سحر الابتسامة

اسرة ومجتمع 2023/10/29
...

سعاد البياتي
«تبسمك في وجه أخيك صدقة»، من أروع ما قاله النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله حينما اراد بها احياء مبدأ ديمومة العلاقات وما تخلقه تلك البسمة من الراحة النفسية حين ملاقاة بعضنا الاخر، فلها رونق وجمال وتقارب تذوب لأجلها كل الأحقاد وتحسن العلاقات بين الناس، وعادلها الرسول بالصدقة التي ما لها وما عليها من أجر وثواب كبيرين.

ومن أجل هذه الابتسامة وقيمتها يحتفل العالم باليوم العالمي لها  كل عام، وجاءت الفكرة من الفنان التجاري ومخترع السمايلي، الذي ابتكر كرة الوجه المبتسم «هارفي بال».  ونحن الآن بصدد الحديث عمّا للابتسامة من إيجابيات وفوائد، تعزز بها الثقة وتدعو إلى السلام والطمأنينة، وتخفف من حدة التوتر، وتزيد من رسم صورة سارة عن روحية وتفكير الشخص الآخر، ولأن لها مفعول السحرعلى كل السلوكيات والمواقف التي نمر بها، فمن الطبيعي أن نتخذها منهجاً ومسعى إلى قلوب الآخرين، ونعلّم البعض، بما لها من تأثير جاذب ومعنوي تصدم كل العقبات، اذا ارتسمت على المحيا وأعطت لوحة رائعة من الجمال وحسن الخلق، ومن خلال الابتسامة يمكنك أن توصل المعلومة بسهولة للآخرين، لأن الكلمات المحملة بابتسامة يكون لها تأثيرٌ أكبر على الإنسان، وبالبسمة اللطيفة يمكنك أن تبعد جو التوتر، الذي يخيّم على موقف معين، هذا ما لا يستطيع المال فعله، وهنا نجدها أهم من كل الماديات، ولذلك فان أقل ما تقدمه للآخرين هو صدقة الابتسامة.

يعتقد أغلب الناس أننا نبتسم عندما نشعر بالسعادة، لكن دراسة أعدتها جامعة تينيسي الأميركية، ونشرت في 2019، أظهرت أن الابتسامة يمكن أن تجعلنا نشعر بالسعادة والبهجة اذا كانت تلقائية وصادقة بالمعنى المتداول «طالعة من القلب»، ومنها نلتمس أن أغلب المعوقات والمشكلات احياناً توقفها وتحد منها هي الابتسامة والهدوء، لما لها من وقع إيجابي على المتلقي، وعلى الحواجز التي تبنى في نفوس لا تعرف قيمتها وسحرها الفوري .

وفي المصطلحات المعاصرة ظهرت الابتسامة وكان لها حضور وتهافت من قبل أغلب الناس، حينما وجدوا في منظرها عذوبة ورقة وجمالا لمنظر الأفواه أطلقوا عليها «ابتسامة هوليوود».