بغداد: حيدر الجابر
تبذل أمانة بغداد جهوداً حثيثة لإشاعة الثقافة الخضراء في شوارع العاصمة، حيث نفذت أكثر من حملة لزراعة النخيل والدفلة، في الجزرات الوسطية والساحات العامة، إلا أنَّ نجاح زراعة النخيل في المدن صار محل تساؤل بعد موت عدد من أشجار النخيل، واضطرار أمانة بغداد إلى قلعها، واستبدالها بأشجار أخرى.
وبيّن مدير إعلام دائرة المتنزهات والتشجير التابعة لأمانة بغداد مروان حامد، وجود خطة موسمية للزراعة في الربيع والخريف، كاشفاً عن أهم الأشجار التي تلائم الأجواء العراقية الحارة.
وقال حامد لـ"الصباح: إنَّ "الدائرة المعنية بتشجير بغداد هي دائرة المتنزهات والتشجير، ولدينا خطة للزراعة في الربيع والخريف"، وأضاف أنَّ "كل الأشجار في مشاتل الدائرة تلائم الظروف الجوية للمناخ العراقي، ولا سيما العاصمة بغداد"، مبيناً أنَّ "جميع الأشجار والشجيرات في الجزرات الوسطية والشوارع هي ملائمة للظروف الجوية العراقية، لأنَّ الدائرة تأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار".
وأضاف، أنَّ "زراعة النخيل للجمالية فقط، وقد نجحت زراعة النخيل في ساحة التحرير، إضافة إلى أنَّ هذه الأشجار تحتاج إلى تسميد ومكافحة الحشرات وغيرها وهي عوامل مساعدة لنجاح زراعتها"، ولفت إلى أنَّ "الأشجار المتوفرة في مشاتلنا هي (الالبيزيا والسبحبح والفيكس الشجيري والاكاسيا المصرية)، كما تتم زراعة النباتات الظلية المعمرة". ويشتهر العراق بكونه بلد النخيل، حيث تنتشر زراعة هذه الشجرة في الوسط والجنوب، وتتميز بمقاومتها للأجواء الحارة، وعدم الحاجة إلى كميات مياه كبيرة، وتظهر النخلة في مدونات ورسومات حضارة وادي الرافدين منذ قرابة 6 آلاف سنة، حتى باتت تعد من الرموز المقدسة لحضارات العراق.
رئيس مهندسين زراعيين أقدم، زينب موسى جعفرتفضّل زراعة أشجار النخيل والدفلة، كما تفضل أن يكون النخيل من نوع الذكر.
وقالت جعفر لـ"الصباح": إنَّ "أشجار النخيل تقاوم الحرارة وتستهلك كمية قليلة من الماء"، وعزت موت أشجار النخيل إلى كونها "نخيل قالعات"، وبينت أنها "تحتاج إلى عناية خاصة في بداية زراعتها".
وأضافت، أنه "بمجرد أن تثبت أشجار النخيل جذورها فأنها تستطيع امتصاص المياه من التربة"، ولفتت إلى أنه "يمكن زراعة أشجار الظل قرب النخيل، وهي مفيدة في الجزرات الوسطية لأنها لا تعيق حركة السابلة"، مؤكدة: "يفضل زراعة النخيل الذكر لأنها تحتاج إلى عناية أقل".
وعن شجرة الدفلى، قالت جعفر: إنها "شجرة مناسبة لأن الحيوانات لا تتغذى عليها"، محذرة من أنَّ زراعة أشجار الكالبتوس والسدر تؤذي البنى التحتية للمدن وتحتاج إلى عناية
مستمرة.
تحرير: محمد الأنصاري