الأوروبيون أكلوا لحوم موتاهم قبل 15 ألف عام

علوم وتكنلوجيا 2023/10/17
...

 لندن: بي بي سي


وجدت دراسة صدرت نتائجها حديثاً أن أكل لحوم البشر ربما كان ممارسة روتينيَّة خلال الطقوس الجنائزيَّة في أوروبا منذ 15 ألف عام تقريباً.

حلل باحثون في "متحف التاريخ الطبيعي" (NHM) في المملكة المتحدة بقايا مكتشفة في مختلف أنحاء أوروبا ويعود تاريخها إلى أواخر "العصر الحجري القديم العلوي" منذ نحو 15 ألف عام مضت.

ووجدت الدراسة، التي نشرت في مجلة "كواتيرناري ساينس ريفيوز، أن مجموعات من الأوروبيين القدامي في شتى أنحاء قارة أوروبا مارسوا أكل لحوم البشر الموتي خلال المناسبات الجنائزيَّة يحملون السلالة الوراثيَّة نفسها. كجزء من البحث، عمل العلماء على تقييم موقع العصر الحجري القديم الشهير "كهف غوف" في مضيق شيدر المعروف باكتشاف ثلاث جماجم بشريَّة منحوتة على شكل أكواب إلى جانب أكثر من 100 قطعة من عظام بشريَّة تغير شكلها بعدما غطتها علامات التقطيع والكسر والعض بواسطة البشر. ويشير التحليل الأخير إلى أن سلوك أكل لحوم البشر كان شائعاً على ما يبدو بين المجموعات البشريَّة المجدلانيَّة، كما تسمى، في شمال غربي أوروبا، وأن اكتشاف أكل لحوم البشر في "كهف غوف" لم يكن حادثاً منفصلاً عنها.

قالت الباحثة سيلفيا بيلو."نعمل على تفسير الأدلة الأثريَّة التي توضح أن أكل لحوم البشر كان عادة تقوم بها تلك الشعوب في مناسبات متعددة عبر شمال غربي أوروبا خلال فترة قصيرة من الزمن، وذلك كمؤشر على أن هذا المسلك كان جزءاً من سلوك جنائزي بين المجموعات المجدلانيَّة، ولم يُمارس ببساطة بدافع الضرورة".

وذكرت الدكتورة بيلو أن "هذا الاكتشاف في حد ذاته مهم ومثير للاهتمام لأنه يمثل الدليل الأقدم على أكل لحوم البشر كممارسة جنائزيَّة معروفة حتى الآن". ومع ذلك، يقول العلماء إنه في بعض الحالات، دُفنت جثث ذلك الزمن عن عمد، وأحياناً إلى جانب قرابين وفنون الكهوف. من بين 59 موقعاً تحتوي على بقايا بشريَّة حددها العلماء حول أوروبا وترتبط بتلك الفترة الزمنيَّة، أظهر 13 موقعاً دليلاً على أكل لحوم البشر، و10 مواقع للدفن الأولي، واثنين من السلوكين كليهما. ويشير التحليل الجيني لمواقع متعددة إلى أن 

جميع البقايا البشريَّة المتسلسلة التي تظهر عليها علامات أكل لحوم البشر تحمل سلالة وراثيَّة ذات علاقة بالحضارة 

المجدلانيَّة. 

يُظهر جميع الأفراد الذين عثر العلماء عليهم في سياق الدفن الأولي أصلاً وراثياً مرتبطاً بالمجموعات البشريَّة الإيبيغرافيتيَّة، كما تسمى، والتي كانت الثقافة الأوروبيَّة المتميزة الثانية في ذلك الوقت، إلى جانب الحضارة المجدلانيَّة. ويقول الباحثون إن الثقافتين كانتا موجودتين في أوروبا خلال تلك الفترة الزمنيَّة، ولكنهما كانتا منفصلتين جغرافياً.