زينب سميرة الفقراء

ثقافة 2023/08/07
...

ما إن قرأت المدرسة الموهوبة فخرية عبد الكريم المعروفة بزينب(1932 - 1996) إعلاناً نشرته شركة سينمائية تطلب فيه وجوهاً نسوية جديدة لفيلم "سعيد افندي"، حتى هرعت إلى بغداد وتنافست مع عشرات الزميلات، فوقع الاختيار عليها، لتبدأ مشواراً طويلاً مع رفيق العمر يوسف العاني الذي جسد شخصية المعلم سعيد أفندي، بينما لعبت زينب دور زوجته فهيمة، وهو أول دور لها في السينما، بعد ذلك قدمت فيلمين هما: "الحارس"(1968)  من إخراج خليل شوقي، الذي نجح نجاحاً كبيراً وحصل على التانيت الفضي في قرطاج،  و "أبو هيلة" (1962) للمخرج محمد شكري جميل وجرجيس حمد، والطريف أن هذين الفيلمين اللذين شاركت ببطولتهما المطلقة، صنفهما النقاد من ضمن أفضل عشرة أفلام في تاريخ السينما العراقية.
 زينب، أو سميرة الفقراء، أو أم شاكر لم تفصل يوماً فنها عن همها الوطني والإنساني، فهمشت وفصلت في العهد الملكي والجمهوري الثاني والثالث وحكم نظام صدام الفاشي، وغادرت العراق إلى المنافي العربية والأوروبية، فرحلت عن عالمنا الفاني في السويد بعيداً عن وطنها، بعد مسيرة مهنية حافلة ومتنوعة قدمت خلالها عشرات الأعمال المسرحية والتلفزيونية والإذاعية، وكانت أيقونة فرقة مسرح الفن الحديث التي أخلصت لها وأحبتها، ولكن من يذكر زينب في بلد يأكل أبناءه.