السليمانية: كريم الأنصاري
يقترح أكاديميون كرد عقد مؤتمر للحوار العربي الكردي في العاصمة بغداد أو أربيل لبحث أعقد المشكلات والذي يفضي إلى تجاوز العقبات التي تعترض مسار العلاقة منذ أمد ليس بالقصير برغم النوايا الحسنة هنا وهناك.
الباحث في المركز الاكادیمي للدراسات الوطنیة ACNS والأستاذ بجامعة السلیمانیة عدالت عبد الله أشار إلى الفشل في بناء ثقافة المواطنة وقال: "طوال العقدين الماضيين لم نستطع تجاوز الهویات الفرعیة، بسبب الفشل وغیاب ارادة حقیقیة لدمقرطة البلد وغرس قیم سیاسیة حدیثة في المجتمع العراقي".
وقال عبد الله في حديثه إلى "الصباح": إنَّ "المسؤولية ليست مسؤولية الأحزاب السياسية فقط بل هي مسؤولیة الجمیع، وحتی المثقف العراقي هو الآخر مسؤول عما آل إلیه وضع البلد من تشرذمات سیاسیة وطائفیة"، مبيناً أن "الحال أوصلنا اليوم إلى الدعوة لعقد المؤتمرات بین أبناء البلد الواحد، وهذا أمر مؤلم للغایة".
وأضاف انه "لا ضیر في الدعوة لتنظیم هكذا مؤتمرات ولكن اعتقد انها غیر كافية، الأمر بحاجة الی مشروع طویل یحد من طغیان الثقافات العنصریة والطائفیة ويرسخ قیم المواطنة، نحن نعیش معاً ومحكوم علینا أن نكون بجانب البعض وإلا سنخسر بعضنا البعض ونخسر
البلد".
الباحث والأكاديمي شيروان هلمت طالب بعقد مؤتمر للحوار السياسي والاجتماعي بين الكرد والعرب، وقال في تعليق لـ "الصباح": إنَّ "هذا المؤتمر مهم جدا ويجب ان يتناول المشكلات بصراحة ويعترف بوجودها من دون تجميل، وأن نبدأ بالبحث عن حلول من دون تأجيل".
عضو جماعة العدل الكردستانية دانا حسین قال في حديث لـ "الصباح": إنَّ "المؤتمر سواء عقد في العاصمة بغداد أو في أربيل ما هو الإ صفحة مهمة بين النخب السياسية والأكاديمية والثقافية وحقوق الإنسان لمعالجة الإشكاليات"، داعياً إلى "التكاشف وعرض كل الرؤى والمقترحات التي تصب بصالح الوطن والمواطنة بروية وتمعن خدمة للصالح العام وإبعاد البلاد من التشنج السياسي الذي لا يصب بمصلحة أحد".
ودعا حسين إلى "عدم وضع أنفسنا في حالات المد والجزر في العلاقة، بالإضافة إلى إخضاع الحوارات الی المكاشفة من کافة أطياف المجتمع "العربي والكردي" على حد سواء لتفهمها وقراءة مضامينها والحلول التي تسهم برأب الصدع وتدعم متطلباتهم المجتمعية والسياسية وكذلك جعل الشراكة أساساً لمنجزات الحوار والبدء بإرسال البعثات والزمالات المشتركة والعمل سوية على مستويات عدة لمحو الفوارق وتقريب المسافات والكل يشعر من جانبه بأنه عنصر مهم يشارك ببناء العراق ويسعى إلى تطويره وتدعيمه".
الأكاديمي المختص بالعلاقات الدولية والشؤون الستراتيجية د.علي بشار أغوان يرى "ضرورة تمهيد الارضية وتوفير عامل الثقة بين الجانبين بتطبيق ما يتم بشأنه الحوار".
وأشار أغوان في حديثه لـ "الصباح"، إلى أن "المؤتمرات تبنى على الالتزام بين الجانبين والثوابت الحقيقية لكي يكتب لها النجاح"، موضحاً أن "الجانبين العربي والكردي قد خبرا بعضهما البعض في العديد من المواقف مثل تشكيل الحكومة ومقاتلة داعش موحدين".
وختم بالقول إنَّ "هناك مشتركات يجب دعمها تأسيساً على جدية تطبيق مبادئ الحوار للمضي بدفع عجلة البلد إلى الامام وتجاوز خلافات الماضي".
تحرير : علي عبد الخالق