يوسف أبو الفوز
في العاصمة، هلسنكي، ضمن برنامج منظمة الكتاب والفنانين الفنلنديين (كيلا)، تم تنظيم نزهة ثقافيَّة لزيارة معرض عضوة المنظمة، الفنانة التشكيليَّة ومخرجة أفلام، ماريا فيتاهوهتا ، انضم للزيارة أيضا الشاعرة بيريو كوتاماكي، والكاتب تانيلي فيتاهوهتا ( زوج الفنانة ).
تم عرض العمل في كاليري ، غرب العاصمة، والمختص بالفنون الحديثة والعمل فيديو قصير من سبع دقائق عنوانه (Bálvvosbáiki) وهي كلمة سامية تعني (مكان عبادة)، تم إنجازه بالتعاون بين الفنانة والموسيقيين الفنلنديين، آنامارت المختصة بغناء “اليويك” وهو شكل تقليديّ من الغناء في الثقافة السامية، وهي أصوات تحاكي أصوات الطبيعة لاستحضار روح شخص او حيوان، والفنان إيلكا هاينونين عازف آلة اليوهيكو، القيثارة الفنلندية المنحنية التراثيّة، والفنان Turkka Inkilä عازف موسيقى اليكترونية. في الفيديو تتشابك الألوان والموسيقى والأصوات، خلال عرض حركة عدة كائنات، طيور، ايائل، حشرات وأيضا الإنسان، لتقدم مشهدا ساحرا يقدم شيئا من وجهة نظر الشعب السامي بكون الإنسان جزءا من الطبيعة وليس مالكها فالأرض والنباتات والحيوانات والناس تشكل معًا كلًا متكاملاً، ومكونات مترابطة. وفقا للفنانة ماريا فيتاهوهتا، يأتي عنوان العمل من كون ، في حياة الشعب السامي وثقافته، في فترة ما قبل المسيحية، لعبت دور العبادة دورًا مهمًا في العبادة والدين المتمحورين حول الطبيعة، فيحاول العمل من خلال حركة الكاميرا وتجولها في عدة مواقع، وادي أو هضاب، متابعا خطوات وحركة الانسان (الفنانة المغنية Ánnámáret )، المتماهية مع ألوان النباتات ، والمشاهد العريضة للطبيعة الساحرة في شمال فنلندا وحركة الحيوانات، بأن المعبد ممكن أن يكون في عقل الانسان. في العمل ثمة حوار وتداخل ثر بين أصوات اليويك والموسيقى الحديثة وصوت آلة اليوهيكو التراثية وكأن الفنانة ماريا فيتاهوهتا التي قامت بمونتاج العمل بنفسها تريد من المشاهد ان يذوب ويتداخل مع الطبيعة، حيث الدهشة والترقب الدائم في عيون ونظرات الانسان.
من الجدير بالذكر ان ماريا فيتاهوتا هي فنانة تشكيلية ومخرجة أفلام قصيرة مقيمة في هلسنكي، تنحدر أصولها من منطقة إيناري، في لا بلاند شمال فنلندا، موطن الشعب السامي. اغلب أعمالها أفلام قصيرة وعروض فيديو وصور فوتوغرافية مركبة وكولاج. تحمل شهادة الماجستير في الفنون الجميلة من أكاديمية Uniarts في هلسنكي للفنون الجميلة، لها مشاركات واسعة داخل فنلندا وخارجها ونالت العديد من الجوائز الدولية لأعمالها الفنية السينمائية، وتم اقتناء بعضها من متاحف ومعارض فنية عالمية، مثل متحف الفن الحديث (نيويورك) ومتحف كياسما المعاصر للفنون (هلسنكي)، ويمكن العثور على بعض أعمالها القصيرة معروضة على موقع Yle Areena الفنلندي، وهي أيضا أستاذة فنون في جامعة آلتو الفنلندية في هلسنكي.
والفنانة Ánnámáret، (اسمها الصريح Anna Näkkäläjärvi-Länsman) هي فنانة من الشعب السامي، صدر لها ألبوم لغناء اليويك عام 2021 وتم التصويت له كأفضل ألبوم موسيقى شعبية لهذا العام وتم ترشيحه في فئة Etno Emma في حفل Emma Gala. تعمل حاليا كعازفة منفردة وموسيقية ومعلمة في العديد من نشاطات إنتاج الموسيقى السامية. والفنان إيلكا هاينونين موسيقي وملحن متخصص في الموسيقى الشعبية، حيث يعزف على آلة اليوهيكو بالإضافة إلى عمله مع الفرق المختصة بثقافات الموسيقى الشعبية الأوروبية، ويشترك كعازف منفرد في فرق الأوركسترا في الحفلات والمشاريع الموسيقية المعاصرة. اما توركا إنكيلا فهو موسيقي وملحن متعدد الأنواع. سعى مع فرقته الخاصة Tölöläb إلى إنشاء موسيقى كهروصوتية تكسر التقاليد المفترضة للمشاهد الموسيقيّة، وتمزج أنواع مختلفة من الموسيقى منها الاوربية واليابانية، ويعمل كملحن وموزع وعازف ألة
الفلوت.