شروق ماهر
بعد أن دمرت عصابات داعش الإجراميَّة أهم الشوارع الثقافيَّة، وشارع الكتاب الثقافي، وتعمدت حرق الكتب الحضاريَّة والثقافيَّة والعلميَّة للقضاء على الثقافة العراقيَّة وشريحة المثقفين، استطاعت الحكومة المحليَّة في محافظة نينوى ومركز مدينة الموصل من إعادة الحياة إلى شارع النجفي، والذي كان يعد واحداً من أبرز الأماكن الثقافيَّة والتجاريَّة في المدينة، إذ يعود تاريخ هذا السوق إلى مئات السنين، ويعد جزءا من تراث مدينة الموصل القديمة.
إعادة إلى الحياة
ويقول صاحب مكتبة المعرفة، أحد أقدم المكاتب المتواجدة في مدينة الموصل منذ سنوات طويلة حسن العلّاف في حديث لـ (الصباح): إنَّ "عودة شارع النجفي الشارع الثقافي وشارع الكتاب الذي يعدّ من أقدم الشوارع الثقافيّة في المدينة القديمة بعد مطالبات عديدة من قبل أصحاب المكاتب الثقافية، والذي دمر بالكامل، إذ كانت هناك العديد من المطالبات الملحة من قبل مئات من سكان الموصل القديمة لما له من دور في إعادة الحياة، وتفعيل النشاط التجاري فيه، اذا تمكنت عشرات الفرق الهندسيَّة بمساعدة المنظمات وفرق المساعدة الشبابيَّة وهم مجموعة من شباب موصليين جميعهم ساعدوا بتقديم العمل مع شركات الإعمار للاسراع بإعادة هذا الشارع الثقافي الحيوي والتجاري لمدينة الموصل، تزامنًا مع عودة النازحين، لذلك تم تنوع المبادرات مع افتتاح هذا الشارع وعودته للحياة والتي اتخذت لإعادة إحياء السوق وتشجيع الأعمال التجاريَّة فيه".
بداية الفعاليات
وشهد الشارع النجفي مع عودته للحياة عدة مبادرات شبابيَّة تقام فيه بين أسبوع وآخر، حيث أقيم موخرًا إقامة معارض وبازارات في السوق، بهدف جذب الزوار والتجار، وقد تم تنظيم معارض للمنتجات المحليَّة والحرف اليدويَّة ايضًا، والسلع التقليديَّة، مما أسهم في إعادة الحياة للسوق وتنويع العروض التجارية المتاحة.
شارع الكتب
يؤكد زكريا البدراني ناشط وصحفي موصلي لـ (الصباح) أن "عودة شارع النجفي لمدينة الموصل وهي من المدن الثقافيّة يعني إعادة الروح للمثقفين والقرّاء من أبناء نينوى، إذ يقصد هذا الشارع مجموعة من المثقفين من الموصل والمدن العراقيَّة الأخرى، حيث يحتضن هذا الشارع بين يوم وأخر مهرجان شارع الكاتب، فضلا عن حملات من التبرّعات لبعض الكتب من سكان ومثقفين الموصل ومبادرات أخرى لإعادة الحياة لهذا الشارع بعد افتقاده منذ ما يقرب من ستة أعوام".
إرث نينوى
ويعد الشارع النجفي وتاريخه جزءًا من إرث المدينة وثقافتها، ولذلك فإنَّ إعادة إحيائه تعد أمرًا مهمًا لاستعادة الهوية والحياة الثقافيَّة الاقتصاديَّة والتجاريَّة للمدينة، إذ يرى المواطن أزهر الشمّاع وهو من روّاد الشارع النجفي أن "عودة الحياة للمدينة القديمة اكتملت مع عودة افتتاح الشارع النجفي، واستئناف عمل المكاتب الثقافية منها والمدرسية التي أعادت روح المدينة القديمة من خلال الشارع النجفي الذي جمع مثقفي الموصل ليعود مجددًا كملتقى للشباب والمثقفين، والذي عادت فيه أكثر من 100 مكتبة علمية ثقافية وحضارية تعنى بثقافة وحضارة
نينوى".
ومع عودة الشارع النجفي وعدد من الشوارع الثقافيَّة للكتاب في أيسر الموصل وأيمنها، تستعيد مدينة الموصل تدريجيًا مكانتها كمركز ثقافي وتجاري ولتعزز روح المجتمع والتعاون بين أفراده.