بغداد: هدى العزاوي
أجمعَ خبراء في الشأن الدولي والسياسي على أن (توقيع إعلان النوايا المشترك) ومسوّدة مذكرة التفاهم بين البلدين المزمع إبرامهما بين وزارتي الداخلية العراقية والبريطانية، تشكل نقطة تحول مهمة نحو استتباب الأمن والاستقرار في العراق وضمان وسائل حديثة وخبرة لملاحقة شبكات الجريمة المنظمة بمختلف أشكالها .
وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، رحب، خلال استقباله وزير الدولة لشؤون الأمن البريطاني، توم توغندهات، بتوقيع إعلان النوايا المشترك، المزمع إبرامه بين وزارتي الداخلية العراقية والبريطانية، ومسوّدة مذكرة التفاهم بين البلدين.
من جانبه، أبدى توغندهات استعداد بريطانيا لدعم القوات الأمنية العراقية وتزويدها بالتقنيات الحديثة.
وقال مدير المركز العراقي للدراسات الستراتيجية الدكتور غازي فيصل، في حديث لـ"الصباح": إن العلاقات البريطانية العراقية وثيقة على صعيد الأنشطة والاستثمارات الاقتصادية، الصناعية، التجارية وغيرها من قضايا الأمن، مشيرا إلى أن بريطانيا دولة محورية في التحالف الدولي للحرب على الإرهاب وبالتالي تلعب دورا مهما في تطوير وتنمية قدرات القوات الأمنية العراقية على غرار البرنامج الذي يقوم به حلف شمال الأطلسي، مؤكدا أن بريطانيا لديها خبرة عميقة في مجال الأمن ومتابعة الجريمة المنظمة سواء المتعلقة بالاتجار بالمخدرات أو غسيل الأموال أو الاتجار بالبشر ويمكن الاستفادة من الخبرات المتراكمة لديها في تطوير قدرات الأجهزة الأمنية العراقية المختصة لملاحقة شبكات ومافيات الجريمة المنظمة في العراق مما يخلق حالة من الاستقرار الأمني.
بدوره، أشار رئيس مركز الشرق للدراسات الستراتيجية والمعلومات علي مهدي الأعرجي، لـ"الصباح"، إلى أن النقطة المهمة التي يتجاهلها الإعلام تتعلق بما يعتمده الجانب البريطاني في محاربة التطرف لاسيما برنامج بريفنت " prevent" الذي يركز بشكل مباشر على التطرف، مؤكدا ان نقطة الالتقاء بين المنظومتين الأمنيتين تقف على التشدد الإرهابي، والعراق ليس كبقية بلدان العالم يملك معلومات وخبرات لا يستهان بها في هذا المجال، لذلك يمكن القول إن أي مذكرة تفاهم أو أي مبادرة بين البلدين يخرج منها الجانب البريطاني رابحا لاعتماده على النهج النمطي في اقتفاء المعلومة.
ولفت الى أن العراق يلعب دورا كبيرا في رفد العالم بالمعلومة الاستخبارية رغم ضعف الجهود وقلة الإمكانيات، إلا أنه يملك خبرات بشرية قادرة على معرفة المشهد الأمني بشكل دقيق، إذ أبلغ الحكومة البريطانية في شهر تموز الماضي أن هناك معلومات عن وجود عمليات إرهابية محتملة الوقوع، وبالفعل أشارت وزيرة داخلية بريطانيا إلى أن هذا الرصد جاء بشكل مختلف على حصاد المعلومات والتنبوءات للسنوات الخمس الماضية، منوها إلى تحديد جهاز الاستخبارات أن التهديد يعد من المستوى الثالث بين مستويات خمسة ".
وأضاف الأعرجي أنه في ما يتعلق بتأثير الاتفاق في الجانب العراقي فإنه سيضيف خبرة إلكترونية وتقنيات جديدة إلى الساحة الأمنية يمكنه من تعزيز الجهد الاستخباري من خلال الجو.
تحرير: عذراء جمعة