ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال الأعنف الذي ضرب المغرب إلى نحو ثلاثة آلاف قتيلٍ وأكثر من 2500 جريحٍ، وتسببت العاصفة «دانيال» بمقتل نحو سبعة آلاف شخصٍ في مدينة درنة الليبيَّة وحدها، وأكثر من عشرين ألف مفقودٍ جرّاء الفيضانات والسيول التي أخفت أحياءً سكنيَّة كاملة من الوجود، في أكبر كارثةٍ طبيعيَّةٍ تشهدها البلاد منذ 40
عاماً.
وسيواجه البلدان الشقيقان مشكلة سايكولوجيَّة كبيرة تتمثل بحالات الذعر والفزع والهلع التي تعرضَ لها آلاف الناجين من الزلزال والإعصار لن تنتهي بتوقفهما بل ستمتد آثارها النفسيَّة أشهراً وسنواتٍ، نعم سنوات، يعانون فيها من الأعراض
الآتية:
• الاستيقاظ في الليل عدة مرات، مصحوبة بكوابيس متكررة لها علاقة بالزلازل والأعاصير.
• ذكريات وأفكار ومدركات اقتحاميَّة وقسريَّة ومتكررة تسبب الحزن، الهمّ، التوتر، القلق، الاكتئاب، العنف، والتوتر.
• الشعور كما لو أنَّ الزلزال أو الإعصار سيعاود الوقوع في أيَّة لحظة.
• تذكّر الحدث على شكل صورٍ أو خيالات.
• انزعاجٌ انفعاليٌّ شديدٌ لأي تنبيهٍ يقدح زناد ذكريات الحدث.
• صعوبة التركيز على أداء نشاطٍ كان يمارسه.
• فقدان الاهتمام بالحياة اليوميَّة، الشعور بالذنب، أفكارٌ انتحاريَّة.
وإذا علمنا أنَّ عددَ الناجين والمشردين وأسر وأقرباء ومحبي الضحايا الذين شهدوا حالات الرعب والفواجع والانهيارت الكبيرة للعمارات والبيوت في زلازل المغرب وإعصار ليبيا يعدّ
بالملايين.
وأنَّ الدراسات تشير الى أنَّ ما لا يقل عن 9 % من الذين تعرضوا للكوارث الطبيعيَّة يعانون من الأعراض في أعلاه، فإنَّ عدد الذين يصابون بها سيكون بالملايين أيضاً، بينها حالات تحتاج لعلاجٍ نفسيٍ سريعٍ يمتدُّ الى أسابيع أو أشهر، وأخرى تمتدُّ فيها المراجعات والإشراف النفسي الى سنوات.
ومع أنَّ الجهات الصحيَّة في البلدين مدركة لما سيحصل، فإنَّنا نقترحُ على وزارة الصحَّة العراقيَّة أنْ تبادر بإرسال وفدين من أطباء واستشاريين نفسيين ومن لديهم خبرة عمليَّة وعلميَّة في التعامل مع الناجين من الزلازل والأعاصير المدمرة ليشارك في التخفيف عن المحنة التي أصابت أشقاءنا في المغرب
وليبيا