العراقيون يحتفون بالعيد الوطني الـ 91
بغداد : محمد الأنصاري
مهند عبد الوهاب
احتفل العراقيون أمس الثلاثاء (3 تشرين الأول) بالعيد الوطني الـ91 لجمهورية العراق، الذي يتزامن مع خلاص العراق من الانتداب البريطاني وقبوله كأول دول عربية مستقلة في "عصبة الأمم"، وبينما أشار إلى أن هذه المسيرة المشرفة تستوجب تعزيز التكاتف وتحقيق تطلّعات شعبنا، أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أنه في عيده الوطني، سيبقى العراق، ركيزةً من ركائز الاستقرار والأمن والازدهار في المنطقة والعالم، وجسراً تتلاقى فيه الحضارات والثقافات، وعرضت وزارة الخارجية، أمس الثلاثاء، وثائق نادرة من أرشيف عصبة الأمم في جنيف، بمناسبة العيد الوطنيّ لجُمهُوريَّة العراق.
وقال رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، في تغريدة له على موقع "x": "بحلول مناسبة العيد الوطني نهدي أبناء شعبنا الكريم أطيب التهاني والأمنيات، مُستذكرين نضالات الشعب بجميع مكوناته لنيل حقوقه المشروعة والعيش بكرامة" .
وأضاف، أن "هذه المسيرة المشرفة تستوجب تعزيز التكاتف لترسيخ الأمن والاستقرار وحماية المكتسبات الوطنية وتحقيق تطلّعات شعبنا في البنّاء والتقدم" .
برقية أردنية
وتلقى رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، برقية تهنئة من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بمناسبة العيد الوطني العراقي.
وذكرت وكالة "بترا" الأردنية، أن العاهل الأردني، أعرب في البرقية، باسمه وباسم شعب المملكة الأردنية الهاشمية وحكومتها، عن أحر التهاني وأصدق المشاعر الأخوية بهذه المناسبة، سائلاً المولى تبارك وتعالى أن "يعيدها على الرئيس العراقي وهو ينعم بموفور الصحة والعافية، وعلى الشعب العراقي الشقيق بتحقيق المزيد من التقدم والازدهار" .
يوم الوطن
من جانبه، هنأ رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، الشعب العراقي بمناسبة العيد الوطني لجمهورية العراق، وقال في بيان: إنه "بمناسبة العيد الوطني لجمهورية العراق، أتقدم لأبناء وطننا الغالي، بجميع مكوّناتهم، وفي كلّ مكان، وللقوى الوطنية والهيئات الدستورية جميعاً، بأصدق عبارات التهنئة والمبارَكة، مرفقةً بالدعاء إلى الباري جلّ وعلا أن يحفظ بلادنا عزيزةً منيعة، شامخة في كلّ الأزمان" .
وأشار، إلى أن "العراق كان دائماً أرضاً مشعّة بمعاني الحضارة على العالم أجمع، مثلما كان البقعة التي يُصنع فيها التاريخ، وتسجِّل البشرية فيها خطواتها نحو التقدّم، لذا فإنّ ظهور الدولة العراقية الحديثة، وانضمامها إلى عصبة الأمم، جاء استمراراً لهذا العنفوان الحضاري والثقافي الفاعل والمؤثر" .
وأضاف: "في عيده الوطني، سيبقى العراق، ركيزةً من ركائز الاستقرار والأمن والازدهار في المنطقة والعالم، وجسراً تتلاقى فيه الحضارات والثقافات، ويبقى العراقيون صنّاعاً مَهرةٌ للسلام والطمأنينة، ومحاربين أشدّاء للظلام والتخلف، ومن هذا المعنى، سنواصل العمل على أن يكون العراق هو الغاية والهدف، يتقدم على كلّ اعتبار، ويسمو فوق كلّ ضرورة" .
وأصدر رئيس الوزراء، توجيهين إلى مديرية المرور بمناسبة اليوم الوطني العراقي.
وقالت المديرية في بيان: إن "رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني أمر بإعفاء المخالفين من سائقي المركبات أثناء هذا اليوم مع فتح المنطقة الخضراء أمام المواطنين إلى الفجر"، مبينة أن "ذلك جاء ابتهاجاً باليوم الوطني العراقي"، ودعت المديرية "سائقي المركبات إلى أن لا يتعمدوا المخالفة حفاظاً على سلامتهم وسلامة المواطنين المحتفلين بالعيد" .
تهانٍ برلمانية
وهنأ رئيس البرلمان العربي، عادل بن عبدالرحمن العسومي، جمهورية العراق رئيساً وحكومة وبرلماناً وشعباً بمناسبة ذكرى العيد الوطني.
وأعرب العسومي في نص تهنئته، عن أمله في أن يحقق العراق مزيداً من الأمن والاستقرار والتنمية بما يحقق تطلعات الشعب العراقي الكريم في التقدم والتنمية والازدهار.
النائب الأول لرئيس مجلس النواب محسن المندلاوي، دعا إلى دعم التجربة الديمقراطية الحديثة لتكون قدوة للشعوب الأخرى.
وقال المندلاوي في بيان: "نتقدم بأصدق التهاني والتبريكات لشعبنا العراقي الكريم، بذكرى ولادة أشرف المخلوقات وأكرم الناس خُلقاً نبي الرحمة محمد (صلى الله عليه وآله)، وحفيده الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، والتي تتزامن هذا العام مع الذكرى التأريخية الـ 91 ليوم الاستقلال الوطني العراقي وتحرره من الانتداب البريطاني ودخول البلد رسمياً لعصبة الأمم المتحدة كدولة ذات سيادة مستقلة" .
وأضاف، أن "عيدنا الوطني كان وسيبقى مصدر إلهام لشعبنا وجميع شعوب العالم الرافضة للاستعمار والتبعية والتي قدمت التضحيات لإجل العيش تحت راية الحرية"، داعياً إلى "دعم التجربة الديمقراطية الحديثة لنكون قدوة للشعوب الأخرى" .
كما هنأ وزير الزراعة عباس جبر المالكي الشعب العراقي بالمناسبة، متمنياَ المزيد من التطور والرفاهية لعموم أبناء الشعب العراقي.
وقال المالكي: "تحل علينا اليوم مناسبة غالية على قلوب جميع العراقيين وهي اليوم الوطني لجمهورية العراق ما يدفعنا إلى التطلّع نحو مستقبل مشرق تتحقق فيه الأمنيات بعراق مزدهر آمن مستقر يعيش فيه جميع ابنائه بسلام ومحبة وأخاء ٠
وبهذه المناسبة فإن جهودنا اليوم منصبّة وانطلاقاً من مسؤولياتنا بتطوير القطاع الزراعي والنهوض به وتوفير كافةً أسباب الدعم لجميع المزارعين والفلاحين في جميع محافظات العراق.
أرشيف الخارجية
وعرضت وزارة الخارجية، أمس الثلاثاء، وثائق نادرة من أرشيف عصبة الأمم في جنيف، بمناسبة العيد الوطنيّ لجُمهُوريَّة العراق.
وذكرت الوزارة في بيان: "إذ وافقت الجمعيّة العامّة لعصبة الأمم يوم 3 تشرين الأول 1932، على قبول العراق عضواً في عصبة الأمم بناءً على طلب الانضمام المُقدم من المملكة العراقيَّة آنذاك بتوقيع رئيس الوزراء الأسبق نوري باشا السعيد، بتاريخ 12 تموز 1932، ليصبح العراق أول دولة عربيَّة تنضم إلى هذه المُنظمة الدوليَّة آنذاك" . وأوضحت الوزارة، أن "وثائق الجمعيّة العامّة لعصبة الأمم تشير إلى أنَّ قبول انضمام العراق إليها جاء بعد أن اكتسب العراق مُقومات الدولة والتي تتمثل بالاعتراف الدوليّ، ووجود حكومة مُستقلة قادرة على أنَّ تسيّر أمور الدولة وإدارتها بصورة مُنتظمة وحفظ وحدتها واستقلالها وحفظ الأمن في كل أنحائها، وللدولة مصادر ماليّة كافيّة لسد نفقاتها الحكوميّة ولديها قوانيّن وتنظيم قضائيّ وحدود ثابتة وتعهّد العراق باحترام التزاماته الدوليَّة" .
وتابعت، أن "العراق كان أول دولة انضمت إلى عصبة الأمم بمُوجب المادة (22) من عهد عصبة الأمم الخاصة بالولاية والانتداب، بعد أن أصبح مؤهلاً للخروج من حالة الانتداب البريطانيّ التي وضع فيها بعد انهيار الدولة العثمانيّة" .
لقاءات وتغريدات
في سياق متصل، استقبل رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، في مكتبه، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية إلينا رومانسكي التي قدمت في بداية اللقاء التهنئة بمناسبة حلول العيد الوطني لجمهورية العراق، متمنية للشعب العراقي المزيد من التقدم والازدهار .
وأكد المالكي، بحسب بيان لمكتبه الإعلامي، أن "العراق يطمح إلى علاقات متوازنة مع جميع دول العالم يكون أساسها التعاون واحترام المصالح المشتركة" .
بدورها، جددت السفيرة الأميركية دعم "بلادها لاستقرار العراق"، مؤكدة "الاستمرار في تقديم المساعدات الضرورية للعراقيين ضمن اتفاق الإطار الستراتيجي بين البلدين" .
وكانت رومانسكي، هنأت العراق بذكرى عيده الوطني 3 تشرين الأول، وقالت في تغريدة على منصة "X": "أتمنى لجميع العراقيين عيداً وطنياً سعيداً، وسنة قادمة مليئة بالسلام والازدهار" .
وأضافت، "إنني أتطلع إلى مواصلة عملنا معاً بشأن أولوياتنا المشتركة وتعزيز الروابط بين شعبينا، الشراكة الأميركية العراقية الشاملة" .
رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، السيد عمار الحكيم، قال في بيان بالمناسبة: "نحتفل في هذا اليوم بالعيد الوطني لعراقنا الأبيّ، ونفتخر بجذورنا العميقة وتاريخنا الغني بالتحديات والانتصارات، إنه يوم يذكرنا بتضحيات الأجداد وصمود الأجيال التي عاشت وعانت وضحت من أجل استقلال هذا الوطن" .
وأضاف، "بهذه المناسبة العزيزة نجدد التزامنا بالوحدة والتضامن والسعي المشترك نحو مستقبل مشرق لبلادنا وشعبنا، ونهيب بالجميع للعمل الحثيث من أجل بناء عراق قوي يعمه الأمن والسلام والاستقرار يتمتع جميع مواطنيه بفرص متساوية وحياة حرة كريمة، ونتمنى لعراقنا وشعبنا السعادة والازدهار، كل عام والعراق وشعبه بألف بخير" .
بيانات سياسية
كما هنأ رئيس تحالف العزم مثنى السامرائي، بمناسبة العيد الوطني، وأكد أنها مناسبة لتعزيز العمل المشترك بين القوى الوطنية لتحقيق تطلعات العراقيين لحياة أفضل.
وذكر السامرائي في تدوينة على منصة "أكس"، "أخلص التهاني والتبريكات بمناسبة العيد الوطني، متمنين لعراقنا العظيم مزيداً من التطور والازدهار، ولشعبنا الكريم بالأمن والسلام والاستقرار، وهي مناسبة لتعزيز العمل المشترك بين القوى الوطنية لتحقيق تطلعات العراقيين لحياة أفضل" .
وهنأ أمين عام تجمع أجيال، النائب محمد سعدون الصيهود، أبناء شعبنا العراقي الغيور بيوم الاستقلال الوطني، مشيداً ببطولات أبنائه الغيارى في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية .
وذكر الصيهود في بيان، أن "يوم الاستقلال ما هو إلا تجسيدٌ للوحدة الوطنية بموقفٍ تاريخي أظهر فيه العراقيون تلاحمهم الأصيل بعيداً عن الانتماء القومي أو الديني"، مبيناً أن "لسان حال العراقيين يقول نحن مستعدون لمواجهة التغيرات ومختلف التحديات مستلهمين قوتنا تلك من تاريخنا الطويل وقيمنا الراسخة وصولاً لتحقيق النجاح والإنجازات المشرفة" .
عضو لجنة النزاهة النيابية، النائب يوسف الكلابي، قال في تغريدة على منصة "X": "في هذا اليوم التأريخي نستذكر مواقف المرجعية الرشيدة والعشائر العريقة التي كان لها الدور الأساس في يوم الاستقلال" .
وأضاف الكلابي، "لذلك أدعو صادقاً لإعادة العمل بـ(مجلس الأعيان) وإعطاء رموزنا العشائرية الدور الذي يستحقون في حفظ التوازن والذي غُيب طوال سنين.. سأعمل مع زملائي لإعادة إحياء هذا المجلس" .
جهود إعلامية
وكانت هيئة الإعلام والاتصالات، دعت في وقت سابق، المؤسسات الإعلامية والصحفية إلى تكثيف الجهود لإظهار أهمية ذكرى العيد الوطني العراقي.
وذكرت الهيئة في بيان، أنه "بمناسبة ذكرى العيد الوطنيّ لجمهوريَّة العراق الذي يصادف يوم الثالث من تشرين الأول من كل عام تدعو هيئة الإعلام والاتصالات المؤسسات الإعلامية كافة إلى تكثيف الجهود الإعلامية والصحفية وتناول أنماط برامجية مختلفة تظهر أهمية هذه الذكرى وهذا الحدث الكبير في تأريخ الدولة العراقية على المستوى الدولي وهو اليوم الذي وافقت فيه الجمعيّة العامّة لعصبة الأمم على قبول العراق عضواً فيها ليكون عيداً وطنياً عراقياً" .
وأضافت: "نأمل أن تستثمر ذكراه من قبل وسائل الإعلام لصالح الوطن والشعب عبر تبنِّي مفاهيم ترسِّخ قيم المواطنة لدى الجمهور وتؤسس قبولاً للتعايش السلمي تحت مظلة الدولة، وإشاعة ثقافة التسامح ونبذ العنف والتطرف" .
ودعت الهيئة بحسب البيان، المؤسسات الإعلامية إلى "بث الأناشيد الوطنية التي تعزز وحدة الشعب العراقي وتلاحمه" .
وحدد مجلس الوزراء يوم 3 تشرين الأول عطلة رسمية في البلاد احتفاءً بيوم إعلان استقلال العراق عن الانتداب البريطاني وانضمامه إلى عصبة الأمم المتحدة، في 3 تشرين
الأول 1932.
كرنفال كبير
وقال المحلل السياسي الدكتور طالب محمد كريم، في حديث لـ"الصباح": إن "اليوم الوطني هو الكرنفال الكبير الذي تحتفل فيه شعوب العالم، والذي يعزز مشاعر الوطنية وحب الوطن والتعايش السلمي وتكريس مفهوم المواطنة".
وأضاف، أنه "يفترض بنا كمواطنين أن نستثمر هذه المناسبة العظيمة في مراجعة ذواتنا ومعرفة مشاعرنا التي تتمثل في مجمل سلوكياتنا اليومية، وتفاعلها مع مفهوم الدولة الديمقراطية التي تأسست بفضل دماء الشهداء والتضحيات الجسام التي قدمها الشعب العراقي العظيم" . وأكد كريم، أنها "فرصة كبيرة لإنتاج ثقافة تتلاءم مع المفاهيم العصرية للدولة الديمقراطية التي مهمتها احترام حقوق الإنسان وتقديم الخدمات التي تحافظ على كرامة المواطن وحياته اليومية."
من جانبه، بيّن الإعلامي الدكتور جواد العقابي، في حديث لـ"الصباح"، أن "اليوم الوطني يمثّل مشاعر الحب والانتماء لمفاهيم الوطنية والتعايش السلمي، بين أبناء الوطن من الشمال إلى الجنوب، وهو دعوة للمحبة وفرصة يجب أن تستثمر من قبل جميع أبناء الشعب للتكاتف وبناء الوطن" .
وتابع: أن "على الجميع أن يعمل على حقيقة أن الوطن تبقى تسود شعبه روح التلاحم والتكاتف بين جميع مكونات الشعب العراقي الذي سطّر أروع البطولات في الدفاع عن أرضه وعن جميع أبنائه، لذلك يعد اليوم الوطني دعوة للجميع للتآزر والمحبة والتكاتف" .
خلفية تاريخية
ويحتفل الشعب العراقي باليوم الوطني في 3 تشرين الأول، بإعلان استقلال العراق عن الانتداب البريطاني وانضمامه إلى عصبة الأمم المتحدة في عام 1932.
ويعتبر الاحتفال باليوم الوطني فرصة للشعب العراقي للتعبير عن حبه وفخره بوطنه، وتعزيز الروح الوطنية والوحدة الوطنية بين جميع أفراد المجتمع.
وبعد أن احتلت بريطانيا العراق خلال الحرب العالمية الأولى، أصبحت تدير شؤونه بموجب اتفاقية "سايكس - بيكو" مع فرنسا عام 1916، وفي 1920 نشبت ثورة شعبية ضد الانتداب البريطاني، وأجبرت بريطانيا على تغيير سياستها والموافقة على تشكيل حكومة مؤقتة للعراق، وفي عام 1921 تم تنصيب فيصل بن الحسين ملكاً للعراق، وفي عام 1930 تم توقيع معاھدة بين العراق وبريطانيا تضمنت انسحاب القوات البريطانية من الأراضي العراقية خلال عامين، وإقامة علاقات دبلوماسية وسياسية مستقلة بين البلدين، وفي 3 تشرين الأول عام 1932 أصبح العراق دولة مستقلة رسمياً وانضم إلى عصبة الأمم المتحدة كأول دولة عربية.