ترجمة: شيماء ميران
غالباً ما يقيس الأشخاص ضغط الدم في وضعيَّة الجلوس بشكلٍ مستقيم، لكنَّ الدراسة الجديدة التي أجرتها جمعية القلب الأميركيَّة "AHA" توصلت الى أنَّ الوضع المثالي لقياس ضغط الدم بدقة هو الاستلقاء. ويشير البحث الأولي الى أنَّه عند مقارنة قراءة وضعيَّة الجلوس للمصابين بارتفاع ضغط الدم، فإنَّ الاستلقاء يساعد على التنبؤ بالسكتة الدماغيَّة ومشكلات القلب الخطرة والوفاة.
اكتشاف مذهل
ما يعني أنَّ هذا الاكتشاف المذهل سيساعد في تحديد مشكلات ضغط الدم والتي تؤثر في صحة القلب حتى وإنْ كانت القراءات طبيعيَّة في وضع الجلوس.
بحسب جمعية "AHA" والكلية الاميركيَّة لأمراض القلب فإنَّ ضغط الدم الانقباضي لدى البالغين في وضع الجلوس أقل من (120) ملم زئبق والانبساطي أقل من (80) ملم زئبق. مع أنَّه من الضروري الأخذ بنظر الاعتبار تغيّر هذه القراءات على مدار اليوم.
شارك في دراسة مخاطر تصلب الشرايين في المجتمعات 11369 مشاركاً، وبمتوسط عمر (54) عاماً، إذ تمَّ قياس ضغط دم المشارك في وضعيَّة الجلوس والاستلقاء أو الاضطجاع، ومتابعة من تتراوح أعمارهم بين 25 و28 عاماً على مدار سنة.
وفق تفاصيل الدراسة، فقد قُسّم المشاركون الى أربع مجموعات حسب قراءات ضغط الدم، المجموعة الأولى كانت قراءاتهم طبيعيَّة بوضع الجلوس والاستلقاء، والأخرى كان ضغطهم مرتفعاً بوضع الجلوس فقط، و16 بالمئة من مجموعة أخرى كان ضغطهم مرتفعاً أثناء الاستلقاء فقط، أما المجموعة الأخيرة فكانت تعاني من ارتفاع ضغط الدم في كلا الوضعين.
ذكرت الدراسة أنَّ المجموعة التي لا تعاني من ارتفاع ضغط الدم بأي وضع كانت هي الأقل عرضة للخطر، بينما الأخرى التي تعاني من ارتفاع ضغط الدم بكلا الوضعين كانت معرضة لخطرٍ كبيرٍ مستمر.
ضرورة مراقبة ضغط الدم
يشير يوراشيك، الأستاذ بكلية الطب بجامعة هارفارد، الى أنَّ مجموعة الضغط المرتفع بوضع الاستلقاء فقط كان لديها مستويات خطر مماثلة للمجموعة التي تعاني من ارتفاع ضغط الدم، إذ يكون هؤلاء أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب التاجيَّة بنسبة 53 بالمئة، وبفشل القلب بنسبة 51 بالمئة، والإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 62 بالمئة، وأمراض القلب التاجيَّة القاتلة بنسبة 78 بالمئة. ويقول: "لقد ارتفع خطر الوفاة لجميع الأسباب بنسبة 34 بالمئة مقارنة بذوي ضغط الدم الطبيعي بكلا الوضعين".
ومع أنَّ البحث أشار إلى الحاجة لدراسات تفصيليَّة أكثر، فعلينا معرفة كيفيَّة تفاعل أجسامنا مع الوضعيَّة التي يتمُّ فيها قياس ضغط الدم، لذا ينبغي قياس الضغط بانتظام كونه عاملاً خطراً كبيراً للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية ومشكلات صحيَّة أخرى.
يقول الدكتور "سوبهندو موهانتي"، طبيب القلب في مستشفى شاردا عن النظرية الجديدة: "حتى الآن، أفضل طريقة لتشخيص ضغط الدم هي تسجيل متنقل لضغط الدم على مدار 24 ساعة، وإذا اختلفت القراءات باختلاف وضع المريض، فيجب إجراء المزيد من التجارب".
اليوم، أصبحت قراءة ضغط الدم أثناء الجلوس باستخدام جهاز ضغط الدم الموجود وعلى مستوى الصدر هو المعيار الممارس. قال الدكتور "أ. ناجا سرينيفاس"، استشاري أمراض القلب التداخليَّة في مستشفى مانيبال: "قياس ضغط الدم ليلاً أثناء النوم باستخدام جهاز مراقبة ضغط الدم المتنقل، يعدُّ أكثر دقة في تقييم مخاطر القلب والأوعية الدمويَّة".
قراءة دقيقة عند الاستلقاء
أما الدكتور "خوشالي لالتشيتا"، الطبيب الاستشاري بمستشفيات HCG راجكوت، فيقول: "إنَّ الإنسان يشعر براحة أكبر أثناء الاستلقاء ما يجعلنا نحصل على قراءة دقيقة. لأنَّ ضغط الدم يميل إلى الانخفاض عند الاستلقاء والاسترخاء، مشيراً الى ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد وتحديد أفضل النتائج".
يوضح الدكتور سرينيفاس أنَّ قراءات ضغط الدم في العيادة أو المكتب بوضع الاستلقاء لا تقارن بالقراءات في وضع الجلوس، ويقول: "لا توجد معلومات أكيدة تدعم أنَّ ضغط الدم أثناء الاستلقاء أكثر دقة في التنبؤ بمضاعفات القلب والاوعية الدمويَّة".
عن انديان اكبريس