د. عدنان لفتة
أنباء مقلقة للمتابعين ترادفت في الساعات الماضية وهي تعلن عن خطر محدق بخمسة أندية كبيرة قد لا تجد نفسها مع المشاركين في دوري المحترفين جرَّاء الديون المالية المتراكمة بذمَّتها عن شكاوى لاعبين ومدربين وإداريين سابقين في صفوفها .
أندية من العيار الثقيل ، أربعة منها من حاملي ألقاب الدوري الممتاز هي الطلبة( خمسة ألقاب) ، أربيل(أربعة ألقاب) ، الميناء(لقب واحد)، نفط الوسط (لقب واحد) ، النجف، أي أن أحد عشر لقباً تاريخياً تكاد تتراجع إلى المسابقة الأدنى نتيجة الأزمات الإدارية العاصفة بتلك الكيانات الكبيرة .
الطلبة الذي تنفس الحياة باستقطابات كبيرة لأبرز اللاعبين وعمل فني متواصل للعودة إلى المنافسة صدم بهذا التهديد، أربيل الباحث عن ذاته ورصيده للانطلاق إلى قمة المنافسة، رتَّب أوراقه جيداً واستعاد بريقه المفقود مصدوم لما حلَّ به، الميناء المتخلص من ظلام الدرجة الأولى إلى نور البطولة الكبيرة طامح لاستعادة توهُّجه وألقه المعهود لكنه يجد عقبة لا تختلف في قسوتها عن أيامه المريرة في دوري المظاليم، نفط الوسط يرتِّب صفوفه انتظاراً لموسم تنافسي يؤكد فيه النقلة النوعية التي يتمتع بها للنهوض مجدداً وبثِّ روح الأمل في صفوفه لكنه الآن مخنوق حد الموت في مشكلة مؤلمة له، النجف لا يقبل أن يكون جسداً ساكناً لا حياة فيه فهو متحفِّز للنجاحات والانتصارات ورسم علامات التفاؤل على مساره لكن أحزانه وأزماته لا تعرف طريق النهاية .
لم يتبقَّ الكثير على انطلاق دوري المحترفين والأندية الخمسة مطالبة بإيجاد حلول عاجلة للبقاء على قيد البطولة بنسختها الاحترافية الأولى، هل بإمكان إداراتها إيجاد تسويات مالية مع الدائنين؟ هل ينجحون في الإفلات من شبح الهبوط الاضطراري؟ هل تحدث مفاجآت في الساعات الأخيرة من المهلة الممنوحة لهم؟ هل تتدخل مؤسسات ووزارات حكومية لإنقاذ الموقف ؟, أسئلة لا تنتهي يتداولها محبو هذه الأندية التي تمثل عمقاً تاريخياً وجماهيرياً في الكرة العراقية .
اللوائح الموضوعة لاشتراطات دوري المحترفين قد تمنع ظهور هذه الأندية الخمسة بين المشاركين، لكن الجميع لايقبل اليأس أو الاستسلام فلابد من جهود متواصلة حقيقية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، لابد من تحركات بمختلف الاتجاهات لحسم الأمور وإعطاء ضمانات واقعية لأصحاب الشكاوى لتسديد حقوقهم المالية في توقيتات زمنية محددة يتم الاتفاق عليها تسمح بعبور هذه الأزمة وتعزز حظوظ البقاء والمشاركة وحفظ ماء وجه تلك الأندية الكبيرة . هل تتمكن الإدارات الخمس من رسم خطة الإنقاذ ؟ لعل من الصعوبة أن يتم ذلك مع تأكيد البعض على أن اتحاد الكرة قد يخفِّف الضغوط قليلاً وربما يلجأ إلى التسوية خشية من غضب جماهير الأندية المهددة وأيضاً لعدم حرمان محافظات مهمة من ممثلين ناشطين لها قد يغيبون بفعل فاعل، أربيل سيغيب عنها ماديها الأكبر، والبصرة ستفقد أهم ركائزها، والنجف سيتلقى ضربة قاصمة بإبعاد ممثليه معاً، والعاصمة ستفقد ركناً من أركانها الجماهيرية الأربعة بابتعاد الطلبة .
موقف خطير يلعب فيه الوقت عاملاً ضاغطاً قد يؤجج الأحزان بين ثنايا الأندية الخمسة التي وجدت نفسها على حين غرَّة تدفع ثمن أخطاء إدارية سابقة قد تؤدي إلى انهيارها في موعد الاحتفال الكبير بانطلاق دوري المحترفين.