لوس انجليس: وكالات
ما زالت أزمة إضراب كتاب السيناريو تلقي بظلالها على المشهد السينمائي العالمي، وعلى الرغم من تحدي إدارة مهرجان تورنتو السينمائي بنسخته 48 الإضراب مراهنة على نجاحه ، إلا أن المهرجان افتقد أفلام العروض الأولى لشركات الإنتاج والاستوديوهات مثل "ديون 2" (Dun 2) والفيلم الذي تمَّ تعديله ليصبح موسيقيا "اللون البنفسجي" (The Color Purple) والمأخوذ عن النسخة الأصلية، التي قدمها ستيفن سبيلبرغ عام 1985، وهي إشارة إلى مخاوف ما زالت قائمة من تغير مواعيد إطلاق هذه الأفلام إذا امتد إضراب الممثلين وكُتاب السيناريو في هوليوود.
وكان آلاف كتّاب السيناريو في السينما والتلفزيون في الولايات المتحدة قد أعلنوا إضراباً، قبل شهرين، بحسب نقابتهم، بعد فشل المفاوضات مع الاستوديوهات والمنصات الرئيسية بشأن مطالب تتعلق بزيادة أجورهم.
وسيُترجم هذا الإضراب من خلال الوقف الفوري لبرامج ناجحة، بينها البرامج الليلية الشهيرة “Light Night Show"، فضلا عن تأخير كبير في إنجاز المسلسلات التلفزيونية والأفلام المرتقب طرحها أساساً هذا العام، وفقا لتقرير نشره موقع "دويتشه فيله" الالماني
ويطالب الممثلون والكتاب المنخرطون في الإضراب برفع الأجور، بينما قد يبدو الأمر غير معقول، نظرا إلى أجور نجوم ونجمات هوليوود الكبيرة. فعلى سبيل المثال حصلت الممثلة مارغوت روبي بطلة فيلم "باربي” على 50 مليون دولار، فيما ترددت الأنباء عن أن روبرت داوني جونيور قد حصل على 40 مليون دولار لكل فيلم من سلسلة أفلام "الرجل الحديدي" التي قام ببطولتها.
بيد أن نقابة "ممثلي الشاشة - الاتحاد الأمريكي لفناني الإذاعة والتلفزيون" قالت إنها عندما دعت إلى الإضراب، لم يكن هاجسها أرباح وأجور النجوم الكبار، بل كانت تضع نصب عينها ظروف ومرتبات الممثلين والممثلات الصغار، في ظل ارتفاع تكلفة المعيشة في الولايات المتحدة مع تجاوز التضخم عتبة الـ 8.5 بالمائة.
وأشارت النقابة إلى وجود متغيرات مع ثورة منصات البث الرقمي، إذ كان الممثل أو الممثلة يحصلان في الماضي على أموال مقابل الأرباح التي حققها الفيلم في دور العرض السينمائي، لكن مع عرض الأفلام على منصات البث عبر الإنترنت، فإنه من الصعب معرفة الأرباح، خاصة في ظل رفض هذه المنصات مثل "نيتفليكس" الكشف عن الأرباح.
يدعو الشق الثاني من الإضراب إلى معالجة المخاوف بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج الأفلام؛ إذ يمكن بمجرد إجراء مسح للوجه والجسم للممثلين والممثلات، إنتاج أفلام جديدة بمساعدة الذكاء الاصطناعي دون الحاجة إلى توظيفهم مرة أخرى.
لكن شركات الإنتاج الكبرى ترفض هذه الاحتمالية، وتصر على أن أعمال المسح لن تجرى إلا على مشاريع بعينها بما يشمل إبرام عقود جديدة مع الممثلين والممثلات.
وبالمقابل ترفض كبرى استوديوهات الإنتاج مثل "ديزني"، و"وارنر بروس"، و"باراماونت"، ومنصات البث الرقمي مثل:" أمازون"، و"نتفليكس"، هذه المطالب وتتعبرها مُبالغا فيها وغير واقعية
ولم تجر مفاوضات بين هذه الشركات والنقابة منذ انهيار المحادثات الأولية في منتصف تموز الماضي، ما عزز التكهنات باستمرار الإضراب وتأجيل حفل توزيع جوائز إيمي التلفزيونية إلى كانون الثاني المقبل وليس أيلول، ويتضمن الإضراب عدم المشاركة في تصوير أفلام وإعلانات وحتى مقابلات ترويجية للمشاريع السينمائية والتليفزيونية الجديدة، وحتى مقاطعة العروض الأولى للأفلام المنتجة.
*مقتبس من موقع "دويتشه فيله"