كلى بشريَّة داخل أرحام الخنازير

علوم وتكنلوجيا 2023/09/18
...

 غوانزو: وكالات

للمرة الأولى، زرع العلماء كلى بشرية داخل أجنة الخنازير تنمو في أرحام بديلة في تلك الحيوانات. وتركت تلك الكلى في تلك الأجنة المختلطة بين البشر والخنازير، كي تنمو طوال 28 يوماً، ما يساوي تقريباً ثلث مدة الحمل في تلك الحيوانات. [تبلغ المدة الكاملة للحمل لدى الخنازير 114 يوماً].
ووجد الباحثون أنَّ الكلى نمت بشكل طبيعي وطورت تركيبتها الطبيعية التي تشمل شبكة من الأنابيب الداخلية الصغيرة، وقد وصلت إلى المرحلة الثانية من نموها حينما استخرجت تلك الأجنة من الأرحام البديلة.
ولفت الباحثون إلى أنَّ طرقاً مماثلة قد استخدمت من قبل في تنمية أنسجة بشرية كالدم أو العضلات، إلا أن المحاولات السابقة في زراعة أعضاء بشرية داخل الخنازير لم تنجح.
وأعرب ليانغ شيويه لاي، من "معاهد غوانزو للطب الحيوي والصحة" التابع لـ"الأكاديمية الصينية للعلوم"، عن رأي مفاده أن "نهجنا يحسن دمج الخلايا البشرية في الأنسجة المتلقية لها، ويتيح لنا زراعة الأعضاء البشرية في الخنازير".
ولأوقات مديدة، بدا دمج الخلايا الجذعية البشرية داخل أجنة الخنازير أشبه بالمستحيل لأن خلايا الخنازير والخلايا البشرية ينتهي بها الأمر إلى التنافس مع بعضها بعضاً.
ولحل تلك المشكلة، استخدم الباحثون تقنية تحرير الجينات لإزالة جينين من أجنة الخنازير، ما أدى إلى تكوين ما يسمى بلغة الوراثة "وضعية" أو "فراغ"، بالتالي تمكن الجنين الذي أزيل منه الجينان، من تقبل الكلى البشرية فاستمرت في النمو داخله. وفي خطوة تالية، أدخل الباحثون تعديلات جينية على الخلايا الجذعية البشرية التي لديها القدرة على التحول إلى أي نوع من الأنسجة في الجسم، بهدف جعلها أكثر قابلية للتطور في داخل جنين الخنزير. وقد نمت تلك الأجنة المؤلفة جزئياً من الخنازير وجزئياً من الإنسان، وتعرف بتسمية "كايمرا"، في المختبر ضمن ظروف تلبي الحاجات المختلفة لخلايا الخنازير والبشر، قبل زرعها في أرحام بديلة داخل إناث الخنازير. وفي المجموع، نقل الباحثون 1820 جنيناً إلى أرحام 13 أماً بديلة. وفي خطوة تالية، عمد العلماء إلى إنهاء حمل جميع أمهات الخنازير بعد 28 يوماً لأن المبادئ التوجيهية الأخلاقية تنصح بعدم ترك كايمرا" إلى اكتمال تطوره تماماً، ثم استخرجت الأجنة بهدف تقييم مدى نجاحها في إنتاج الكلى البشرية. وفي أجنة تراوحت أعمارها ما بين 25 و28 يوماً، وجد العلماء أن الكلى وصلت إلى المرحلة الثانية من التطور، وبدا تركيبها متوافقاً مع بلوغها تلك المرحلة.
ووفقاً للباحثين، تطورت الكلى وشكلت الخلايا البشرية 60 في المئة منها، إضافة إلى أن الأجنة احتوت شبكة أنابيب صغيرة مع براعم من الخلايا، ومن شأن تلك التركيبات أن تصبح في النهاية الحالب الذي يربط الكلية بالمثانة. وأشارت التحاليل إلى أن الخلايا البشرية تموضعت في الكلى غالباً، بينما تكون بقية الجنين من خلايا خنازير.