الأمم المتحدة: لا يمكن فصل التغير المناخي عن التطرف

العراق 2023/09/16
...

 بغداد : عمر عبد اللطيف

يتفاءل وزير الموارد المائية عوني ذياب في الموسم الشتوي المقبل، باعتباره موسما فيضانيا، وبينما أشار إلى الحاجة لبناء عشرات السدود بغية حصاد المياه، اعتبر البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في العراق التغير المناخي في البلاد أمراً ضاغطاً على المجتمعات المحلية بما يرقى ليصبح نموذجاً ملازماً للتطرف.
وزير الموارد المائية عوني ذياب، قال إن "التنبؤات تشير إلى أن العراق قد يكون مقبلاً على فيضانات لذلك فهو بحاجة إلى السدود للحصاد".
ذياب وفي تصريح صحفي أكد أن "الجفاف أعطانا إنذارا واضحا بخصوص المستقبل، إذ إن العراق سجل أقل واردات مياه خلال الصيف الحالي، ولكنه كان محظوظا بهطول الأمطار خلال الشتاء الماضي"، مبيناً أن "هناك تنبؤات بأن العراق قد يكون مقبلا على فيضانات، لذلك فهو بحاجة إلى سدود حصاد المياه التي تقام في الوديان"، وأضاف أن "العراق يملك حاليا 30 سدا ولكنه يحتاج إلى 36 سداً صغيراً إضافياً"، مشيرا إلى أن "إنشاء السدود لا يحتاج إلى مبالغ كبيرة".
إلى ذلك، قال مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، إن "على المواطن الشعور بالمسؤولية إزاء هدر المياه وأضرار قلتها، فالعراق الذي كان يتحسب للفيضانات أصبح يخشى الجفاف"، مضيفاً أن "التنافس الصناعي وعدم الاستخدام الأمثل والصحيح لمصادر المياه، هو الذي فاقم أزمة قلة المياه وغيرها من التغيرات المناخية".
وبين الأعرجي خلال مؤتمر "معالجة التغيرات المناخية للوقاية من التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب"، الذي حضرته "الصباح"، أن "الحكومة قامت ببعض الإجراءات الدبلوماسية بشأن المياه إلا أنها تحتاج إلى عمل حقيقي مع دول الجوار للحصول على الحصة الحقيقية من المياه من دول المنبع، بالإضافة إلى الاستفادة من الخبرات الدولية والتكنولوجيا في عملية الاستهلاك"، داعياً إلى "مساءلة من لم يلتزموا بالتعليمات والتوجيهات وما زالوا مستمرين بالتجاوز على الحصص المائية والأنهر".
بدوره، قال رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة التطرف علي عبد الله البديري، إن "التقارير الرسمية تؤكد أن شح المياه والروافد وقلة مياه الأمطار تسبب بخروج مساحات شاسعة وبنسب مقلقة من الخطط الزراعية، فضلا عن توقف عدد من منظومات الري والسقي".
وأضاف البديري في كلمته خلال مؤتمر معالجة التغيرات المناخية للوقاية من التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب، أن "وسائل العيش المرتبطة بالنظرة الاقتصادية والمعنوية قد تأثرت وباتت تفقد الكثير من أهميتها بالنسبة لسكان هذه المناطق، ما أدى إلى تناقص فرص النمو والرغبة في تحقيق البيئة الآمنة المستقرة التي تتخذ من الموروث المهني كمصدر للحفاظ على استمرار المتضررين بالتواجد والتفاعل المجتمعي الإيجابي في هذه المناطق".
بدوره، قال نائب رئيس البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، غمار ديب، إنه "لا يمكن فصل مشكلة التغير المناخي عن مشكلة التطرف العنيف، لكونه يزيد من التوترات والصراعات على أمن الماء والغذاء والنزوح الداخلي بسبب المشاكل البيئية ويضغط على المناطق الحضرية لهجرة سكان الأرياف لنضوب مصادر العيش فيها".
وأوضح ديب في كلمته خلال المؤتمر، أن "الطاقة البديلة تسهم وتشجع على الابتكار ونقل التكنولوجيا لضمان تحقيق تطورات في مجال الطاقة المستدامة، كما تدعم الحكومة في إنشاء بروتوكولات الإنذار المبكر والاتصال في حالات الطوارئ ضمن خطط الاستعداد لسد الموصل الممول من الحكومة الأميركية بدعم الحكومة العراقية".

تحرير: علي عبد الخالق