زيارة أردوغان قد تفتح باب المقايضة.. الشراكة مقابل المياه

العراق 2023/07/31
...

 بغداد: رغد دحام

 تترقب الأوساط السياسية والاجتماعية زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بغداد على أمل حل جملة من الأمور العالقة بين البلدين، من بينها ملف المياه وتصدير نفط كردستان عن طريق ميناء جيهان.

وذكر مصدر حكومي رفيع لـ"الصباح"، أن "موعد الزيارة النهائي لم يحدد بعد، وسيتسيد ملفان مهمان المباحثات والمناقشات خلال اللقاء، إذ سيطرح ملف المياه بشكل أساسي، بينما ستركز تركيا على أن تكون شريكة أساسية في مشروع طريق التنمية وأن لا تكون بلد مرور".

وأضاف المصدر أن "الأتراك سيساومون بشكل كبير جدا على مسألة زيادة الإطلاقات المائية، بينما سيتمسك العراق بالقوانين الدولية ويفاوض اتكاء عليها"، معتبراً أن "نتائج الزيارة ستكون إيجابية جدا".

وكانت رئاسة الوزراء قد أعلنت عن زيارة مرتقبة للرئيس التركي إلى العراق خلال لقاء جمع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بالسفير التركي.

من جانبه، قال الخبير الاقتصادي باسم جميل أنطوان لـ"الصباح"، إنه "لا باس بإدخال تركيا شريكاً في مشروع طريق التنمية وأن يمارس العراق ضغطاً في هذا الإطار، خصوصا أن انطلاق طريق التنمية سيكون من الفاو وليس من الأراضي التركية"، مبيناً أن "مشاركة تركيا ستكون لها فائدة للبلدين، فضلا عن ممارسة الضغط عليها بملف المياه وأن تكون شريكا قريبا لأن الجوار بين البلدين يخدم بإقامة علاقات حسن الجوار".

وأشار أنطوان إلى أن "المشروعات والمدن الصناعية والسكنية على ضفاف نهري دجلة والفرات ستدفع تركيا إلى تغذية تلك المدن بالمياه".

وكان وزير التجارة أثير داود الغريري، أبدى في وقت سابق، حرص الحكومة على تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية مع تركيا، بينما أشار إلى التوجه لإقامة مشاريع صناعية كبيرة ومشتركة.

وذكر بيان للوزارة أن الغريري "بحث مع السفير التركي علي رضا كوناي، تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية وسبل تنميتها في ظل رغبة البلدين في الاستفادة من جميع الفرص المتوفرة لإقامة المشاريع الإنتاجية والاستثمارية المشتركة، وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين وتفعيل عقد اجتماعات اللجنة المشتركة والاتفاقات".

وبحسب البيان فإن "الميزان التجاري بين البلدين يميل إلى الجانب التركي أكثر ونسعى إلى أن يكون متوازنًا قريبًا، تحت شعار (القانون يسمح والدولة تتبنى والسوق تحتاج)"، مشيرا إلى "إمكانية التخطيط الستراتيجي لإقامة مشاريع صناعية كبيرة ومشتركة تخدم البلدين فضلا عن الدعوة للاستثمار في بناء السايلوات وصوامع الحبوب والمشاركة الفاعلة في دورة معرض بغداد الدولي القادمة".

من جانبه أكد السفير التركي، أن "العراق شريك أساسي في طريق التنمية الاقتصادي، ونحن فخورون بالعلاقات التي تربطنا مع العراق ونقيمها بشكل كبير وهذا طبيعي كوننا من دول الجوار وتطوير التجارة بين البلدين يسهم بتطوير العلاقات في جميع الجوانب".

وأعرب عن ترحيبه "بحل الملفات العالقة مع بعض الشركات التركية المتعاقدة مع وزارة التجارة لتكون رسالة إيجابية لباقي المستثمرين الأتراك".


تحرير: علي عبد الخالق