طائرنا الأخضر

العراق 2023/09/14
...

أحمد عبد الحسين



هناك خبران يوم أمس يتعلّقان بالخطوط الجوية العراقية، وكلاهما يدعو إلى التفاؤل.

الأول عن مباحثات وزير الخارجية النمساوي مع الرئاسات الثلاث التي تضمنت ملفّ إعادة تسيير رحلات الطائر العراقيّ الأخضر إلى أوروبا مباشرة بعد أنْ ألجأتنا العقوبات إلى الترانزيت القطري والتركيّ. والثاني يتعلق بالرحلات المباشرة بين بغداد و”كوانجو” الصينية وهو ما سيكون متاحاً ابتداء من اليوم العاشر من الشهر المقبل.

مرّت على خطوطنا الجوية فترات كان واضحاً فيها أنها تعاني من عللٍ بنيويّة وفنية كثيرة، وقد ظهرتْ آثارها على شكل أزماتٍ مالية في إدارة الخطوط “ تقرير سابق لهيئة النزاهة أشار إلى الشركة مكبّلة بديون تصل إلى 365 مليار دينار”، وأزمات فنية ظهرتْ في الشكاوى التي حملها الإعلام ووسائل التواصل من رداءة الخدمات وتأخير الرحلات، وأزمات إدارية تمثلت في عدّة تعاقدات غير ذات جدوى مع شركات عالمية، أبرزها العقد مع شركة بريطانية وكلّف الخطوط أكثر من 36 مليون دولار بحسب النزاهة، وهو العقد الذي أخذ في وقت ما نصيباً وافراً من الاهتمام الإعلاميّ.

خبرا أمس، يضاف لهما خبر بحث تفعيل الطيران المباشر مع العربية السعودية قبل أيام، وخبر إعادة الرحلات المباشرة مع “تبليسي” عاصمة جورجيا، تأتي كلها في سياق عملٍ طموح لوزارة النقل ولشركة الخطوط الجوية تحديداً لتدارك أخطاء الماضي والتقليل من فداحة التركة الثقيلة التي خلفتها سنوان من الأداء المتخبّط.

طائرات جديدة ستضاف إلى الخدمة كما صرّح الوزير الأستاذ رزاق محيبس، بضمنها عشر طائرات من طراز بوينغ، وطيارون جدد سيكونون على ملاك الخدمة بعد أن وافق مجلس الوزراء على تعيين 96 من خريجي كليات الطيران في الشركة، وجهد ملحوظ تبذله الوزارة لتحسين خدمات شركة هي أعرق خطوط الطيران 

في الشرق الأوسط.

الشركة التي تأسست سنة 1945 ، مرّ عليها ما مرّ على العراق كلّه من كوارث ومحن. فظلت خلال سنوات عدّة ممنوعة من التحليق في أغلب أجواء العالم، لكنّ الأزمات ليست قَدراً لا مفرّ منه، وتجاوزها يعتمد على نوايا مخلصة وعمل دؤوب، وهو ما نأمل حدوثه، وما نتلمسه في حراك وزارة النقل وإدارة “طائرنا الأخضر”.