علي حنون
منتخبنا الوطني لكرة القدم بعد بطولة الأردن، وفي كشف حساب سريع، يحمل بين طياته بعض علامات الاستفهام التي بلا ريب إنَّ الإجابة عليها ستكون المدخل الحقيقي لإيجاد حلول واقعية لتعثرات قائمتنا الوطنية، وفي طليعة علامات الاستفهام، هي هل يستحق فريقنا الترتيب الثالث؟ وإذا كنا لا ننظر إلى مباريات رباعية الأردن على أنها بطولة ونضعها في خانة المواجهات التجريبية الودية، فهل استفدنا منها ومن لقاءيها؟، ويقيناً إذا وضعنا علامات الاستفهام هذه على رف (كشف الحساب)، فماذا ستكون نتائج الحسبة؟ الجواب قد يتباين لكن في مُجمل فقراته سيكون الاتفاق حاضراً..ولا نخالنا، ونحن نتابع نتائج وتداعيات رحلة منتخبنا في البطولة، أننا كنا ننتظر ولعديد الاعتبارات أن نُحقق اللقب، وواقعاً دعمنا - اعتماداً على ذلك - الجهاز الفني واللاعبين لأننا كنا أيضاً بحاجة إلى محطة إعداد تأتي على شاكلة مباريات مُؤطرة بحلقات بطولة حتى ان جاءت ودية وهو ما جعلنا نذهب في رؤيتنا إلى الحدود البعيدة لكن ومع ذلك بقيّت حاضرة في نفوسنا رغبة أن نجد أسودنا يتربعون على عرش البطولة أو الوصول إلى مُواجهة التتويج، ذلك أن الحسابات الفنية للمنتخبات المشاركة، الأردن وإيران إلى جانب منتخب قطر، وضعتنا في خانة التوقعات الإيجابية لتشكيلتنا لاسيما أن قائمتنا تواجدت في صفوفها أبرز الوجوه ومن المعسكرين الخارجي والداخلي.
عموماً، النقاش في موضوعة مشاركة منتخبنا في رباعية الأردن واحتلاله الترتيب الثالث، ليس بالمهم خاصة بعد أن وضعت البطولة أوزارها بتعثرنا في المنافسة ووقوفنا في المركز الثالث، طالما أن المحطة هي تجريبية أخيرة أُتيحت لأسودنا في وقت مناسب لانه بعدها لن يكون لكاساس عذر في الوقوف على التشكيلة المناسبة، التي سيستعد فيها للاستحقاقات القادمة وأقربها التصفيات القارية المؤهلة للمونديال، وكأس آسيا، بعدما جرب في استحقاق سابق (خليجي25) تشكيلة قوامها الوجوه المحلية وحقق بها اللقب وتشكيلة أخرى فيها عديد الإضافات شارك فيها ببطولة الأردن الودية، وقد أزف الوقت لاختيار القائمة النهائية والشروع معها في الاستعداد والتأهب من أجل بلوغ عربة الإعداد للمحطة المتقدمة..ويقيناً علينا أيضاً نحن كنقاد ومتابعين أن نطوي الصفحة ونفتح أخرى جديدة نُؤازر فيها التشكيلة، التي سيضع كاساس ثقته فيها في المباريات الرسمية القادمة وعلى الاتحاد العراقي لكرة القدم من جانبه، أن يُساند الجهاز الفني بعيداً عن ضغوطات الآخرين.
وهنا الروية والحكمة يقضيان أن نركن آراءنا المُتباينة، جانباً في كنف فاصلة زمنية غاية في الأهمية، ونتفق على أن لا نخوض في موضوعات يُمكن أن تُؤثر سلباً في مسيرة الإعداد الحاسمة لمباريات التصفيات القارية للمونديال، والأهم أن لا يُنقل الى الجهاز الفني كُل ما يتم تناوله سواء في البرامج الرياضية أو يُتداول في منصات التواصل، لأنه وعلى ما يبدو (أي المدرب الإسباني) يتأثر بما يُطرح ويتعاطى معه سواء بصورة إيجابية أو سلبية..وفي حال حققنا غايتنا بهذه الموضوعة، فإننا سنكون بلغنا مُرادنا وأصبنا هدفنا وأمسينا نعمل بروحية الشركاء الحقيقيين وستكون رحلة تأهب منتخبنا ازدانت بحلقات التركيز ورافقتها كل الاعتبارات الإيجابية الداعمة.