أتام براكاش
ترجمة: ملاك أشرف
يُعتقد أن الملائكة كائناتٌ روحيّة حاضرة أو وكلاء أو رسل الله، يراهم آخرون كمرشدين وحماة للبشر في التقاليد الدينيّة المُختلفة، يُعين لهم أدوارًا مُتنوعة وحتّى مناصب في التسلسل الهرميّ.
يتمّ تمثيل الملائكة في الكتاب المُقدس كوسطاء بين الله والبشر، يظهرون بجسمٍ من الضوء ولا ينتمون إلى أيّ من الجنسين كما يتمّ تصويرهم في الفنّ على أنهم يمتلكونَ أجنحةً وهالةً تجسد سرعتهم وقداستهم.
الناس الّذين يزعمون أنهم رؤوا الملائكة، يصفونهم بأنهم كائنات بهيّة جدًّا أو مُشعة بشكلٍ استثنائيّ، بيد أن الكثير منهم لا يُؤمن بوجود الملائكة، لكن هُناك ملائكةً في العالم الحقيقيّ، فهُم أُناس يتمتعون بفضيلةٍ أو سلوك نموذجي ونظرًا لذلك أُطلق عليهم اسم الملائكة.
يُوصف الملائكة في أمكنةٍ أُخرى بأنهم مخلوقاتٌ مُباركة، يقطعون كُلّ العلاقات مع هذا العالم السفليّ ويتحررون من قيود الذّات. يؤدون عملهم بصمتٍ ويغادرون، لا ينتظرون الثناء أو المُكافأة، ولا يعرضهم أحدٌ بجسدٍ مادّي؛ لأنهم يتجاوزون الحدود الماديّة أو عوامل الجذّب، حتى البشر يمكنهم بلوغ مثل هذهِ المرحلة إذ تصبح الروح قويّةً لا تجتذبها الرغبات الجسديّة أو الألم أو الأمراض، في حين هُناك مَن يخدمون الآخرين على الرغم من كوّنهم ضعفاءً أو فقراء، عادّة ما ينظر إليهم على أنهم ملائكة أيضًا.
عندما نذكر أنفسنا بانتظام أننا روحٌ ونمضي في حياتنا بهذا الوعي، فإن الأفكار والمواقف التي شكلتها هُويتنا الماديّة تتغير تدريجيًا.
عندما نتحرر من جميع نقاط الضعف أو تنحسر بعد أن تنشأ من اعتبار المرء نفسه جسدًا مثل: الشهوة، الغضب والجشع والأنا، تتطور نظرة عامّة حميدة تجعلنا مصدرًا للحُبّ والدعم غير المشروط للآخر، نصبح بعبارةٍ أدقّ ملاكًا من لحمٍ ودمٍ ممّا يعني أنهُ لا توجد توقعات من شخصٍ ثانٍ ويشعر الجميع بالقدر نفسه من الحُبّ والنقاء من قبلنا. سنكون من الواضح في المُقابل محبوبين من قبل الكثيرين حقًّا. لن يُوقعنا هذا في فخٍ وسنبقى مُنفصلين، نستمدّ قوّتنا ونورنا من الله الّذي أصبحنا أداته بالمعنى المجازيّ، هذهِ الحالة من الوجود هي أعلى ما يمكن تحقيقه وبلوغه وهي الهدف الأكثر قيمةً، الّذي يستطيع المرء أن يطمحَ إليه.
تلكَ الفتاة الصغيرة الّتي سألتني عن الملائكة، أخبرتني قصّة عن مُمرضة ظهرت بجانب سريرها أثناء بقائها في العناية المُركزة ولكن بعد ذلكَ حينما سألت موظفي المُستشفى عن اسمها، قالوا لها إنه لا يوجد أحد يعمل هُنا بهذا الاسم، كانت مُتأكدةً من أن هذهِ المرأة يجب أن تكونَ ملاكًا!
أمّا دور الملاك الحارس لدينا فهو توفير(الرعاية اليقظة والشفاعة)، إنهم يساعدوننا في اتخاذ قرارات حكيمة ودفعنا إلى طرق كبيرة وضيقة وفق ما يُناسبنا. والأهمّ من ذلك أنهم شفيعنا الدائم يصلون نيابةً عنّا. إن معرفة أن لدينا ملاكًا وصيًا من شأنه أن يملأنا بالهدوء والثقة في مواجهة المواقف الصعبة؛ لأنّ الربّ يرشد المؤمنين ويحميهم في طريق العدالة والحقّ من خلال خدمة ملائكته القديسين، حيث إن الملائكة الحارسة هي تعبيرٌ جميل عن محبّة الله لنا من دون شكّ.
الهامش:
*يتحدّث كاتب النصّ من الناحيّة الروحيّة.
*الترجمة بتصرف.