بغداد: سرور العلي
من خلال تجربته في الرسم الواقعي، والمدارس الفنية الأخرى، وجد صباح حمد نفسه يميل للرسم باللون الأسود والأبيض، للابتعاد عن ازدحام المفردات، التي ربما لا تخدم تجربته الفنية في المدرسة التجريدية أو التعبيرية، إذ يهتم بالإحساس والملمس، للوصول للمتلقي بأفكار وخامات جديدة، تعطي نوعا من الدهشة والسؤال عن ماهية العمل، وكذلك استخدم الطبيعة، لتكون أقرب للعين من خلال التحليل البصري، فكان يرسم ما تراه عينه، بشكل مختلف ومجرد من اللون والشكل الواقعي، فرسم الشكل الكروي في السماء، وشكل الطير والغيوم بطريقة أقرب لتكون كتلة لونية، أو قطعة قماش كولاج، لتعطي روحا وإحساسا بالواقع، ودائما ما تكون الأرضية منبسطة الشكل، وربما تكون مشغولة بشكل النباتات والأشجار بطريقه الخطوط، وبخامات مختلفة لا تصلح للرسم، واستخدامها وتوظيفها في عمل فني يبهر المشاهد.
وبدأ منذ سن صغيرة، بمحاولات بسيطة في المدرسة، واكتشف أنه مختلف عن أقرانه، فتميز برسم دقيق وتفاصيل واقعية، ووجد التشجيع من أسرته وأصدقائه، لكن انطلاقته بالفن، بشكل محترف، أثناء دراسته في معهد الفنون الجميلة عام 2005 وحصوله على الدبلوم، ثم مشاركاته في جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، والاحتكاك بتجارب الفنانين الكبار، وما زال مستمراً.
ولفت حمد إلى أنه لم يجد نفسه قريباً من أعمال فنانين آخرين، إذ خرج برؤية فنية مغايرة، وهذا شيء طبيعي، لتغير الفن وفق تغير الواقع ومرور الزمن، ليضيف تكنولوجيا أدخلت مفهوما فنيا جديدا غير تقليدي، والبحث عن كل ما هو جديد، ليحاكي الخطاب البصري، الذي أصبح من الصعب إضافة الدهشة له، ويجد لنفسه أسلوباً لطرح رؤيته الفنية وفق ما يشاهده، بطريقة مختلفة غير واقعية ومجردة لرؤية عالم آخر، هو خيالي، لكنه من عمق الواقع، ومن لوحاته الأولى مشهد لزقاق بغدادي واقعي.
وأشار إلى أن الفنان من دون امتلاكه موهبة لا يكون فناناً، وهذا لا يمكن أن تقدمه الدراسة الأكاديمية، فالدراسة تصقل ما يمتلكه المبدع، عن طريق التوجيه الصحيح بخطوات دراسية، مؤكداً أن "الفن هو رسالة للجمال، والإشارة أحياناً لمعترك الواقع المجتمعي والبيئة، التي ينتمي إليها الفنان، فهو يؤثر ويتأثر في الوقت ذاته، كما دعا للبحث عن كل ما هو جديد وإيجابي، يزيح التكاسل وتكرار المشهد، للعيش في طاقة إيجابية".
وكان المعرض الشخصي الأول لتجربة النباتات (الورود)، بطريقة تعبيرية، من خلال تحليل اللون، وتداخل الخطوط على سطح اللوحة، وأقيم في بغداد عام 2016، في كاليري نادي الصيد، كما له العديد من المشاركات، ومن أهم المعارض في العراق كانت على قاعة جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، وبعض المشاركات في وزارة الثقافة، وفي المعارض الدولية كانت له مشاركة أثناء سفره ليمثل العراق في مصر، وقد حصل على المركز الأول في الرسم عام 2008، ومشاركات أخرى في تونس بمعرض سمبوزيوم فناني الشباب العربي 2019، ومشاركة أخرى أيضاً في تونس، إذ سافر مع بعض الفنانين في الحركة التشكيلية العراقية، وأقاموا أسبوعا ثقافيا عراقيا هناك، وشارك بمعرض في تركيا، والمعرض المشترك الأخير كان في لبنان 2023.
وصباح حمد عضو في جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، وأستاذ في التربية الفنية، وحاصل على الجائزة الأولى على العرب بنيله الميدالية الذهبية للفن التشكيلي في مصر 2008، ونال جائزة أولى في معرض عشتار بجمعية الفنانين عام 2018، وعمل نصب بنت العرب في نادي الصيد العراقي، ونصب العلم والسلام في مدينة الرمادي. وبين حمد أنه في الوقت الحالي يعمل على إنجاز أعماله الفنية، لعمل معرضه الشخصي الثاني لتجربته الأخيرة، وسيكون في بغداد، كذلك لديه معرض مشترك في
بيروت.