كاظم الطائي
باتت بعض البطولات التي نتفاخر بالظفر بها طوال العام لا تُسمن ولا تُغني عن جوع وهي أشبه بصور معتادة للذكرى نتصفحها في لحظات الاستراحة وبعد الاعتزال أو أي ظرف طارئ ينقل أصحابها إلى ممرات أخرى يلتقطون فيها أنفاسهم ويقارنون بين زمنين.
ما نفع أن تحظى بأوسمة عالمية في ألعاب معينة وحينما تختبر النوايا في الأسياد والدورات العربية الرياضية والأولمبياد لا تجد أثراً لتلك الفعاليات وكأن الذي حققته في مشاركة قارية أو عربية وعالمية أضغاث أحلام أو طفرة لا يمكن تكرارها.
الاتحادات الرياضية المشاركة في أسياد هانشتغو الصينية بدأت بإطلاق اعتذاراتها قبل أن يسدل الستار على آخر الفعاليات اليوم الأحد وأغلبها عادت لبغداد بلا نتائج إيجابية ولا حضور يشفع لها تواجدها في بطولات سابقة لا طائل منها.
رفع الأثقال العراقي شارك برباعين اثنين ظفر الأول قاسم حسن بالمركز الخامس وكان قبل أسابيع حطّم رقماً عالمياً ونال الذهب العالمي في السعودية.
وخرج سلوان جاسم من المولد بلا حمص إثر رفعات فاشلة من بين 9 رباعين فقط تنافسوا في الأسياد بوزنه وكان مرشحاً لوسام.
اعتذر اتحاد الجوجيتسو وكنا نأمل أن يرتقي أحد ممثليه منصات التتويج، ولكنْ وسامان نحاسيان هذا كل ما جناه رياضيونا في الأسياد وعدد المشاركين 32 مثلوا 12 اتحاداً غابت عنها المنتخبات الفرقية بألعاب كرة القدم والكرة الطائرة وكرة اليد وفعاليات كثيرة وهذا الحصاد يعد ضئيلاً وضع رياضتنا في آخر الركب الآسيوي من بين 45 بلداً مشاركاً في الدورة الآسيوية الحالية التي تختتم اليوم.
جرح المشاركة العربية في دورة الجزائر ما زال طرياً لتضيف النسخة 19 من الأسياد ألماً مضافاً سيوخز أجساد فعالياتنا لسنوات مقبلة كلما نستعيد حصاد رياضيينا في الصين.
اتحاداتنا مطالبة من الآن برسم مناهج أكثر فاعلية تعالج ما حصل في العديد من النسخ القارية وتضع ثقلها على مشاركات كهذه وليس مشاركات عربية وغرب القارة وغيرها لا تنفع إعدادنا للغد ولا تختبر طموحاتنا في الدورات الأولمبية والآسيوية.
مواهب الألعاب لابد أن تخضع لبرامج متقدمة وليست روتينية أكل عليها الدهر وشرب ولم تقدم رياضتنا بشكل واقعي مع الإصرار على تطبيق والسير على مناهج رتيبة بنفس الأشخاص والفنيين والأدوات غير الفاعلة.
مشكلة رياضتنا أنها لا تعمل للمستقبل وتكتفي بمشاركات آنية وتستهلك ميزانياتها في بطولات غير مهمة وحينما يأتي دور البطولات الكبرى تختفي عن الأنظار أو تختزل رياضييها إلى أقل عدد وكانت أسياد هانشتغو الحالية مثالاً حياً عن التقاعس في مثل تلك الدورات المهمة ولم يكن الوفد العراقي كبيراً كما هو حال الكثير من الوفود المشاركة، ولم يكن حصاد الأوسمة مقنعاً وقل عن سابقاته إذ غاب الذهب والفضة وتساوينا مع الوفد الفلسطيني بعدد الميداليات وهي نحاسيتان فقط وضعتنا في ذيل الترتيب. هل من حلول واقعية تعيد لرياضتنا زهوها في منصات التتويج وتنقل بعض ألعابها إلى مقدمة الصفوف كما كانت في عقود منصرمة أم أنَّ الحال سيبقى على ما هو عليه ولن نجد وساماً في مقبل السنوات.