السليمانية: كريم الأنصاري
تَنتشر قوات البيشمركة بالتنسيق مع القوات الأمنية الاتحادية في مساحات جديدة لتغطي محيط 650 كيلومتراً في محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك وأربيل، وهي مناطق الفراغ الأمني أو ما يصطلح بأنها "مناطق الاهتمام المشترك" بين البيشمركة وبين القوات الأمنية الاتحادية، حيث تبدأ بالحدود الايرانية بمنطقة خانقين إلى الحدود السورية في منطقة سحيلة بموازاة خط انتشار القوات الاتحادية الى محافظة ديالى ومناطق تتبع صلاح الدين وكركوك وأربيل.
وقال الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية الفريق أول جبار ياور، في حديث لـ"الصباح": إن "هناك برنامجا تطويريا في وزارة البيشمركة لإجراء تحسينات في أداء القوات لحماية المناطق ذات الاهتمام المشترك الى جانب القوات الاتحادية". وأضاف ياور أن "البرنامج الخاص يتكون من ست وثلاثين نقطة يستهدف قوات البيشمركة بقوام يتعدى 70 ألف مقاتل بثلاثين لواء". بدوره، أوضح الخبير الأمني خوشناو سعيد، لـ"الصباح"، أنه "من أجل مواجهة التحديات الداخلية والخارجية لا بد من التنسيق الأمثل بين القوات العسكرية الاتحادية وقوات البيشمركة". وأضاف سعيد أن "السنوات الأخيرة شهدت تنسيقاً عالياً بين قوات البيشمركة والجيش وخصوصاً خلال القتال ضد عصابات داعش الإرهابية ، حيث نفذ الجانبان القتال ضد الإرهابيين بشكل جيد".
بينما رأى مدير مركز الاعتماد للدراسات الأمنية الستراتيجية عماد علو أن "التعاون بين القوات الاتحادية والبيشمركة أخذ أبعاداً عديدة وأوجهاً مختلفة منها التعاون في مسك حدود العراق مع إيران وتركيا، وهناك تعاون في سد الثغرات في المناطق الرخوة التي بدأ العمل بها منذ العام 2021 شمل الاتفاق على تشكيل لواءين".
وأضاف علو، لـ"الصباح"، ان "هناك عقبات فنية وتخصيصات مالية وقفت حجر عثرة في تفعيل الاستعدادات للمشروع الأمني المشترك بتشكيل لواءين من قوات البيشمركة والقوات الاتحادية"، مؤكداً أن "القوتين باتت فعالة وستكون عملية في هذه المرحلة". ودعا الى "تفعيل عمل قيادة التنسيق المشترك للعمليات بين البيشمركة والقوات الاتحادية وهي ستة مراكز مشتركة متفق عليها بين وزارة شؤون البيشمركة وقيادة العمليات المشتركة للاشراف على قوة وفاعلية وانفتاح اللواءين المشتركين من البيشمركة والقوات الاتحادية"، لافتاً الى أنه "من المؤمل أن يمسك أحدهما قاطعاً يمتد من خانقين الى جنوب كركوك، فيما سينتشر اللواء الثاني في قاطع يمتد من قضاء مخمور الى سهل نينوى، وهي مرحلة تسبق تطوير تبادل المعلومات الاستخبارية حول حركة تنظيم داعش والتعاون بين جهاز مكافحة الإرهاب والأجهزة المماثلة داخل إقليم كردستان، بالإضافة الى العمليات المشتركة التي تمت بين البيشمركة والجيش الاتحادي لمطاردة فلول عصابات داعش الإرهابية ".
تحرير: علي عبد الخالق