بغداد: أسرة ومجتمع
يعاني الطفل الذي يعيش في جو أسري غير مستقر مملوء بالخلافات والشجارات الزوجية، من مشكلات سلوكية واجتماعية تؤثر فيه مستقبلا، وفي علاقاته مع الآخرين في محيطه، ومن هذه المشكلات توضحها الاخصائية النفسية زينب سعد بالقول:
يشعر الطفل الموجود داخل هكذا أسر بالعصبية والغضب ومشكلات نفسية كثيرة، نتيجة لنظام الأسرة المفكك وغير المريح للطفل، مما يدفعه لضرب الأطفال الآخرين وتدمير مقتنياتهم، وسيعاني من الضغط النفسي، وهو على عكس لو كان الأب يعامل زوجته بمحبة وتفاهم أمام ابنائه، فإن ذلك سيؤثر على سلوكهم، كذلك ستولد لديه مشاعر القلق والكآبة والحزن، وفقدانه لثقته بنفسه وتكوين لديه صورة خاطئة عن تكوين الأسرة مستقبلا، لذا على الوالدين إبعاد الطفل عن مشكلاتهم وحلّها بعيدا عنهم.
آثارٌ سلبيَّة
سينعزل الطفل وينتابه الخجل من مجتمعه، ويشعر بالألم لما تعانيه أسرته من خلافات وعدم تفاهم، ويفضل الصمت وعدم المشاركة، وهنا على الأم أن تحتوي طفلها، كما أن هذه الخلافات ستدفع الطفل إلى تراجع مستواه التعليمي، وهروبه من المدرسة المتكرر، وانخفاض مستوى ذكائه وتركيزه، إضافة إلى أنه سيعاني من التبول اللا إرادي غير المنتظم، وهو تبوله على نفسه ليلا، بسبب كثرة المشكلات وضرب الأب للأم أمام الطفل، وضعف الشهية للطعام وصعوبة في الهضم.
أسباب
وبشأن أسباب المشكلات الأسريَّة، فلفتت سعد إلى أن من أسبابه العنف الأسري بين الزوجين وضرب الزوج لزوجته، وإثارة الصراعات وانعدام الاحترام وتبادل الألفاظ المسيئة والشتائم، وتأثير الأقارب والأهل على شؤون الزوجين، وصعوبة تأمين متطلبات الحياة من ثياب وسكن، وتدهور الظروف الاقتصادية، وصعوبة التواصل بين الزوجين مما يدمر العلاقة الزوجية، ويكون هذا السبب نتيجة للفروقات الثقافية والفكرية بينهما، وقلة الثقة بالطرف الآخر والغيرة.
حلول
أما عن علاج تلك المشكلات فأشارت سعد إلى ضرورة أن يتواصل الوالدان بشكل إيجابي، ونشر المحبة والمودة بين أفراد الأسرة، وحل المشكلات التي تعترضهم بالحوار والنقاش، بعيدا عن إثارة الفوضى والشجار، وخلق جو ملائم لنمو الطفل وتطوره، ومنحه الثقة بالنفس، ومواجهة ضغوطات الحياة، وقضاء أكبر وقت ممكن مع أفراد الأسرة، وتوطيد أواصر التفاهم بينهم، كما أن ذلك سيجعل من حل الخلافات يتم بصورة فعالة ومرنة، وتزيد من التقارب والتماسك، وتجنب إلقاء اللوم على أحد الطرفين وتحمل المسؤولية وعدم التهرب، ودعم الزوجين لبعضهما البعض، والاستماع لما يراود أحدهما من مشاعر، ومن الضروري أن يتذكّرا إيجابياتهما .
تؤكد التربوية نوال محمد من أن التنشئة تلعب دوراً مهماً في تكوين شخصية الطفل، ومنحه الاستقرار والعاطفة والأمان، وفي حال فشل الوالدين بذلك سينتج عن ذلك طفل مضطرب وغير سوي، وينحرف سلوكه، وتتراكم الخلافات الزوجية مع مرور الوقت، وتؤثر في الأطفال، ومن هذه المشكلات ما تكون نفسية، بانفعال أحد أفراد الأسرة وتغيير حالته المزاجية من حين لآخر، ومشكلات اجتماعية واقتصادية بتدهور الوضع المالي، وثقافية باختلاف العادات والتقاليد والقيم، وصحية بمرض أحد الوالدين.
ونصحت أن يخفي الوالدان الخلافات الزوجية أمام أطفالهم، وحل مشكلاتهم بهدوء وتجنب الغضب والعنف، واحترام الزوج لزوجته وعدم استخدام الاساءة والضرب، وتأمين جو أسري ممتلئ بالدفء والعاطفة المستقرة، وإظهار المودة والحب للطفل، وتوفير وقت لتبادل الاحاديث، والمشاركة بالإنشطة والفعاليات الأسريَّة، كما من المهم جدا أن يتحكم الزوجان بردود أفعالهما وسلوكهما، واخذ قسط من الراحة لتحقق من مشاعرهم وعدم التصادم والصراخ، ومن الضروري أن يلجأ الزوجان لطلب الاستشارة، واخذ النصيحة من الآخرين واخصائي الأسرة، والبحث عن اسباب المشكلة ومحاولة حلها.