طهران تؤكد.. ترامب مخدوع وسياسته محكومة بالفشل
قضايا عربية ودولية
2019/04/30
+A
-A
طهران / وكالات
لا يزال صراع القوى متواصلا بين واشنطن وطهران خاصة مع بدء سريان عقوبات جديدة على طهران تتمثل في فرض عقوبات على اي دولة تشتري النفط الايراني والذي يبدأ سريانه من يوم غد مطلع شهر ايار المقبل،
وبشأن السياسة الاميركية كشف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن حقيقة سياسات ما أسماه بـ»الفريق ب»، وكيف يتم خداع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لجرّه للحرب مع إيران.
وقال ظريف امس الاثنين في حديث لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية: إن «فريق ب» يضم كلا من جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي، وبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، وغيرهم.
وأكد أن «هؤلاء الأفراد يسعون لجر أميركا إلى صراع مع إيران»، وأن «الإدارة الأميركة ومن خلال إجراءاتها بعثت رسالة للعالم مفادها بأنها ليست جديرة بالثقة».
وردا على سؤال حول ما إذا كان هذا الفريق يسعى لتغيير النظام السياسي في إيران، قال ظريف: «كل هؤلاء برهنوا أنهم يتطلعون لجر الولايات المتحدة للحرب، ولا أعتقد أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يريد ذلك».
وتابع «أعتقد أن ترامب شارك بالانتخابات تحت شعار عدم إدخال الولايات المتحدة في حرب أخرى، وأرى أن ترامب يريد من وراء ممارسة الضغوط وتكثيف الضغط على إيران، إركاعها ودفعها إلى الاستسلام، لكن سياسته هذه محكومة بالفشل «حسب تعبيره.
مفاوضات مستحيلة
من جانبه أكد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، أن المحادثات مع الولايات المتحدة الأميركية مستحيلة، وفق ما أفادت وكالة فارس.
وقال سليماني: إن إيران لن تتفاوض مع واشنطن تحت الضغط الاقتصادي القسري.
وأضاف «أميركا تريد إجبارنا على الدخول في حوار معها من خلال الضغط علينا اقتصاديا. إن أي مفاوضات بهذه الظروف تعتبر استسلاما لأميركا وهو ما لن يحصل أبدا».
من جانبه هاجم علي لاريجاني، رئيس مجلس الشورى الإيراني، الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ووصفه بـ»الكائن الخطير».
وقال لاريجاني، في كلمته خلال المؤتمر الثامن للسياسة النقدية والتحديات المصرفية والإنتاجية، إنه من الخطأ التصور بأنه يمكن التفاوض مع الرئيس الأميركي، واصفا هذا بـ»الخطأ الستراتيجي».
وتابع لاريجاني: «التصور بأنه يمكن التفاوض مع هذا الكائن الخطير (ترامب) وتسوية القضايا معه يعد خطأ ستراتيجيا، لا معنى للتفاوض، لأن هؤلاء يريدون تحقيق مطالبهم… خاصة وأن ما يسعى إليه الرئيس الأميركي هو لغة الإذلال والاستسلام» حسب تعبيره.
وكان لاريجاني قد هاجم ترامب أيضا في كلمة خلال المؤتمر الدولي حول مستقبل العالم الإسلامي في افق 2035، وقال: إن إيران تشهد اليوم تحركات أميركية في دول المنطقة لخلق الإرهاب، مضيفاً، ان هذا الامر جعل بعض الدول تعاني من مشاكل أمنية وسبب خسائر كبيرة لاقتصاد الدول الإسلامية. وذلك وفقا لوكالة «تسنيم» الدولية للأنباء.
ونوه لاريجاني بأن ستراتيجية ايران واضحة، فهي لم تعتد على أي بلد حتى الذين عادوها طيلة السنوات الأربعين الماضية، قائلاً: «الرئيس الأميركي مخلوق غريب ينسحب كل يوم من اتفاق دولي، لا يفكر بالمستقبل، وأفعاله تؤدي إلى تكوين حالة من عدم الثقة تجاه أميركا في العالم».
وفي جانب آخر، أشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي إلى أن الاتحاد الأوروبي أثبت أنه لا يتمتع بالثقل الكافي للحفاظ على المعاهدات الدولية، قائلا، لا قدرة للاتحاد الأوروبي على تسوية القضايا على المستوى الدولي.
دعم دولي
الى ذلك وتحت العنوان أعلاه، كتب سيرغي مانوكوف، في «إكسبرت أونلاين»، حول وقوف بروكسل، بمبادرة من فرنسا، مع إيران للحفاظ على الصفقة النووية في وجه الضغوط الأميركية.
وجاء في المقال: كما كان متوقعا، كان إعلان وزارة الخارجية الأميركية عن وقف منح تصاريح شراء النفط الإيراني أحد أهم أخبار هذا الأسبوع. ألغت الولايات المتحدة فعليا تصدير النفط الإيراني، وهو المصدر الرئيس لميزانية البلاد.
بطبيعة الحال، قلة من يجرؤ على عصيان الابتزاز الأميركي. لقد أعربت بكين بالفعل عن احتجاج «صارم» ضد تهديدات الولايات المتحدة بفرض عقوبات على الدول التي تشتري النفط الإيراني، لأن هذه العقوبات تنتهك حقوق الصين ومصالحها. وإلى جانب الصين، فإن التهديد يشمل الهند وتركيا، اللتين تشتريان النفط من طهران حتى الآن، وإن يكن بكميات أقل بكثير مما كانت عليه قبل نوفمبر 2018.
لا تشتري فرنسا النفط من إيران، لكنها مع ذلك لا تزال ملتزمة باتفاقية «6+1»، التي بموجبها وعدت طهران بطي برنامجها النووي مقابل إلغاء العقوبات، الاتفاقية التي انسحبت منها الولايات المتحدة من جانب واحد بعد تولي دونالد ترامب السلطة، لمواصلة حرب العقوبات ضد إيران.
وحظي موقف باريس بدعم من بروكسل، التي أعلنت مواصلة الجهود لإنقاذ الصفقة النووية مع إيران ومساعدتها طالما هي تلتزم بشروط خطة العمل الشاملة المشتركة، المعروفة باسم الصفقة النووية الإيرانية.
إن مثابرة أوروبا في الدفاع عن الصفقة النووية تُعرّض العلاقات مع الولايات المتحدة لخطر مزيد من التدهور. ففرنسا متزعمة مواجهة الابتزاز الأميركي، لم يأت إعلان خارجيتها عن الاعتراض على القرار الأميركي مفاجئا، خلافًا لموقف الخارجية الألمانية والبريطانية، اللتين تشاركان أيضا في الصفقة النووية. تقف فرنسا على رأس «مثيري الشغب» المناهضين لأميركا في العالم القديم. يكفي أن نتذكر الرفض الاستعراضي الأخير، حتى لو لم تكن له عواقب عملية، لاستئناف المفاوضات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن إبرام اتفاق تجاري..
الإنفاق العسكري
الى ذلك زادت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإنفاق العسكري للمرّة الأولى منذ سبع سنوات، فيما عمدت روسيا للحد من إنفاقها التزاما منها بعدم الدخول في سباق تسلح جديد.
ووفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، فعلى مدى عام 2018 بلغ الإنفاق العسكري العالمي 1,8 ترليون دولار بزيادة قدرها 2,6 بالمئة خلال سنة.
وهذه هي السنة الثانية على التوالي التي زادت فيها هذه النفقات، لتسجّل أعلى مستوى لها منذ العام 1988 وهي كانت ارتفعت في العام 2017 بنسبة 1,1 بالمئة خلال سنة، حيث تسببت الولايات المتحدة على وجه الخصوص إلى جانب الصين بهذا الارتفاع.
وقال أود فلوران مسؤول برنامج الأسلحة بالمعهد: إن «الزيادة في الإنفاق الأميركي تعود لتنفيذ برامج جديدة لشراء الأسلحة في ظل إدارة الرئيس ترامب ابتداء من العام 2017».
وأنفقت الولايات المتحدة نحو 649 مليار دولار على مجال الدّفاع، أي أكثر من مجموع الميزانيات العسكرية الثماني الكبرى الأخرى في
العالم.
وتأتي الصين التي ارتفع إنفاقها بنسبة 83 بالمئة منذ العام 2009 في المرتبة الثانية، متقدمة على السعودية والهند وفرنسا، حيث خصصت الصين 1,9بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع كل سنة منذ العام 2013.
وللمرّة الأولى خرجت روسيا التي أعلنت مرارا وتكرارا أنها لن تدخل في سباق تسلح مكلف من المراتب الخمس الأولى واحتلت المرتبة السادسة بسبب انخفاض ميزانيتها العسكريّة منذ 2016، حسب تقرير معهد ستوكهولم.