلى الحلفاء لإرسال المزيد من المساعدات العسكرية للعاصمة كييف، وهذا هو الدور الذي يمكن القول إن باكستان قد تم تعيينها للقيام به في حربها بالوكالة على روسيا.