بغداد: سرور العلي
منذ نعومة أظفاره كان لدى طالب جبار شغفٌ كبيرٌ بممارسة الرسم، ونمت موهبته معه، حتى بدأ يسهم في المعارض الفنية المشتركة، التي أقيمت في العراق وخارجه، وعمل في الصحف والمجلات العراقية بصفة رسام، ومصمم ورسام كاريكاتير، وهو مؤسس دار ومجلة صديقي للأطفال. وأوضح أن بداياته كانت مع المرحلة الطبيعية، التي هي الواقعية كما يخصها النقاد، ومن هنا اكتشف أسماء كبيرة في الفن التشكيلي، كان لها دورٌ مهمٌ في صقل موهبته، ومن هؤلاء الفنان فائق حسن، وجواد سليم، وحافظ الدروبي، وخالد الجادر، ومن الفنانين الأجانب بيكاسو، وسلفادور دالي، وفان كوخ، وكاكان، ورامبريت، ومن أهم أعماله التي ما زالت راكزة في الذاكرة جدارية بعنوان "العمال".
وتابع حديثه "هناك مدارس كثيرة، ولكل مدرسة أسلوبها في التعبير والشكل واللون، وحين يستقر الفنان على نوعية مدرسة معينة، يستطيع أن يؤسس شخصيته الفنية، وطرح موضوعات مهما كانت، إضافة إلى دور التكنيك والخطوط مهمة في بناء اللوحة، وأيضاً أن يكون الفنان التشكيلي يمتلك ثقافة عامة".
حدد طالب تجربته الفنية وهي المدرسة البغداديَّة، فبدأ بالبحث والتقصي عن التراث البغدادي، من ناحية الشكل والمكان، ونجح في تلك التجربة المهمة، وهذا ما يؤكده النقاد وزملاؤه التشكيليين. وبيّن "الرسم هو تعبير عن الأفكار والمشاعر، يتم من خلالها خلق صورة جمالية ثنائية الأبعاد، بلغة بصريَّة وبأشكال وطرق مختلفة، وخطوط وألوان، تدمج كل هذه العناصر بطريقة معبرة، لإظهار علاقات مرئية ومجردة". أقام طالب معرضين، كونه قليل الإنتاج، وما يهمه النوعية من خلال الشكل، والمضمون، ووحدة الموضوع، فكان المعرض الأول عام 1986 بلوحات كاريكاتير، حمل عنوان "العالم سنة 2000"، والمعرض الثاني حمل عنوان "تأملات بالحجر".
وأشار إلى أنه يستعد إلى إقامة معرضه الشخصي الثالث، والذي يحمل تجربته الجديدة، إذ سيخرج من المدرسة البغداديَّة إلى الشخصيَّة الجنوبيَّة في المدينة، وهناك من أشاد بهذه التجربة، من خلال بعض أعماله، وسيصدر كراسًا يضمُّ بعضها مع دراسة للناقد رحيم يوسف، وهو يواصل تقديم تجربته الفنية المتواضعة، التي لاقت استحسان بعض النقاد والمهتمين بالتشكيل العراقي. وختم طالب حديثه بالقول: "الفن رسالة إنسانية كبيرة، لها دور مهم في تحسين الذائقة الجمالية للإنسان، فهذا هو الفن التشكيلي يقدم كل ما هو مفيد ونافع".