نفايات البلاد.. ثروة تنتظر الاستثمار

العراق 2023/08/27
...

 بغداد: حيدر الجابر


ينتج العراق نحو 20 ألف طن يومياً من النفايات، يتم التخلص منها بطرق تقليدية بدائية، فيما تتعامل دول أخرى مع هذه النفايات كما تتعامل مع الثروات الطبيعية، حيث يمكن تحويلها إلى العديد من المواد التي تدخل في الزراعة والصناعة وغيرها، وهو ما يثير الحديث عن ضرورة توفر معامل تدوير نفايات بمواصفات عالمية.
وانتقد مدير إعلام وزارة البيئة، أمير علي الحسون، تعامل الحكومات المتعاقبة قبل وبعد 2003 مع هذا الملف المهم، واصفاً إياه بـ”البدائي”، مشيداً بتوجه الحكومة الحالية نحو تعويض ما فات وتوجهها
نحو ثقافة الاستدامة.
وقال الحسون لـ”الصباح”: إن “النفايات مشكلة تعاني منها وزارة البيئة، بسبب آلية طمر النفايات، ولا سيما إذا كانت نفايات منوعة، وبسبب عدم استثمارها بشكل صحيح مما يؤدي
إلى الهدر والتلوث» . وأضاف، أنه “قبل 2003 مرّ العراق بعقود طويلة من ثقافة تعامل البلدية البدائي مع النفايات، إذ اعتادت الدوائر البلدية على طمر النفايات بطريقة مرفوضة بيئياً”، مبيناً أنه “كان يفترض بحكومات ما بعد 2003 المحلية والاتحادية أن تضع مشاريع البنى التحتية الخاصة بالاستفادة من النفايات وإعادة تدويرها للاستفادة منها في مجالات الطاقة
والأسمدة وغيرها» .
وتابع، أنه “مضى 20 عاماً ولم تتحرك الجهات المختصة للاهتمام بهذه المشاريع”، وأكد أن “الحكومة الحالية تتجه لتعويض ما فات وتصر على أن يكون الهاجس البيئي والعمل البيئي في مقدمة عناوين ومشاريع الاستثمار”، لافتاً إلى وجود “تغيير في المشاريع الجديدة، حيث تم افتتاح مجمع سكني للاستدامة الحديثة ومشروع المدن الحديثة، ومشاريع النفط والكهرباء والزراعة، بالتزامن مع خطوات
حقيقية للاستدامة» .
ونبّه الحسون، إلى أن “الحكومة تتجه للتعامل الحقيقي والصحيح مع تدوير النفيات”، وأعرب عن أمله في أن “تنجز مشاريع البنى الجديدة والاستفادة منها بدل طمرها بطريقة غير مقبولة» .
ويفرز المواطن العراقي 2 كغم من النفايات يومياً، وهي كمية هائلة يمكن أن تتحول إلى مواد أولية تدخل
في الصناعة والزراعة.
وانتقد الناشط البيئي، أحمد صالح نعمة، وجود معمل متكامل واحد فقط لتدوير النفايات، مشيراً إلى أن دول العالم المتطورة تعتبر النفايات “ثروة لا تقدر بثمن» . وقال نعمة لـ”الصباح”: إن “كل بلدان العالم المتطور تعتبر النفايات ثروة لا تقدر بثمن، تحول إلى أموال أو مواد أولية مفيدة”، وأضاف أنه “يمكن الاستفادة من الغازات المنبعثة من النفايات في الطاقة والتدفئة وتوليد الكهرباء”، وأعرب عن أسفه لهدر ملايين من أطنان النفايات سنويا، كما انتقد “وجود معمل واحد متكامل فقط لتدوير
النفايات في السليمانية» .
وأضاف، أن “هذا المعمل لا يفي بالغرض، ولا يمكن للعراق أن يكون مستثمراً لهذه الثروة بهذه الإمكانيات”، ولفت إلى أنه “من الممكن الاستفادة من النفايات في إنتاج الألواح الخشبية والكارتون وحبيبات البلاستك وغاز الميثان وغيره والأسمدة والكاشي البلاستك وإنتاج مواد أولية أخرى» .
وبانتظار أن يتم الالتفات لهذه الثروة المهدورة في العراق، فإن حقائق الأرقام الدولية تقول إن الولايات المتحدة الأميركية تنتج قرابة 254 مليون طن من النفايات المنزلية سنوياً، يُعاد تدوير نحو 35 إلى 40 بالمئة منها. وتقارب قيمة سوق النفايات فيها 50 مليار دولار، ويُجمع الغاز في 520 مطمراً ويُستخدم لإنتاج طاقة كهربائية تكفي لإنارة
نحو 700 ألف منزلٍ.
بينما تحتلّ السويد المركز الأوّل بالنسبة للمتبقي من نفاياتها للطمر، حيث أن نسبتها 1 بالمئة من مجموع نفاياتها التي تبلغ نحو 4.5 ملايين طنّ سنوياً.

تحرير: محمد الأنصاري