انتخابات اتحاد الأدباء والتحديات الجديدة

ثقافة 2019/05/10
...

مهدي القريشي 
لم ينسدل بعد الستار عما آلت اليه نتائج انتخابات اتحاد الادباء والكتاب في العراق ( دورة الفريد سمعان ) ٢٠١٩ . فبعد العد والفرز ننتظر شهرا كاملاً كفترة للمصادقة على النتائج ودراسة الطعون المقدمة من قبل المعترضين (ان وجدت ).
وبعيدا عن الآراء الطيارة والمجاملات والاخوانيات او المنحازة الى هذه الجهة او تلك فأن انتخابات دورة الفريد سمعان مختلفة تماماًعن سابقاتها . ففي الدورات السابقات لها لم توجد معارضة جادة بالمفهوم المهني الديمقراطي للقيادات الماسكة زمام آمور الاتحاد او المتصدين للعمل النقابي المهني للاتحاد ، وكانت جل النتائج الانتخابية تسير بأريحية وتصب في مجرى واحد لا غير لذا لم نسمع في يوم من الايام اَي صوت معارض يخرج من داخل كابينة المجلس المركزي ليؤشر على خلل ما او هفوة غير متعمدة وكأن الأعضاء ملائكة لا يأتيهم الباطل من أمامهم ولا من خلفهم وان الحقيقة ملك أيديهم . 
قبل إجراءات الانتخابات بأيام ساد جو من الحذر مشوباً بالترقب وبالقلق مما ستؤول آلية نتائج الانتخابات وكان متوقعاً ان تحدث هزة في بنية الكابينة الاتحادية ، وفعلا جاءت هذه الهزة بعد الانتخابات لكنها ليست كما كان متوقعاً، فقد كان التثقيف الكابينة  الاتحادية السابقة كبيراًومنظماً ومبرمجاً بشكل مدروس وقد تعدى زمن الكسل وانتظار الفوز المريح ، ولا تغيب عنا ما فعله الأعضاء ( الشعبويون ) من تاثير واسع في قلب المزاج الانتخابي المتوقع ، ومما اسفر عن نتائج  الانتخابات الجديدة ان  (8  ) أعضاء من المجلس المركزي القديم غادروا  مواقعهم لعدم  حصولهم على اصوات تؤهلهم للجلوس على احد كراسي المجلس المركزي .
ان التغيير الديموغرافي في بنية الكابينة الاتحادية الجديدة سيغير بعض المفاهيم والرؤى في عمل الاتحاد من خلال الالتزام الأخلاقي الذي أوعد به ناخبيهم به  بإعلاناتهم ومنشوراتهم في مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الفيس بوك ، ورغم ان الصراع سيكون ديمقراطياً مهنياً الا ان كسب بعض الامتيازات او الأمانات سيكون  صعبا وعسيرا الا اللهم أعادوا لنا رفات الجبهة الوطنية او استنسخو ا تجربة الأحزاب السياسية الحاكمة المتمثلة بالمحاصصة ، لسبب بسيط ان الحرس القديم ما زال يتمتع بالأكثرية والتي تؤهله ان ينفرد بالكعكة ويتمتع بحلاوتها ومذاقها الطيب لكن هذا لا يمنع من ان تكون الأصوات الجديدة لها الدور المؤثر والفاعل ومن غير الممكن الاستهانة بإمكاناتهم الإدارية والثقافية او تجاوزها لاسيما وان بعضهم ممن تمرسوا في العمل النقابي والإداري وخاصة في اتحاد الادباء سابقاً فهم يعرفون الكثير عن كيفية العمل المهني في الاتحاد .
سبق وان نادينا بالتغيير فالعمل المكرر يولد الملل وبالتالي يفتح باباً واسعا للفساد ولابد للكابينة الاتحادية الجديدة ان تعيد النظر بالكثير من الأمور وإضافة الى ماذكره السيد الأمين العام السابق الشاعر ابراهيم الخياط من مطالب حكومية لصالح الأديب العراقي في كلمته في المؤتمر الانتخابي فنحن ننتظر منهم جميعاً بان يعاد النظر في النظام الداخلي للاتحاد ،ونذكر بان معظم نشاطات الاتحاد ( المركز العام ) أصبحت مترهلة ووجودها غير مجدي بسبب التأبيد المستمر للقائمين عليها والذين عجزوا ان يرفدوها بجمهور متنوع اضافة الى نفس الوجود المكررة .
مبارك لكل الفائزين في الانتخابات  وننتظر الجديد والمفيد وما يخدم الأديب العراقي والحركة الثقافية العراقية حينها يحق لنا ان نقول هذا هو اتحاد الجواهري العظيم.