نسبة الأهداف المسجلة من الضربات الركنية لا تتجاوز 6 بالمئة

الرياضة 2019/05/03
...

 تحليل / علي النعيمي
 هناك العديد من الظواهر الفنية برزت في دوري الكرة وشكلت نقاط ضعف على الأداء العام للمسابقة ولم تتوقف عندها الطواقم التدريبية المشرفة على انديتنا واهتمت في معالجتها، بسبب اغفالها للتحليل الكمي للمباريات بشقيه الرقمي والاحصائي معززاً بتقارير فنية التي تشرح الحالات التي حدثت في المواجهات، عند تقييم أداء اللاعبين مهارياً والحكم على قدراتهم في تطبيق التكنيك (العملي الموظف في خدمة التكتيك) مقارنة مع إدراكهم للمفاهيم الخططية الأساسية بحسب خصائصهم البدنية، فضلا عن الارتقاء بنوعية التدريبات العامة والفردية لمعالجة الهفوات التي تم تشخيصها من خلال التحليل ولعل من ابرز سلبيات المسابقة المحلية، هي قلة الأهداف المسجلة من الركلات الركنية لا تتجاوز نسبتها  6 بالمئة من الأهداف المسجلة في الدوري وان نسبة الأهداف المسجلة من حالات ثابتة لا تتجاوز الـ24 بالمئة وان السواد الأعظم من الاهداف أحرز من حالات لعب مفتوح وهجمات متنوعة، وخير مثال على ضعف هذه الحالة وقلة التسجيل من الركنيات الهجومية وعدم استغلالها بالشكل الأمثل في دورينا لتغيير النتائج، ان فريق الكهرباء سجل اول هدف له من ركلة زاوية بعد ان خاض 57  
مباراة!!.
 
أهمية الركنيات
تعد ركلات الزوايا واحدة من أهم حالات اللعب الخططية التي تدخل في الشقين الدفاعي والهجومي وقد شكلت 22 بالمئة من الأهداف التي أحرزت في بطولة كأس العالم الأخيرة 2018 ومع ذلك يشعر الفريق المدافع بعبء كبير لحظة الشروع بالتنظيم الدفاعي ان اكثر ما يشغل تفكير المدربين هو الأسلوب المثالي للتعامل مع الكرات المرسلة الى العمود القريب –او البعيد – حتى المرسلة صوب نقطة الجزاء – وأخيراً التعامل مع كرات The short lay-off أي الركنية التي تلعب الى اقرب زميل بتمريرة قصيرة ومن ثم ارسالها الى منطقة الهدف لغرض
بعثرة الأدوار الدفاعية وعليه تتفق مدارس التدريب على ان هناك ثلاثة أساليب شائعة في التنظيم وطريقة وقوف 
اللاعبين :
الاسلوب الأول
هو الذي يتعلق بطريقة الدفاع عن الهدف أي المساحة المحصورة بين خط الهدف وخط الست ياردة ويشترك فيها كل من حامي المرمى والمدافعين الذين يقومون بتطبيق مبدأ دفاع المراكز او المنطقة ويتوزعون على حسب اتجاه الكرة.
(ركلة الزاوية) سواء كانت بالنسبة للعمود القريب او البعيد وبشكل طولي على امتداد المنطقة المشار اليها أي يقومون بابعاد أي كرة تأتي اليهم عبر الارتقاء العالي وغالب ما تتم الاستعانة بالمهاجمين او طوال القامة لاعتراض أي مهاجم يأتي الى مراكزهم الدفاعية وهنا يجب على الفريق المدافع الحذر من نقطتين :
- ان يكون تموضعه بين المهاجم المنافس وبين زميله حارس المرمى او العمود وان أي تمركز عدا ذلك يعد غير مجد وان فرصة التسجيل قائمة.
- الحذر من حدوث حالة دفاع (ثلاثة مدافعين او اثنين ضد مهاجم) عند الكرة المشتركة بعد تنفيذ الركنية لاسيما إذا كانت على خط الست ياردات اذ تؤكد احصائيات (اوبتا) ان نسبة 35 بالمئة من الأهداف التي سجلت في دوري ابطال اوروبا للموسم الماضي جاءت من ركلات الزوايا ومن حالات مشتركة تحديدا فوق خط الست ياردات بسبب الفشل في اعتراض كرة المنافس وعدم قدرة الحارس على التصدي او الاعتراض.
 
الأسلوب الثاني
 يعتمد على تطبيق دفاع الملازمة (لاعب ضد لاعب) وتضييق مساحة التحرك وحرمان المنافس من الرؤية المثالية مع القفز ومحاولة التأثير في تركيزه، عادة ما تكون بالمنطقة المحصورة ما بين قوس الجزاء الى منطقة الست ياردات وتراهن بعض الفرق على المنطقة التي تكون فوق نقطة الجزاء وهي اصعب حالة تمركز لاسيما اذا جاءت مصحوبة بموجة ناتجة عن حركة المهاجمين من الخلف باتجاه المرمى وان اكثر ما يرهق الفريق المدافع هي اللامركزية في تموضع لاعبي الفريق المنافس والتحرك المستمر حتى بعد لعب الكرة وتحديد مسارها وتبقى القاعدة الأكثر شيوعا وهي ان كل مدافع يبحث عن منافس بشتى الاوضاع مع مراعاة التكافؤ العددي أربعة ضد أربعة خمسة ضد خمسة.
 
الأسلوب الثالث
طريقة الدفاع في ركلة الزاوية التي تلعب الى أقرب زميل وتكون المسؤولية هنا على اقرب لاعب يقف امام اللاعب المنفذ وهنا عليه التحرك بسرعة لسد زاوية التمرير بالإضافة الى تحرك باتجاه اي لاعب قريب من جهة منطقة الجزاء لمنع مرور الكرة بكل الطرق الممكنة وبالعودة الى مباريات الدوري العراقي نلاحظ ان العديد من الأندية لا تولي أي أهمية في تنفيذ ركلات الزوايا بحيث لا نشعر بأن هناك تكتيكا معينا سبق التدريب عليه عند التنفيذ سواء في اللعب الى العمود القريب او البعيد وحتى الزيادة العددية التي تتطلب لحظة تنفيذ الركنية الهجومية وان اغلبها تنفذ بطريقة مرتبكة وتقطع من قبل المدافعين او تلعب الى جهة لا يتواجد أي زميل وحتى انعكست على المنتخب الوطني لأن اتقان الحالات الثابتة ومن ضمنها الركنيات تدخل في صلب الفعالية الهجومية لحظة الحيازة على الكرة والتنوع في خلق الفرص التي تسهم في الوصول الى مرمى المنافس والتكرار في تهديده بغية التسجيل .