المولات من التسوق إلى الترفيه مواطنون يشكون غياب أماكن الترفيه

منصة 2023/09/21
...

  بغداد: نوارة محمد

تعد الأماكن الترفيهيّة شبه غائبة نتيجة الفوضى الناجمة عن التصدع، الذي تواجهه البلاد منذ نحو عشر سنوات، نقص أماكن الترفيه دفع كثيرين إلى التوجه نحو المراكز التجارية (المولات) هذه المراكز سرعان ما تحولت إلى أماكنَ ترفيهيَّة شهدت إقبالا واسعاً من قبل العائلات، هل تسد هذه المراكز ثغرة الترفيه؟

وفي سياقٍ متصلٍ تقول مريم عماد موظفة في وزارة الموارد تعبّر عن أسفها، لأنّها لا تجد ما تذهب إليه للترفيه سوى المطاعم و(المولات)، مشيرة إلى أن انشاء مثل هذه المجمعات التجارية يأتي في إطار الترفيه عن النفس، الذي يعدُّ من متطلبات الحياة العصرية، لا سيما أن  البلاد في الآونة الاخيرة تشهد توسعاً ملحوظاً وكثافةً سكانيَّة عاليَّة، هل توازي البنى التحتية حجم هذه الزيادة؟ 

وتضيف: غالبا ما ارتاد المراكز التجاريَّة في العطل الاسبوعية لغرض الاستمتاع و الترويح عن النفس بعد ضغط العمل، لأنها توفر سُبل راحة لي ولأطفالي، لا سيما مع وجود صالات تزلج وقاعات ألعاب الالكترونية وصالات سينما ومطاعم، لكن التبضع من هذه الأسواق، قد يكون متراجعًا بسبب غلاء الأسعار. 

أركان محمد هو أيضا يرى أن نقص المرافق السياحيَّة داخل المدينة أمر يستدعي الاهتمام "تشهد المدن في الفترة الأخيرة توسعًا، الأمر الذي يؤدي إلى تشييد في مجمعاتٍ تجاريَّةٍ تستقطب جميع شرائح المجتمع، يعدّونها متنفسا لهم لكنه وأصدقاءه  يفضلون قضاء أوقات الفراغ في المقاهي كما يفعل كثيرون."

مشيرا إلى أن هذا التوسع أدى إلى تخفيف ضغط الزُحام  على الأمكنة الترفيهية والحدائق العامة، إلى جانب ذلك ينوه أركان "خلال فترة عملي داخل المجمعات التجارية أتضح لي أن الأسعار مناسبة، اذا ما قورنت بسياسات المراكز التجارية وكلفة استئجار المحال العالية، الذي ينعكس على البضائع والمواطن. 

زهراء نجم الدين، 18 عاماً تقول: في المولات التي غالبا ما ارتداها مع صديقاتي لا وجود لظاهرة التحرش، الأمان مريح والخصوصية التي تكاد أن تختفي في الشارع العراقي والأمكنة العامة من المرافق السياحيَّة أجدها أثناء قضاء أوقاتٍ جميلةٍ مع الاصدقاء.. 

عراقيًّا أدى التوسع الذي تشهده البلاد إلى إقامة حملات إعمار  لتوازي حجم المتغيرات وبحسب مختصين، إذ تقول الدكتورة في كلية العلوم السياحية دنيا طارق إن: إقبال المتنزهين المتزايد الذي يقابله نقص في حجم الخدمات الترفيهية يؤدي إلى التوجه للمراكز التجارية، فإن هنالك حملات إعمار تشهدها بغداد والمدن الأخرى، لإقامة أماكن ترفيهية في البلاد، ولعل ابرزها "حدائق أبي نواس ومدينة بغداد وجزيرة الأعراس ومنتجعات العبسلي، الذي شُيّد مؤخراً وكورنيش الأعظمية"، وبما أن مدينة بغداد من المدن المؤهلة، لأن تكون في مقدمة المدن الترفيهية ومدينة سياحة من طراز فريد يؤمها الزوار من مختلف أرجاء العالم، لا سيما أنها تضم المواقع الأثرية والتاريخية والثقافية والأدبية والعلمية التي بالإمكان اتخاذها نواة لإقامة الأماكن الترفيهية، وهي عدا هذا وذاك تقع على ضفة نهر دجلة".