الأطفال في أتون {الكلمة البغيضة}

اسرة ومجتمع 2023/10/01
...

  سعاد البياتي 

أرقام مهولة عن أعداد ونسب الطلاق في  المجتمع العراقي إذ وصلت حسب الاحصائيات الأخيرة إلى سبعة آلاف حالة طلاق خلال الأشهر الأخيرة، هذا ماحدا إلى معرفة ماتفضي هذه الحالات في حياة الأطفال ومستقبلهم.  

 اذ يشعر معظم الأطفال الذين عاشوا تحت ظل طلاق والديهم بالعديد من الأمراض سواء النفسيَّة أو الصحيَّة، فقد يقع ثقل الظاهرة التي تفاقمت في الآونة الأخيرة بشكل خطير على اطفال الأسر التي حدث الفراق فيها، كون المسألة يرافقها الشعور بالألم وعدم الاقبال على الحياة الطبيعية، فضلا عن حدوث مشكلات أخرى تمكنت من الوقوف على بعض منها بالتعاون مع وحدة البحث الاجتماعي داخل محكمة الاحوال الشخصية التي تهتم بهذه القضايا.


حجج اللقاء

ومن الحكايات التي لمستها لطفل لايتجاوز سبع سنوات أنّه بدأ يشعر بألم خفيف في معدته كلما أقبل على تناول الطعام وتزداد الحالة سوءا وقت مشاهدته لأبيه في موعد حددته له محكمة الأحوال الشخصية بعد طلاق والديه، ورغم أنّ اللقاء يجمعه بأبيه بعد كل فترة من الزمن  إلا أنّه يتثاقل عن الذهاب بحجج كثيرة أولها ادعاءه المرض، وآخرها عدم رغبته في هذه المقابلة التي تشعره بالكآبة والحزن جراء افتراق ابويه!


وهذا سيف ذو العاشرة من العمر، الذي ساءت حالته النفسيَّة وبدأ يفقد الكثير من وزنه جراء طلاق والدته وابتعاده عنها، ليرافق أبيه إلى بيت جده، كما إنه أصبح لايطيق الكلام مع احد، وهكذا استمرت معظم الحالات في التفاقم والتداعيات، وجميعها تتركز حول ماآلت اليه الحالة الاجتماعية الجديدة لهم.

يرى الاخصائيون الاجتماعيون وبعد دراسات مستفيضة عن نتائج الطلاق على الأطفال» بأنّ الانفصال دائما يلقي بظلاله على الابناء بدرجة كبيرة ويصابون بحالات نفسية وبدنية تزداد مع تقدمهم في السن . 

وكثيرا ما نعتقد بأنّ الأطفال سيقبلون بالأمر الواقع من دون التفكير في مشاعرهم أو ما يترتب على نفسياتهم، إلا أن اثر طلاق والديهما صعب وقاس جدا عليهم مهما بلغ عمر الطفل، لاسيما إذا كان هنالك كثير من الشد والجذب خلال الفترة التي تسبق الطلاق في العلاقة بين الوالدين، وخلافا للبالغين، فالطلاق يؤثر في الأطفال بكل مرحلة من مراحل حياتهم.


أشد المتضررين

الباحثة الاجتماعية سجى الطائي من محكمة الأحوال الشخصية أوضحت،عندما يتخذ الآباء قرار الطلاق، فهنالك عدة اسباب تفضي بتبعات اجتماعية ونفسية على الاسرة، لاسيما أنّها تلقي بظلالها على الأطفال بالدرجة الاساس، وبالتالي سيوثر القرار في حياتهم ومستقبلهم ايضا، وخصوصا العادات والسلوكيات في نمط يومياتهم، فيغيب عنهم الاستقرار، ويبدأون بقلة الاندماج مع أقرانهم والمجتمع، وقد يشعرون بالتمارض والكآبة  وقلة الشهية للطعام، وبعض الحالات النفسية التي تشتد مع شدة الأزمة مع الأم أو الاب، وكل مايتعرض له الصغير من انتكاسات وضرر إلا اننا نجد الخلافات والتفريق يتزايدان معا بشكل لافت. 

ونوهت الطائي إلى أنَّ العديد من الأطفال يصابون بأمراض نفسيَّة صعبة وترك الدراسة وغيرها من الانتكاسات التي في أكثر الاحيان لايمكن السيطرة عليها بمرور الوقت، وهذا اسوأ عقبات الطلاق. 

 

فاتورة 

ووفقا للدكتور مهدي محمد استاذ علم النفس في الجامعة الاسلامية  أن الأطفال الذين يمرون بتجربة طلاق والديهما أكثر عرضة للمشكلات السلوكية، وأكثر عرضة للأمراض النفسية، وصعوبة في التحصيل الأكاديمي، وكثير من الصعوبات الاجتماعية،منها الشعور بالحزن والغضب من فقدان الاتصال العائلي والاكتئاب يبدو أكثر وضوحاً في زيادة مستوى النشاط عن الأطفال الأصغر الذي يظهر عندهم زيادة في نسبة الكسل والبلادة، وقد يعانون من صعوبة التحكم في تلك النوبات والتي كانت من قبل تحت السيطرة. وقد يميل أطفال تلك المرحلة إلى الزيادة في الكذب، والغش أو السرقة، هذه التغيرات السلوكية قد تحظى بتأثيرات إضافية على كل من التنشئة الاجتماعية، إلى ذلك ينصح الخبراء الاجتماعيون الأسر بالتروي في القرار ومنح الآخر فرصة لدرء الاخطاء والتسامح والتفاهم بشكل يحقق درجة معينة من الرضا كي لايقع أطفالهم ضحية لمشكلاتهم ويدفعوا فاتورة اخطائهم.